عقب افتتاحه معهد الكبد بشربين مع وزير الصحة والدكتور جمال شيحة، حضر حمدين صباحى مؤتمرا شعبيا حاشدا بمدينة شربين مساء الأربعاء، بدأه المهندس /عبد الحكيم عبد الناصر بكلمة قال فيها: نحن مع حمدين لأنه أفضل من يستطيع استكمال الثورة واستعادة وضع ومكانة مصر وأدعو كل مصرى لعدم التفريط فى صوته خصوصا بعد الثورة لأنه جزء من كرامة وشرف كل مواطن، نحن مع حمدين صباحى لأنه سيعمل على استعادة ثروات مصر المنهوبة كما سبق أن استعادها جمال عبد الناصر.
وبدأ حمدين صباحى كلمته بتوجيه التحية لشعب مصر من شربين فى ذكرى تأميم قناة السويس التى كانت نموذجا لاستعادة حقوق وثروات الشعب المنهوبة، كما وجه التحية لشهداء الثورة ومن بينهم الشهيد محمد سعيد عز الدين ابن شربين ، موجها تحيته لخاله الذى يحضر المؤتمر، وأيضا وجه التحية لابن مدينة شربين المناضل الوطنى إبراهيم شكرى وكل شهداء وقيادات الحركة الوطنية من عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وصولا إلى جمال عبد الناصر.
وفى كلمته، شن صباحى هجوما عنيفا ضد بقايا وفلول النظام مؤكدا يقينه فى قدرة الشعب المصرى على القضاء عليهم وتطهير البلاد منهم كما أسقط رأس النظام وعموده الفقرى.
واستنكر مرور 6 أشهر حتى الآن على قيام ثورة يناير دون تحديد حد أدنى وحد أقصى للأجور، بينما أصدر جمال عبد الناصر قانون الإصلاح الزراعى فى أقل من شهرين لقيام ثورة يوليو، وبذلك وصلت الثورة لكل منزل فى مصر وشعر بها المصريون فارتبطوا بها.
فيما أكد صباحى أن ثورة يناير ليست نبتا شيطانيا وإنما امتداد لسعى ونضال متواصل للحركة الوطنية بكل أطيافها، مؤكدا أنه لا فرد ولا حزب ولا جماعة يستطيع الادعاء أنه قائد الثورة وأن الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة هى التى ستنقل الثورة إلى السلطة لاستكمال أهدافها ونحصل على حقوقنا ونبنى نظامنا الجديد ولن يتحقق ذلك إلا عندما يختار الشعب برلمانه ورئيسه فى انتخابات حرة نزيهة.
وأمام الجماهير فى شربين أعلن صباحى: اتكالا على الله وثقة فى الشعب عزمت على الترشح للرئاسة لاستكمال مسيرة وأهداف الثورة، شرفنى ربى أنى كنت دائما منحازا لكل قضايا العدل الاجتماعى ضد سلطتى السادات ومبارك فأكرمنى أنى قلت كلمة حق فى وجه سلطان جائر، وإذا شاء الله وأراد الشعب انتخابى رئيسا فهذا ليس تمكينا لشخصى وإنما للفقراء والمستضعقين وأدعو الله أن أكون للمستضعفين وليا ونصيرا وأطالبكم بأن تعينونى وتراقبونى وتحاسبوننى وسأفخر أنى تحت قيادة الشعب القائد والمعلم.
أول قرار سأتخذه رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه وحد أقصى بنسبة يحددها خبراء الاقتصاد، لن نوظف أحدا لأنه ابن فلان أو واسطته فلان.. إنما على أساس الكفاءة، ولن نفرق فى ذلك بين مصريين أغنياء أو فقراء أو أبناء الطبقة العاملة وأبناء الطبقة العليا، انحيازى للعدل الاجتماعى لأنى ابن فلاحين ومنحاز للفقراء ولأنى واحد منكم.
فيما صرح صباحى أنه بالرغم من أن عددا من مرشحى الرئاسة لم يكن لهم يوما علاقة بالفقراء ولا قضية العدل الاجتماعى، إلا أنه سعيد لأنهم جميعا يطرحون العدل الاجتماعى فى برامجهم حتى أن بعضهم يصف نفسه بالاشتراكى وهذا يعنى أن العدالة الاجتماعية مطلب شعبى.
قال صباحى: سنستعيد كرامة المصريين فى الداخل لنصون كرامة مواطنينا فى الخارج ، وسفرائنا فى الخارج سيكونون فى خدمة المصريين لأن رئيس الجمهورية سيكون خادما للشعب.
أما عن مشروعه القومى فهو أن تكون مصر خلال 8 سنوات دولة ناهضة متقدمة، ودعا صباحى فى كلمته للحفاظ على المادة الأولى من الدستور الجديد التى تؤكد هوية مصر العربية وسعيها لوحدة أمتها، والمادة الثانية التى تؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع باعتبار أن جوهر الإسلام هو العدل ، مع أن نحترم حق الأقباط فى أن يمارسوا عقيدتهم ويبنوا دور عباداتهم وصياغة قوانين أحوالهم الشخصية وفقا لشرائعهم ، مع استحداث مادة جديدة تجرم التمييز بين المصريين.
قال صباحى:
• نريد دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أساس المساواة والقانون والعدل وهوية مصر العربية وانتمائها للحضارة العربية الإسلامية كما أسعى لنصيب لكل مواطن فى السلطة عبر صوته فى صندوق الانتخابات.
•سنعيد إلى مصر قرارها من رأسها وأكلها من فأسها لا تابعة للبيت الأبيض الأمريكى ولا للكيان الصهيونى، علاقتنا بالدول الأخرى ستكون علاقة ندية ودية ترتكز على مصلحة مصر أولا، وسنستعيد علاقتنا التاريخية بعالمنا الأفريقى الذى نحن جزءا منه وستسعيد مصر دورها الرائد فى قلب أمتها العربية وعالمها الإسلامى.
•لن نقبل بدولة صهيونية استيطانية على أرض فلسطين وسندعم المقاومة الفلسطينية.
• لا يعقل أن يكون لمصر علاقات وسفراء لدى الكيان الصهيونى وتقطع علاقتها بإيران ، سنعمل على استئناف العلاقة مع إيران بما يحقق مصالح مصر ولا يضر بمصالح دول الخليج العربى وسنتعاون مع تركيا بكل السبل التى تجعل من العالم الإسلامى قوة لا يستهان بها.
وفى نهاية كلمته جدد صباحى دعوته لوحدة صف القوى الوطنية لضمان استكمال مسيرة الثورة، والتى أعلنها بداية هذا الأسبوع مع الإعلامية هالة سرحان والتى تعتمد على السعى لتوافق وطنى بين الثوار والمعتصمين والقوى الوطنية ومرشحى الرئاسة حول عدد من مطالب الثورة تكون لها الأولوية فى التنفيذ ويتم الحوار مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة حولها للضغط من أجل تنفيذها والالتزام بجدول زمنى لتطبيقها.
هذه المطالب التى لها أولوية، والتى يمكن بناء توافق وطنى واسع حولها هى المتهمين والمتورطين فى جرائم قتل شهداء الثورة من أجل القصاص العاجل لأهالى الشهداء مع الالتزام بتقديم التعويض العادل لهم، والتزام المجلس العسكرى ووزارة الداخلية بحملة جادة للقبض على البلطجية المسجلين وتقديمهم للمحاكمات، والإفراج عن الثوار والمتظاهرين الذين قدموا للمحاكمات العسكرية مع وقف إحالة المدنيين لمحاكمات عسكرية، وتطهير مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والإعلام، بالإضافة إلى حد أدنى وحد أقصى للأجور.