مهدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الطريق أمام السلطات البريطانية لترحيل الداعية الإسلامي أبوقتادة إلى الأردن بعد رفض قضاتها النظر في استئناف الحكم الصادر بترحيله من بريطانيا.
وقرر خمسة قضاة في الغرفة العليا للمحكمة الأوروبية التي تتخذ من مدينة ستراسبورغ مقراً لها بعدم السماح لأبوقتادة الاستئناف، كون قرار ترحيله محقا بعد حصول وزارة الداخلية البريطانية على ضمانات أن لا يستند القضاء الأردني خلال محاكمته المرتقبة للداعية على أي اعترافات كانت قد انتزعت منه تحت التعذيب.
ومن جانبها صرحت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي قائلة: "يسرني قرار المحكمة الأوروبية، وستتعامل المحاكم البريطانية مع قضية ترحيل أبوقتادة الآن"، مضيفةً: "أنا على ثقة أننا سنطرد أبوقتادة من بريطانيا نهائياً".
وسبق أن أعطت المحكمة الأوروبية موافقتها لبريطانيا بتسليم أبو قتادة، واسمه الحقيقي عمر محمد عثمان، إلى الأردن المطلوب لديه شرط أن لا يعتمد القضاء الأردني في محاكمته على أدلة قد يكون تم الحصول عليها تحت التعذيب.
خطأ في احتساب مهلة الثلاثة أشهر
وكانت المحكمة الأوروبية قد أعطت بريطانيا مهلة ثلاثة أشهر للحصول على تعهدات من الأردن بهذا الاتجاه للموافقة على إبعاد أبوقتادة.
ورافق هذا القرار الإفراج عن أبوقتادة من السجن وفق شروط جد قاسية شبيهة بالإقامة الجبرية في بيته، لكن قبل نهاية المهلة بيوم واحد أعادت السلطات البريطانية اعتقال أبوقتادة لبدء إجراءات الترحيل، فهم دفاع الداعية إلى استئناف قرار تسليمه بعد أن كانت السلطات البريطانية قد أخطأت في تحديد وقت نهاية مهلة الثلاثة أشهر.
وأثار هذا الخطأ جدلاً بين دفاع أبوقتادة ووزيرة الداخلية تيريزا ماي والبرلمان البريطاني بسبب الخلاف بشأن مهلة الثلاثة أشهر القانونية التي حددتها الغرفة العليا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لقبول طعن أي من الطرفين.
وسمح هذا الخطأ لأبوقتادة بمواصلة معركته ضد ترحيله التي اقتربت من عامها العاشر.
رفض الاستئناف في المضمون
وقد أكدت المحكمة الأوروبية في قرارها الصادر اليوم أن استئناف أبوقتادة جاء في اليوم الأخير من المهملة المحددة، لكنها أقرت بإمكانية ترحيله بناءً على ضمانات حصلت عليها بريطانيا بحسن المعاملة وعدم استخدام أي اعترافات شهود تعرضوا للتعذيب.
وبهذا القرار تتجاوز السلطات البريطانية عقبة المحكمة الأوروبية، وتقترب من إبعاد أبوقتادة المطلوب من الأردن والمحكوم عليه غيابيا لتورطه في أعمال إرهابية، حسب ما تؤكده السلطات الأردنية.
يذكر أن أبوقتادة من أشهر وجوه التيار الإسلامي المتشدد في لندن، وارتبط اسمه بجماعات إرهابية، واعتقلته السلطات الأمنية البريطانية في أكثر من مرة منذ وصوله إلى لندن عام 1993 قادماً من أفغانستان بجواز سفر مزور.
Al Arabiya 10 May, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/05/10/213172.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com