كشفت وسائل الإعلام الأمريكية هذا الأسبوع عن برنامج سري بدأت به إدارة الرئيس بوش وواصلته إدارة أوباما لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية إلكترونياً، وأطلق عليه اسم "الألعاب الأولمبية".
وأكدت مصادر أن الهجوم عبر هذا البرنامج أدى إلى تأجيل تسارع برنامج طهران النووي لسنوات.
ويدور جدل حالياً في الولايات المتحدة حول سلبيات وإيجابيات استخدام ما يُسمى "البرمجيات الإلكترونية الخبيثة" كسلاح، وتدور النقاشات حول إمكانية الولايات المتحدة على الرد على هجوم مضاد وعلى ما إذا كان هذا الهجوم يعتبر بمثابة إعلان حرب.
هجوم دون مخاطر
ويعتبر الخبراء أن الهجومَ الإلكتروني الإسرائيلي - الأمريكي على برنامج إيران النووي هو أكبر نصر برمجي منذ أن تعرفت بريطانيا والولايات المتحدة إلى رموز الاتصال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، الأمرُ الذي أدى الى تقصير مدة تلك الحرب بسنوات.
وذكرت وسائل الاعلام مؤخراً نقلاً عن مصادر في الإدارة الأمريكية أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية جاء لمنع هجوم فعلي كان من المحتمل أن تشنه إسرائيل على تلك المنشآت.
وشرح جيمس لويس، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الباحث في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أن "الولايات المتحدة قامت بنفس الحسابات التي تقوم فيها عند استخدامها لأي سلاح آخر. ما هي فرص الخسائر المدنية؟ هي قليلة في هذه الحالة، فليس هناك بنايات تحترق ولا أرامل يصرخن في الشوارع ولا طيارون أمريكيون يُجَرون في شوارع طهران. الهجوم إلكتروني يعني خسائر أقل من الهجوم التقليدي وبالتالي مجازفات سياسية أقل".
التهديدات الأمريكية
إلا الباحثين في القضايا الإلكترونية الدولية قالوا إن من المفارقة أن تقوم الولايات المتحدة باستخدام البرمجيات الخبيثة لشن حرب الكترونية ضد دول أخرى في الوقت الذي تقوم فيه بتهديد الدول الأخرى بالرد العسكري ان تعرضت هي لهجوم مشابه.
وأشارت جودي وستبي، مديرة شركة "التهديد الالكتروني الدولي" التي تقدم حلول للشركات التي تخشى هجوماً إلكترونياً الى أنه "ليس هناك تعريف محدد للحرب الإلكترونية ولا تعريف له في قوانين الحرب. الولايات المتحدة تقوم باختراع أسلحة إلكترونية، لكن يجب علينا أن نتساءل ماذا سيحصل لو تعرضنا نحن لهجوم إلكتروني؟".
ويشدد المحللون على أنه وعلى مرّ العقود كانت الدول تستخدم برمجيات خبيثة للتجسس على بعضها بعضاً، إلا أن الجديد حالياً هو استخدام تلك التقنيات بشكل منظم لتخريب منشآت.
تسريبات سياسية
يُذكر أن أعضاء الكونغرس طالبوا بتحقيق شامل لمصدر التسريبات الصحافية، واجتمع أربعة نواب جمهوريين وديمقراطيين مع مدير الاستخبارات الوطنية لبحث هذا الموضوع الذي اعتبروا أنه يهدد أمن الولايات المتحدة ويحدّ من تعاون الدول الأخرى معها.
واعتبر بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين أن التسريبات سياسية لأنها تهدف للكشف عن نجاح استراتيجية أوباما الأمنية، وقال عضو الكونغرس الجمهوري بيتر كينغ: "هذا يحدث الآن بسبب الانتخابات".
أما المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني فرفض الاتهامات بأن التسريبات كانت مرخصة من قبل مسؤولين كبار في البيت الأبيض، مشيراً الى أن "التلميح بأن التسريبات جاءت من أجل الكسب السياسي أمر غير مسؤول".
Al Arabiya 08 Jun, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/06/08/219278.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com