غادر الدبلوماسى الإيرانى قاسم الحسينى المتهم بالتخابر على مصر لصالح بلاده القاهرة ظهر اليوم، الاثنين، وسط الوفد الشعب المصرى الذى رافقه إلى طهران لمقابلة المسئولين هناك، وعلى رأسهم الرئيس محمود أحمدى نجاد، لبحث أوجه تقريب العلاقات بين البلدين.
ورغم ما أعلن عن كون الحصانة الدبلوماسية هى السبب الأساسى فى الإفراج عن الدبلوماسى الإيرانى، إلا أن الوفد الشعبى المصرى أكد أن الدبلوماسى لم يخضع للتحقيقات من الأساس، رابطين بين زيارة الوفد الشعبى وتفجير الأزمة، حيث أكدوا أن الأمر لا يخرج عن محاولة من المجلس العسكرى لإنهاء الرغبة الشعبية المصرية فى إعادة العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أن عدم شرعية رفض دول الخليج لتلك العلاقة أيضا، خاصة وأن لهذه الدول سفارات فى إيران ترعى مصالحها، وتعمل على توطيد العلاقات الاقتصادية السياحية بين البلدين.
وفى هذا السياق شدد الإعلامى وائل الإبراشى على ضرورة ربط القبض على الدبلوماسى الإيرانى المتهم بالتخابر ضد مصر بتوقيت زيارة الوفد الشعبى المصرى إلى.
وطالب الإبراشى بضرورة الإفراج عن أية معلومات توضح وجهة النظر العسكرية المصرية الرافضة لعودة تلك العلاقات، لكى يكون جليا للشعب المصرى خطورة النظام الإيرانى على المصالح المصرية من عدمه.
وفيما يتعلق بالرفض الخليجى لعودة العلاقات المصرية مع طهران، أعرب الإبراشى عن استيائه من هذا الرفض، مشيرا إلى أن دولة مثل الإمارات التى تتنازع مع إيران على ثلاثة جزر، ومن المفترض أن تكون العلاقات بينهما أكثر سوءا تربطها بإيران 39 رحلة جوية أسبوعية، والدليل أن الوفد الشعبى المصرى فى رحلته إلى إيران يستقل طائرة إماراتيه ستهبط بهم أولا فى دبى للاستراحة، ثم التوجه إلى طهران مباشرة من دبى.
وأضاف الإبراشى أن مصر لن تتشيع كما يروج حاليا من تزايد النفوذ الإيرانى ومن ثم الشيعى، موضحا أن الوفد المصرى سيقابل عددا من أبرز المسئولين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس محمود أحمدى نجاد لبحث سبل التعاون بين البلدين، وعودة العلاقات الطبية بين الشعبين المصرى والإيرانى.
السفير الإيرانى بالقاهرة مجتبى أمانى أكد أن الحكومة الإيرانية لا تقبل الاتهام الموجه لـ قاسم الحسينى - أحد الدبلوماسيين الإيرانيين بالقاهرة، بتهمة التجسس والذى ألقى القبض عليه أمس، وتم الإفراج عنه منذ ساعات.
مؤكدا على احترام قرارات الحكومة المصرية الخاصة بهذا الشأن، موضحا أن وسائل الإعلام ضخمت من حجم الحدث، مما أدى إلى إثارة البلبلة على مستوى البلدين، وأضاف مجتبى أن هذا الحادث العارض لن يؤثر على زيارة أول وفد شعبى مصرى إلى إيران، والتى تعد مبادرة حقيقية لخلق أجواء حميمة على المستويين الشعبى والحكومى بين البلدين.
موضحا، أن الوفد يضم العديد من الشخصيات العامة المصرية، ويضم فنانين وسياسيين وأقباطا وإخوان مسلمين ومحامين إسلاميين ويساريين وممثلين حزبيين، وسيتم الالتقاء بمسئولين بالحكومة والنظام الإيرانى لتوطيد العلاقات المصرية الإيرانية.
من جانبه أكد المستشار محمود الخضيرى، أن الهدف من الزيارة هو توحيد كلمة العالم الإسلامى، لمواجهة التحديات من دول على رأسها إسرائيل التى لها مصالح فى قطع العلاقات المصرية الإيرانية على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه سيتم بحث الإجراءات التى من خلالها يمكن للشعب الإيرانى الحصول على تأشيرات لدخول مصر أسوة بالدول الأوروبية.
الفنان عبد العزيز مخيون شن هجوما حادا على بعض الجهات الحكومية متهما إياها بالغباء والتواطؤ مع إسرائيل للإضرار بمصالح مصر، موضحا أن توقيت إعلان القبض على أحد الدبلوماسيين الإيرانيين بالقاهرة فى هذا التوقيت قبل سفر الوفد الشعبى إلى إيران، يؤكد على أن هناك قوى فى الحكومة الحالية تريد تعطيل العلاقات المصرية الإيرانية فى ظل رغبة كبيرة لكثير من المسئولين بجانب القوى الشعبية فى مد جسور العلاقات وعلى رأسهم وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى.
وأضاف مخيون أن المبادرة الشعبية جاءت من ثمار الثورة، بعد انتهاء العصر البائد الذى حاصر قدرات الشعب المصرى، وأجهض كل مبادراته السابقة، موضحا أنها زيارة غير رسمية الغرض منها إعادة العلاقات المقطوعة لأكثر من 30 عام، قائلا: أنه ليس من الطبيعى أن تقطع العلاقات طيلة هذه السنوات مما تسبب فى خسائر بين البلدين على المستوى الاستراتيجى.
قال المحامى عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط لـ"اليوم السابع"، إن زيارة الوفد الشعبى إلى إيران تهدف إلى إعادة العلاقات الشعبية والاقتصادية بين البلدين، وهى العلاقات والوضع الطبيعى الذى يجب أن يسود، خاصة وأن دول الخليج التى ترفض هذه العلاقة تعد سمة أساسية فى أجندتها السياسية تجاه إيران، وأضاف سلطان، أن الزيارة تهدف أيضا إلى إعادة التاريخ الإسلامى المشترك، والتعاون الاقتصادى والاقليمى والسياحى.
وفيما يتعلق بأوجه الاختلاف فى وجهات النظر بين البلدين وعلى رأسها صورة خالد الإسلامبولى قاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات والتى تزين أكبر شوارع إيران، وموقف الوفد الشعبى منها قال سلطان، إن تلك الأمور بعد ثورة 25 يناير تعد تافهة بالنسبة لمصر، خاصة وأنها تعد أكبر دول المنطقة.
ونفى سلطان فى حديثه عن الدبلوماسى الإيرانى أن يكون قد خضع لأية تحقيقات أمنية، مؤكدا أنه وأثناء إلقاء القبض عليه كان برفقة مجموعة من المصريين لم يقبض على أى منهم، وبمجرد القبض عليه لم تثبت ضده أية اتهامات، وبالتالى لا توجد قضية أصلا.
وأكد فى نهاية حديثه أنهم سيقابلون رموز الوفد الشعبى الإيرانى، متمنيا مقابلة الرئيس أحمدى نجاد.
يشار إلى أن الوفد الشعبى المصرى يضم الإعلامى وائل الإبراشى، والمحامى عصام سلطان، ودكتور إبراهيم زهران القيادى الإخوانى، ودكتور جمال زهران، والمستشار محمود الخضيرى، والشيخ علاء أبو العزايم، والفنان عبد العزيز مخيون، وأحمد طه النقر، وشاهنده مقلد، وغيرهم. كما رافق المتهم الإيرانى وفدا دبلوماسيا تابع لمكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.