قال مصدر قيادي فلسطيني إن اتفاقا للتهدئة دخل حيز التنفيذ فعليا فجر اليوم الأحد بقطاع غزة. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك استعداد إسرائيل لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 19 شهيدا.
وقال مصدر قيادي فلسطيني لوكالة يونايتد برس إنترناشونال إن اتفاق التهدئة دخل حيز التنفيذ بالفعل فجر اليوم بوساطة خارجية لم يحددها، وافقت إسرائيل بموجبه على وقف غاراتها وهجماتها على القطاع مقابل وقف الفصائل الفلسطينية شن الهجمات الصاروخية.
وأضاف المصدر أن الساعات الأخيرة بعد منتصف الليل لم تشهد أي غارات إسرائيلية على قطاع غزة في حين استمرت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في التحليق بكثافة في سماء القطاع مع تحليق بين الحين والآخر للطائرات المروحية.
وذكر المصدر أن بعض الفصائل والأذرع المسلحة لديها تحفظ شديد على العودة إلى التهدئة بعد التصعيد الإسرائيلي الكبير، غير أن هناك قبولا عاما بالعودة للتوافق.
وكانت الجزيرة نت قد علمت من مصادر قيادية بحركة حماس أن أطرافا دولية –منها الأمم المتحدة- وعربية تجري اتصالات مع الحكومة المقالة بغزة وتل أبيب لبدء تهدئة متبادلة بين الطرفين.
وقالت المصادر إن الاتصالات تجري بناء على تحركات واتصالات قامت بها الحكومة في غزة وأطراف مصرية لإعلان تهدئة متبادلة توقف العمليات الإسرائيلية المتصاعدة بالقطاع، وتلتزم بموجبها المقاومة بعدم قصف التجمعات الاستيطانية المحاذية للقطاع.
في الأثناء قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل للجزيرة نت إن حماس منذ البداية كان لها موقف واضح في التوافق على التهدئة مرده أنها لا تريد أن يجرها العدو الصهيوني إلى حرب شاملة.
وأضاف أن الفصائل قررت بالتوافق الالتزام بالتهدئة لتجنيب الأطفال والنساء والشعب الفلسطيني ويلات الحرب، ولكن العدو –وفق تقديره- فهم الرسالة خطاً أو أنه يحاول ان يستثمر الهدوء بغزة لفرض معادلة استسلام لن تقبل بها حماس والفصائل.
وشدد البردويل على أن حماس لا تزال تتواصل مع الفصائل لإيجاد صيغة لتهدئة متبادلة مع الاحتلال تجنب القطاع الوضع المأساوي الذي تريده إسرائيل.
استعداد
|
باراك اشترط وقف حماس هجماتها لوقف النار (الجزيرة) |
من جهته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اليوم الأحد أن إسرائيل مستعدة لقبول وقف متبادل لإطلاق النار مع حماس. وقال باراك للإذاعة الإسرائيلية "إذا أوقفوا إطلاق النار على مدننا فسنوقف إطلاق النار، وإذا توقف إطلاق النار بشكل عام فسيكون أمرا طيبا".
وردا على ذلك قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري لرويترز إن الفصائل الفلسطينية مستعدة لوقف إطلاق النار وإنها لا تريد التصعيد، وأضاف "إذا توقف العدوان الإسرائيلي فسيكون من الطبيعي عودة التهدئة".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية على موقعها الإلكتروني، عن مصدر رفيع المستوى بالجيش الإسرائيلي فجر اليوم قوله، إن وقف الهجمات والغارات على قطاع غزة مرهون بموقف مشترك تتخذه جميع الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس لوقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.
ونفذت فصائل المقاومة صباح الأحد هجوما بثلاث قذائف هاون على جنوب إسرائيل من دون أن يسقط جرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القذائف سقطت على منطقة أشكول غرب النقب، وتسببت في قطع الكهرباء بعد تضرر خط للضغط العالي.
حصيلة
|
اجتماع طارئ لمندوبي الجامعة العربية اليوم لمناقشة التصعيد الإسرائيلي (الجزيرة) |
ووفق مصادر فلسطينية فإن ثمانية من عناصر الذراع المسلح لحماس استشهدوا إلى جانب ناشط من حركة الجهاد الإسلامي وآخر من لجان المقاومة، بينما كان باقي الشهداء الـ19 بالغارات الأخيرة على القطاع من المدنيين بينهم مسنان وامرأة وابنتها وطفلان. وقال الجيش الإسرائيلي إن تيسير أبو سنيمة من رفح هو أحد القتلى الفلسطينيين بالغارات، وهو قائد ميداني لكتائب القسام الذراع المسلح لحماس، واتهمته بأنه كان ضالعا بعملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط.
وأعلن جيش الاحتلال الليلة الماضية حصيلة للهجمات منذ الخميس الماضي، جاء فيها أن مناطق جنوب إسرائيل تعرضت لإطلاق أكثر من 120 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون.
وذكر أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض ثماني قذائف صاروخية، بينما شن سلاح الجو غارات استهدفت 11 ممن سماهم "مجموعات تخريبية".
وساطة
وقال راديو إسرائيل إن المبعوث الأممي للشرق الأوسط روبرت سيري يحاول القيام بالوساطة لوقف العنف، بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية المصرية إن مصر تشارك في جهود مشابهة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية اليوم اجتماعا بالقاهرة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.