أعلنت حركة حماس أن اجتماعها مع حركة فتح للتشاور حول تشكيل حكومة التوافق الوطني سيعقد بالقاهرة في الثامنة من مساء اليوم الاثنين بتوقيت القاهرة.
ويترقب الفلسطينيون بقلق كبير بدء حركتي فتح وحماس في غزة والقاهرة بالخطوات الفعلية لتنفيذ اتفاق القاهرة الموقع بينهما في 20 من الشهر الحالي لإنهاء الانقسام والبدء بتشكيل حكومة فلسطينية توافقية.
يذكر أن اتفاق القاهرة ينص على بدء لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية عملها يوم 27مايو/أيار الجاري مع بدء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس محمود عباس يكون مدة عملها 6 أشهر ومهمتها التحضير للانتخابات والبدء بإعادة اعمار غزة.
كما ينص الاتفاق على انتهاء المشاورات لتشكيل الحكومة بغضون 10 أيام من تاريخ 27 مايو/أيار الجاري. كما لحظ الاتفاق أنه يجب إجراء الانتخابات في فترة لا تزيد عن ستة أشهر من تاريخ تشكيل الحكومة الجديدة.
ومن المؤشرات الإيجابية على بدء العمل باتفاق القاهرة توصل رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر بعد اجتماع مع إسماعيل هنية اليوم الاثنين بغزة لاتفاق يقضي ببدء العمل فورا بتحديث سجل الناخبين في القطاع.
ورحبت عدة جهات بالاتفاق، حيث عبر الدكتور واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية عن تفاؤله بوصول فتح وحماس الى يقين بأنه لا يمكن تحقيق المصالحة بدون تنازلات متبادلة.
وأكد أبو يوسف بأن القيادة المصرية وفتح وحماس وباقي الفصائل وصلوا لقناعة بأن الوضع الفلسطيني العام يتردى وبأن استقطاب الدعم الدولي لمطلب إقامة الدولة الفلسطينية يفرض إنهاء الانقسام الداخلي.
ونوه أبو يوسف بالدور المصري لإنجاح الاتفاق، شارحاً أن "المخابرات المصرية نجحت بجسر الهوة بين فتح وحماس عبر وضع حزمة بنود مع ضمانات لإلزام الطرفين بالاتفاق من خلال اقتراح يقضي ببدء خطوات تشكيل الحكومة التوافقية الفلسطينية بتزامن مع بدء لجنة الانتخابات المركزية أعمالها بغزة وهي قضية كانت مثار خلاف وعطلت المصالحة بين فتح وحماس طوال الفترة الماضية".
وشارك خالد مسمار أحد قادة فتح ورئيس اللجنة السياسية بالمجلس الوطني الفلسطيني أبو يوسف تفاؤله، مؤكداً أن حركة فتح جادة بعزمها إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وتشكيل حكومة توافقية والاتفاق على برنامج وطني لمقاومة الاحتلال. ومن جهتها أكدت حركة حماس على لسان مسؤوليها حرصها على تطبيق اتفاق القاهرة وإنجاحه.
وفي مقابل التفاؤل أبدى الكثير من الفلسطينيين تخوفاتهم من فشل الاتفاق الجديد وانعكاساته السلبية على الفلسطينيين استنادا إلى فشل الاتفاقات السابقة بين فتح وحماس كاتفاق مكة، واتفاق صنعاء وكثير من اتفاقات القاهرة وأبرزها اتفاق 4 مايو/أيار 2011 واتفاق الدوحة في فبراير/شباط الماضي.
ومن هؤلاء الدكتور ربحي حلوم سفير فلسطيني سابق بالإمارات والرئيس التنفيذي لمسيرة القدس العالمية الذي أكد أن غالبية الفلسطينيين تفاجأوا بالاتفاق وغير واثقين من صدقية التطبيق لأنهم سئموا من الاتفاقات السابقة التي لم تطبق ومن الجداول الزمنية التي لا يتم الالتزام بها.
ومن جهته أشار المحلل السياسي نواف الزرو رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية بصحيفة العرب اليوم الأردنية إلى وجود عوامل ساهمت بدفع فتح نحو الاتفاق مع حماس، بينها انسداد الأفق أمام استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ورد نتنياهو السلبي على رسالة عباس الشهر الماضي وتكثيف الاستيطان.
وأضاف الزرو أن وصول السلطة لقناعة بعدم وجود مؤشرات إيجابية من الطرف الأمريكي للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ومعارضة واشنطن لأي توجه فلسطيني للأمم المتحدة للحصول على العضويّة الكاملة أو المراقبة قد ساهم أيضا بدفع حركة فتح والسلطة نحو توقيع اتفاق مصالحة مع حماس.
وفي مقابل ذلك رأي الكاتب السياسي عليان عليان أن عدة مؤثرات ساهمت بدفع حركة حماس لتوقيع الاتفاق مع فتح بينها أن الاتجاه المركزي داخل حماس يصب فعلا نحو إنهاء الانقسام، مذكراً بأن مؤشرات الانتخابات الداخلية لحماس تشير الى إعادة فوز التيار المؤيد للمصالحة بقيادة خالد مشعل.
وأضاف عليان عامل آخر يتمثل بتقديم جماعة الإخوان المسلمين بمصر وغيرها من القوى الإسلامية نصيحة لحماس بإنجاز المصالحة مع فتح بدل الانتظار لما بعد ترتيب الأوضاع الداخلية في مصر.