ذكرت وسائل إعلام مصرية أن قوات الأمن داهمت، أمس الأحد، مكتب قناة "العالم" الإيراني الناطق باللغة العربية في القاهرة، وقامت بمصادرة جميع مقتنيات المكتب من أجهزة تصوير ومعدات أخرى.
وأكد موقع قناة "العالم" الإلكتروني النبأ الذي تم نقله عن أحمد السيوفي، مدير مكتب القناة في القاهرة، حيث قارن الحدث مع إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، مشيراً الى أنه سيعقد مؤتمراً بمقر القناة لشرح الملابسات.
واستنكر السيوفي في مقابلة له مع تلفزيون "العالم" في طهران اقتحام الأمن المصري لمكتب القناة "بذريعة عدم الحصول على التراخيص"، حسب تعبيره، واصفاً هذا الإجراء "بأنه اعتداء على الحريات ووسيلة لتكميم الأفواه".
وفي الوقت الذي عبّر السيوفي في هذه المقابلة عن استغرابه قال: "تم الاعتداء على كل الأجهزة من كاميرات وأجهزة مونتاج، وأیضاً تم تحریر محضر قانوني لي (مدير المكتب) وأيضاً لبعض العاملين. كما تم اقتحام بعض الأستوديوهات التي تتعاون مع قناة العالم".
وأضاف: "صادر الأمن المصري أجهزة البث من الاستوديوهات. كل هذا تم في ساعة واحدة منتصف ظهر اليوم، والآن يتم التحقيق معي في أحد أقسام الشرطة".
وربط السيوفي بين اقتراب الانتخابات الرئاسية في مصر وإغلاق هذا القناة الإيرانية الناطق بالعربية؛ معللاً ذلك إلى أن "بعض الجهات الأمنية لديها قلق من دور وسائل الإعلام الحرة في هذه المرحلة".
ورأى السيوفي أن إغلاق مكتب العالم تم بغية تمرير عملية تزوير في الانتخابات المصرية قائلاً: "يبدو أن هناك محاولة للتزوير في الانتخابات ولفتح البورصة أمام رجال النظام السابق، ومن ثم الضغط على كل وسائل الإعلام الحرة والتي تنقل الأحداث بموضوعية".
ولم يوضح الدور الذي قد تلعبه قناة موجّهة تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الصعيد. وبهذا الخصوص قال الخبير في الشؤون الإيرانية حامد الكناني لـ"العربية.نت": "أنا أستغرب من حديث السيوفي بهذا الخصوص حيث يعرف القاصي والداني أن قناة العالم هي قناة موجهة من قبل إيران التي وصفها مراسلون بلا حدود مراراً بـ(سجن الصحافيين والصحافة)، فكيف لقناة إيرانية أن تمنع التزوير المزعوم، وإيران نفسها متهمة من قبل المعارضة بتزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أحمدي نجاد، في حين يخضع زعيما المحتجين كروبي وموسوي للإقامة الجبرية منذ حوالي عامين؟".
واعتبر السيوفي هذا الإجراء أنه " اعتداء على الحريات ووسيلة لتكميم الأفواه، وهو يستهدف كل إعلام يبث الحقيقة ويتعامل بموضوعية، ومن أجل تخويف بقية وسائل الإعلام الحرة في تغطيتها لانتخابات رئاسة الجمهورية".
وعلّق الكناني على هذه الفقرة من حديث السيوفي قائلاً: "هو يعلم أن قناة العالم التي تمثل النظام الإيراني الذي يكمم الأفواه إما بالرصاص أو بالأموال لا يمكن أن تبشر بالخير للمصريين، وأن قناة العالم مثلها مثل أي وسيلة إعلامية موجهة تخدم أجندة الجهة الممولة، لاسميا أن هذه الجهة هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وبدوره أوضح السيوفي في حديثه لتلفزيون العالم: "أبلغوني قبل قليل بصدور مذكرة اعتقال ضدي، وطلب مني الضابط المسؤول التوجه إلى قسم الشرطة، وأبلغته بأني سآتي، حيث من المفترض بعد ذلك - وحسب الإجراءات المتبعة في هذا السياق - أن يتم تحويل الأمر إلى النيابة العامة".
کما أوضح أن "التهم الموجهة إلينا هي العمل دون ترخيص، ويبدو من خلال بعض الكلام المتناثر الاتهام بخدمة القنوات الشيعية والإيرانية، هذا حسب المذكرات بطبيعة الحال، وهذا التوقيت قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بعشرة أيام يثير شبهة كبيرة، وأن أجواء حكم مبارك تعود مرة أخرى إلى مصر بعد هذه الثورة العظيمة".
هذا واتهم الكناني السياسة الإعلامية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها تكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي تظهر نفسها حريصة على الحريات والديمقراطية في العالم العربي تحاول وسائلها الإعلامية الموجهة بعدة لغات، ولاسيما باللغة العربية، استغلال أحداث الربيع العربي الذي تصفه بـ"الصحوة الإسلامية" التي تستلهم أفكارها من الثورة الإيرانية وتوجيهات الولي الفقيه علي خامنئي.
وفي ختام تصريحاته قال السيوفي: "سنتصدى لكل هذه المواقف، خاصة أننا نعمل بطريقة صحيحة وبطريقة ليست ضد أي قوانين وليست ضد أي شيء في هذا البلد".