خلف فوز الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني في الجزائر، بخلاف كل التوقعات التي كانت ترجح فوز الإسلاميين، حالة من الاستغراب لدى المراقبين. وحاول وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية تبريرها بالقول إن "الجزائريين اختاروا السلم والأمان على المغامرة". بينما رأى آخرون أن دعوة الرئيس بوتفليقة من سطيف للتصويت على حزبه قلبت توجهات الناخبين لصالح جبهة التحرير الوطني.
وفي تفسير عدم فوز الإسلاميين بنتائج كبيرة في تشريعيات الخميس الماضي، عدد المحلل السياسي، الدكتور عبد العالي رزاقي، لـ"العربية.نت" خمسة أسباب رئيسية وراء هذه النتيجة.
وقال رزاقي "أولا هناك مادة في قانون الانتخابات تقرر أن أي حزب في الانتخابات يحقق نسبة أصوات تقل عن 5%، يحرم من المقاعد. والسبب الثاني هو الخطاب السياسي المعادي للإسلاميين خلال الحملة الانتخابية، مما ذكر الجزائريين بسنوات الدم، والسبب الثالث هو مراهنة الإسلاميين أنفسهم على الثورات العربية وليس على الحملة الانتخابية، فقد كانوا يتوقعون أن الناخبين سيصوتون آليا لصالحهم تأثرا بما حدث في مصر وتونس مثلا.
أما السبب الرابع فهو غياب صور القادة الإسلاميين على أوراق الانتخاب، مع العلم أن الناخب الإسلامي مرتبط بصورة الزعيم. ويبقى السبب الخامس وهو دعوة بوتفليقة للتصويت على حزبه جبهة التحرير الوطني، وهو ما أوجد صدى لدى فئة واسعة من الناخبين".
وفي هذا السياق، علّق الشيخ أبو جرة سلطاني، زعيم الإخوان في الجزائر، لـ"العربية نت" على نتائج الإسلاميين في تشريعيات الخميس الماضي بقوله إن الفرق بين ما جرى في مصر وتونس وبين بلادنا هو أن "الانتخابات هناك جاءت بعد ثورة وعندنا نحن جاءت الانتخابات قبل الثورة والنتيجة بالطبع تختلف"
وسجل أبو جرة الذي بدأ ممتعضا من نتيجة تكتل الجزائر الخضراء، بقوله "الشعب انتخب وهو مطمئن تماما إلى واقعه لكنه لم يكن يدري أن الساحة السياسية ستعود إلى مربع الأحادية".
أما عن إمكانية اتهام السلطات المعنية بالتزوير، فأكد لـ"العربية.نت" أنه "لا مجال للتهمة، وإنما أقول لقد عدنا إلى ما قبل أكتوبر 1988 أي إلى زمن الحزب الواحد". واستبعد أن يؤثر البرلمان المقبل في مستقبل البلاد، لا على السياسة ولا الدستور، مضيفاً "إذا كان الشعب اختار فهو راض باختياره".
كما انتقد دعوة الرئيس بوتفليقة من ولاية سطيف قبيل الانتخابات، الجزائريين للتصويت على جبهة التحرير الوطني، وقال "كثير من الآراء تقول هذا الكلام وبالفعل هناك شيء من التأثير فقد فهم الناس أن الرئيس يدعوهم للتصويت إلى حزبه".
وبالمناسبة كشف أبو جرة أنه لم يهنئ بعد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، رغم أنه صديقه. وبخصوص مزاعم التزوير التي تحدث عنها القيادي في حركة حمس، عبد الرزاق مقري، أوضح أبو جرة أنهم بصدد جمع المحاضر والتقارير، لاتخاذ القرار المناسب.