بعث الأسير الفلسطيني ثائر حلاحلة المضرب عن الطعام منذ 77 يوماً رسالة إلى ابنته لمار، تكاد تكون وصيته الأخيرة في ظل الأنباء التي ترددت عن دخوله حالة غيبوبة، واحتمال أن يفارق الحياة في أي لحظة.
وحاول الأسير حلاحلة، المعتقل إدارياً منذ عامين دون توجيه تهمة من خلال رسالته أن يبرر لابنته التي ولدت وهو في الأسر، أسباب بعده عنها ويقول في رسالته "حبيبتي لمار، سامحيني لأن العدو الصهيوني حرمني منك، وحرمني من بهجتي بولادة طفلتي الأولى.. فكل شيء لا يكتمل في حياتنا بسبب هذا المحتل الظالم، الذي يتربص بنا ويحول حياتنا إلى غربة وملاحقة وعذاب".
ويضيف الأسير الذي ذكر أهله أن حالته الصحية حرجة جدا وفقد أكثر من 30 كغم من وزنه، ويعاني من ضمور شديد في العضلات "رغم حرماني من احتضانك وسماع صوتك، ورؤيتك تكبرين وتتحركين في أرجاء البيت وفي السرير، ورغم حرماني من أن أمارس دور الإنسان الأب مع طفلتي فإن وجودك أعطاني كل القوة والأمل".
وقد تم تسريب رسالته عبر محامين كانوا زاروه داخل المشفى العسكري الذي يحتجز فيه، وأراد حلاحلة بالرسالة من ابنته أن تفهم سبب إضرابه هذا الذي قد يودي بحياته في أي لحظة، وقال "أعلم أنه لا ذنب لك ولا تفهمين لماذا يخوض والدك معركته في إضراب مفتوح عن الطعام.. ولأنك عندما تكبرين ستفهمين أن معركة الحرية هي معركة العودة إليك، ومن أجل أن لا أبعد عنك بعد ذلك أو أحرم من ابتسامتك ورؤيتك، وحتى لا يعود المحتلون مرة أخرى ليخطفوني منك".
ثائر حلاحلة
ويخوض حلاحلة وهو من بلدة خاراس بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أطول إضراب عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة بصحبة أسير فلسطيني آخر يدعى بلال ذياب. فيما هناك 8 أسرى آخرون مضربون عن الطعام أقلهم بدأه قبل 50 يوما احتجاجا على اعتقالهم إداريا في سجون الاحتلال.
وورثت إسرائيل الاعتقال الإداري عن الانتداب البريطاني، وهو عقوبة تفرضها إدارة السجن على أي شخص دون توجيه تهمة ولفترة قد تمتد أحيانا إلى 10 سنوات.
في الوقت ذاته يواصل قرابة 2000 أسير فلسطيني إضرابا عن الطعام منذ 27 يوما، احتجاجا على ظروف اعتقالهم المهينة، ويطالبون بتحقيق العديد من المطالب أبرزها وقف العقوبات الجماعية، والعزل الانفرادي، واقتحام الزنازين، وتحسين الرعاية الطبية.
وحاول الأسير برسالته رفع معنويات ابنته التي لم تره سوى مرة واحدة منذ ولدت، ولا تعرفه إلا من خلال الصور، ويقول "حبيبتي لمار، ارفعي رأسك دائما وافتخري بوالدك، واشكري كل من وقف معي، وساند الأسرى في خطوتهم النضالية، ولا تخافي ولا تجزعي فالله دائما معنا، والله لا يخذل المؤمنين والصابرين، فنحن أصحاب حق، والحق سوف ينتصر على الظالمين والمجرمين".
ثائر هو واحد من بين قرابة 5000 أسير فلسطيني تعتقلهم إسرائيل بينهم نحو 300 يعاقبون إدارياً، و9 نساء، ونحو 200 طفل، فيما تشير الإحصاءات الفلسطينية إلى وجود قرابة 530 أسيرا فلسطينيا يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، ومثلهم محكومون بأكثر من 20 عاما.
ويختم الأسير حلاحلة حديثه مع ابنته محاولا رفع معنويات نفسه قائلا "حبيبتي لمار سيأتي ذلك اليوم، وأعوضك عن كل شيء، وسأسرد لك الحكاية كلها، وستكون أيامك القادمة أحلى وأجمل، فانطلقي في أيامك والبسي أجمل الثياب، واركضي ثم اركضي في حدائق عمرك المديد، إلى الأمام وإلى الأمام فليس وراءك إلا الوراء، وهذا صوتك أسمعه دائما نشيداً للحياة".
ويسبب الإضراب عن الطعام جفافا شديدا لدى الأسرى، كما ينتج عنه قيام الجسم باستهلاك كافة المخزون من الدهون والشحوم فيصبح يتغذى على عضلاته، حسب قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني. وكان الأسير ثائر حلاحلة قد تعرض لإغماء مرات عديدة ونتج عن مواصلته للإضراب هبوط حاد في دقات قلبه وصل خمسين نبضة في الدقيقة وفق ما أكد فارس.
Al Arabiya 13 May, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/05/13/213893.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com