أكد ديمترى روجوزين مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلنطى "ناتو" أن روسيا بحاجة إلى ضمانات قوية بعدم توجيه الدرع الصاروخية الأمريكية، المزمع نصب عناصرها فى أوروبا، ضد روسيا، وتشمل تلك الضمانات تعهدات قانونية من الناتو، بالإضافة إلى استمرار وجود القوات الإستراتيجية النووية الروسية.
وأكد روجوزين - فى كلمة له أمام مجلس النواب الروسى "الدوما" اليوم، الاثنين، نقلتها وكالة أنباء "نوفوستى" الروسية، أنه ينبغى أن تستند ثقتنا بأمننا على تلك الركيزتين الأساسيتين، كما ينبغى على المفاوضين الروس أن يقنعوا شركاءنا الغربيين بتقديم ضمانات ما بعدم توجيه الدرع الصاروخية الأمريكية ضد روسيا.
وأضاف المسئول الروسى "أن أفضل ضمان لأمننا هو الضمان الذى نوفره نحن لأنفسنا، ولا أقصد الضمان السياسى فحسب بل والقدرات العسكرية أيضا، أى أن إمكانيات امتلاك قبضة نووية إستراتيجية خاصة بروسيا سترد على أى عدوان فى أية بقعة من العالم، سواء كان من دولة واحدة أو من عدة دول. وأنه يتوجب على روسيا أن تحصل على ضمانات من شركائها وأن تكون لديها ضماناتها الخاصة، وأن تكون دائما على أهبة
الاستعداد".
وأوضح مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلنطى "ناتو" أن روسيا تحتاج من الناتو إلى ضمانات ترتكز على "معايير تقييم المنظومة المزمع إنشاؤها، وعلى إدراك الإمكانيات التقنية والعسكرية لمنظومة الدرع الصاروخية، من حيث مكان نصب عناصرها وسرعتها ومداها وعدد الصواريخ الاعتراضية فيها".
وأردف روجوزين قائلا: "إن روسيا ترغب فى معرفة مكونات هذا النظام الصاروخى، غير أنه وإلى الآن لم نجد جوابا على هذه التساؤلات خلال المحادثات". وأكد أن روسيا تريد أن تعرف لماذا يصر الأمريكيين على نشر المنظومة فى مكان محدد. فإذا كان الناتو يزعم بأن الخطر المحدق به قادم من الجنوب فلماذا يقترح نشر
المنظومة فى منطقة بحر البلطيق.
من جانبه شدد نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف، فى كلمته أمام خبراء مجلس النواب الروسى اليوم على ضرورة أن تكون هناك وثيقة تؤكد أن منظومتى الدفاع المضاد للصواريخ التابعتين للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطى لا تشكلان خطرا على روسيا، مشيرا إلى أن رفض واشنطن تقديم أى ضمانات أمر "مخيب آمالنا".
ويمكن أن يؤدى هذا إلى انسحاب روسيا من اتفاقية تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية "ستارت 3" التى وقعتها روسيا والولايات المتحدة فى عام 2010 فى حالة استمرار الولايات المتحدة فى نشر ما هو تابع لشبكتها المخصصة لاصطياد الصواريخ على الأراضى الأوروبية.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسى أن روسيا لا يمكن أن تقدم على المزيد من الخطوات لتقليص أسلحتها الهجومية الإستراتيجية فى وقت يقوم فيه الطرف الآخر بتطوير أسلحته الدفاعية الإستراتيجية القادرة على إضعاف القدرة الهجومية للطرف الروسى.
كان الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف ومسئولون روس آخرون قد أبدوا عدم رضاهم عن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على نصب صواريخ اعتراضية على الأراضى الأوروبية وخاصة فى بولندا ورومانيا، قرب روسيا.
من جانبهم أكد مسئولون أمريكيون أن منظومة الدفاع ضد الصواريخ المقرر إقامتها فى أوروبا هى لحماية أوروبا من الصواريخ الهجومية وأنها لا تمثل أى تهديد على روسيا، إلا أن المسئولين الروس لا يستبعدون إمكانية أن يكون أحد أهداف منظومة الدفاع الصاروخى الأمريكية هى الصواريخ الروسية الإستراتيجية القادرة على حمل رؤوس نووية.
وزاد من القلق الروسى رفض واشنطن تقديم أى ضمانات بعدم توجيه الصواريخ التابعة لهذه المنظومة نحو روسيا. وفى الواقع فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطى لا يرفضان التعاون مع روسيا فى حماية أوروبا من الصواريخ الهجومية، ولكنهم فى الوقت ذاته يرفضون تقديم أى ضمانات قانونية بأن "الدرع" الصاروخى المقرر إنشاؤه لن يهدد القوات النووية الإستراتيجية الروسية.