قالت مصادر دبلوماسية رفيعة في صنعاء إن اليمن يعتزم تعيين "امرأة" سفيرةً للجمهورية اليمنية لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلفاً لصهر الرئيس السابق علي عبدالله صالح السفير عبدالوهاب الحجري الذي شغل المنصب لنحو 15 عاماً.
وأوضح مسؤول كبير في الخارجية اليمنية لـ"العربية نت" أن الرئيس عبدربه منصور هادي قد طلب من الوزيرة السابقة أمة العليم السوسوة الاستعداد لتسلم مهام السفارة اليمنية في واشنطن على أن يصدر قرار جمهوري وشيكاً بذلك، خصوصاً وأنها قاربت على إنهاء فترة عملها كمساعدة للأمين العام للأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأشار المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن منصب سفير اليمن في واشنطن يكاد يكون الوحيد الذي تأكد حسمه من بين تعيينات جديدة ستشمل 29سفيراً، لازال أغلبها محل تجاذبات بين الأطراف السياسية الممثلة في حكومة الوفاق الوطني وهي حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة "السابقة" المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" قال المحلل السياسي كامل الشرعبي إن تعيين السيدة أمة العليم السوسوة سيعبر عن روح التغيير الذي أحدثته الثورة الشبابية في اليمن وانعكاسات ذلك على زيادة حصة المرأة في المناصب والمشاركة السياسية، كما أنه سيلامس رغبة لدى الحكومة الأمريكية في إقناع المنظمات غير الحكومية داخل الولايات المتحدة بأن الدور الذي لعبته الحكومة الأمريكية في الربيع العربي بدأ يؤتي ثماره على صعيد تعزيز الديمقراطية والحريات وحقوق المرأة.
وأضاف "على الرغم من انتماء السوسوة لحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلا أنها كانت بمنأى عن سخط شباب الثورة لرفضها الإدلاء بأي تصريحات أو التعبير عن موقف حزبي خلال فترة الأزمة، واللافت أنها السيدة الليبرالية الوحيدة التي تحظى باحترام وتقدير الإسلاميين في اليمن الذين لم تتصادم معهم طيلة عملها السياسي والحكومي, ناهيك عن اليساريين الذين ترتبط معهم بصلة زواجها من وزير الإعلام "الاشتراكي" الأسبق الدكتور محمد أحمد جرهوم".
وتعد السيدة أمة العليم السوسوة واحدة من أشهر النساء اليمنيات في الوقت المعاصر، حيث برزت كإعلامية وناشطة سياسية وهي من مواليد مدينة تعز 1958 وبعد الثورة اليمنية في سبتمبر 1962 استقرت مع عائلتها في العاصمة صنعاء وحصلت على الثانوية العامة في 1976 لتلتحق بعد ذلك بالعمل في إذاعة تعز ثم في تلفزيون صنعاء.
وقد واصلت تعليمها في الوقت ذاته لتحصل على بكالوريوس إعلام في مجال الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1980، وبعد ذلك ماجستير في الإعلام الدولي من الجامعة الأمريكية واشنطن دي سي بالولايات المتحدة عام 1984. وهي تجيد اللغة الانكليزية بطلاقة إضافة إلى اللغتين الفرنسية والروسية بشكل جيد.
وبرزت سياسياً كواحدة من أوائل الناشطات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 1982، حيث ترقّت في مسؤوليات من بينها عضوية اللجنة المركزية للحزب ورئاسة اتحاد نساء اليمن قبل أن يتم تعيينها وكيلاً مساعداً لوزارة الإعلام في 1991، ثم وكيلاً لوزارة الإعلام في 1997، وفي 1999 عينت ممثلاً دائماً لليمن لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي مقرها هولندا, وفي عام 2000 عينت سفيرة مقيمة لدى مملكة هولندا، وأيضاً سفيرة غير مقيمة لدى مملكتي السويد والدنمارك.
وعيّنت وفي مايو 2003 أمة العليم السوسوة وزيرة لحقوق الإنسان في حكومة عبدالقادر باجمال الثانية والتي تشكلت بعد الانتخابات النيابية التي جرت في أبريل/نيسان من ذلك العام لتصبح ثاني امرأة يمنية تدخل الحكومة بعد الدكتورة وهيبة فارع التي عينت وزيرة دولة لحقوق الإنسان في حكومة عبدالقادر باجمال الأولى التي تشكلت في أبريل 2001.
ومنذ مارس/آذار 2006 تشغل السيدة أمة العليم السوسوة منصب مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وحصلت السيدة السوسوة على وسام تكريم من الشيخة فاطمة حرم رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدورها المتميز في الإعلام العربي وذلك في 2002، كما حصلت على جائزة "امرأة العام" في الشرق الأوسط في 2003.
Al Arabiya 12 Jul, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/12/226019.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com