قال حسن الترابى أمين عام المؤتمر الشعبى المعارض فى السودان، إنه لا يعرف ما هى رؤية السواد الأعظم من الشعب المصرى حول انتخاب شخص بعينه لرئاسة الجمهورية، مضيفا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "هناك نواحى أخرى لاختيارات الناس وجميعها ليست واحدة".
إلا أنه عاد ليؤكد أن محمد البرادعى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية جدير بأمانة وقوة السلطة، على حد تعبيره.
وأوضح الترابى عقب مقابلته مع د.محمد البرادعى المرشح المحتمل للرئاسة فى مصر مساء أمس، الخميس، أنهما تطرقا إلى مشكلات مصر بأبعادها الوطنية والعالمية، مضيفا "الفترة الانتقالية التى تشهدها مصر حاليا تحتاج لوعى شديد جدا حتى تستقر الأوضاع".
وأشار إلى أن البرادعى لديه رؤية واسعة للعلاقات المصرية السودانية ولا ينغلق، وتابع: "فهناك شخص يمشى منكبا على وجهه، وآخر يمشى على خطى الصراط المستقيم ولكن البرادعى واسع الأفق".
وفى سؤال لـ"اليوم السابع" حول التطرق مع البرادعى إلى فكرة مدنية الدولة وتطبيق الإسلام السياسى فى مصر قال الترابى: "طبعا تطرقنا إلى هذه النقطة، ومصر لها تقاليد وأعراف دينية معروفة فى التاريخ، ولكن لم تتجل سياسات ومناهج وبرامج بينة يمكن من خلالها عمران الطاقات المتفجرة الحالية وإلا ستندفع بشكل هوجائى وفوضوى".
ولفت إلى أن الدولة الإسلامية الأولى فى المدينة كان بها يهود ومسلمين ودستور واحد جميعهم موقعون عليه وتعايشوا جميعهم معا ووزعوا السلطة فيما بينهم، وتمت مراعاة جميع حقوق الإنسان بمن فيهم النساء.
ومضى يقول: "هذه البنى الأصيلة التى كانت موجودة لابد لنا من تطويرها بنفس القيم والمعانى، ولكن على العكس من ذلك نجد أن السلطة تأتى بالوراثة وكل شخص متعلق بشيخ أو طائفة شيعة أو سنة".
وحول دعوته للبرادعى لزيارة السودان قال: "البرادعى الآن فى هم وهنا توجد فترة انتقالية قصيرة بها هموم كثيرة".
وقال إنه على أرض مصر ليتبين كل ما يتجلى من طاقاتها التى كانت محجوبة عنه، مؤكدا أنه لابد أن يوجد إجماع بين المصريين على عدد من الأمور الكلية ثم لا مشكلة هنالك إذا حدث تباين فى الاجتهاديات لجميع الرؤى، على حد قوله، واصفا رؤية البرادعى تجاه مصر بأنها إحدى الرؤى النيرة.
وردا على سؤال حول نصائح معينة إلى مصر، قال: "أنا لا أحب أقول نصيحة فأنا لست مفتى ولكننى أتحدث عن تجارب رأيتها فى العالم والسودان وبلاد أخرى فى أفريقيا وغيرها، والأخوة المصريون يعلمون هذه التجارب وعبرتها وعظة الحياة".
وحول استقلال جنوب السودان قال: "الانفصال مأساة بالنسبة لنا والله والمجتمع والتاريخ يحكم علينا، فمنذ الاستقلال بدأت نذر الانفصال تظهر ولكن السياسين لم يتعمقوا فيها قبل أن تستفحل فبدأت تتفاقم وكل شخص أصبح يكيل عليها بدلا من أن يعالجها حتى أصبحت".
واستطرد: "وقبل أكثر من سنة من الآن زرت الجنوب كله وقلت للناس لقد أصبح التوجه وطنى استقلالى إجماعى، ولا يجرؤ أحد حتى لو كانت عنده أشواق وأعمال وتاريخ فى الشمال على أن يعبر إلا عن هذا الرأى وإلا يكون خائنا لوطنه ولأهله".
وعن استقبال مصر له، بعد 23 عاما من المنع على خلفية اتهامه بتدبير حادثة اغتيال الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى أديس أبابا، قال: "كنت مطمئنا لزيارتى لمصر قبل مجيئى إليها، وأحيانا أتقابل مع بعض المصريين المتواجدين فى السودان ولذا فمصر لم تكن مغيبة كلها عنى، وأكيد أنا فى أرضى الآن وأشعر بأننى المضيف ولست الضيف".
وزاد "لا يوجد بلد عربى أعرفه أطمئن فيه ونفسى ترتاح فيه مثل مصر، وهذه ليست مجاملة مقارنة بدول أخرى، فكل حاكم لا يحب الكلام الذى يخرج من سلطاته وهيمنته على البلد ورجعيته فى الفكر".
وأكد أنه سيتقابل وجميع القوى السياسية والنخبة المصرية والصحف كما سيلقى محاضرات عامة، معربا عن تمنيه مقابلة كل مصرى، بمن فيهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى.