رحبت أحزاب وقوى سياسية مصرية اليوم الثلاثاء، بمقترحات إجراء الانتخابات عبر التصويت الإليكترونى، ولكنها فى الوقت ذاته تحفظت على طريقة تنفيذ التصويت وأدواته وتوقيتاته، واشترطت غالبيتها أن يتم البدء فى تنفيذ تلك الطريقة فى انتخابات النوادى الرياضية والنقابات المهنية، قبل أن يتم تعميمها على الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى تجرى فى عموم البلاد.
وفى استطلاع للآراء أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، رحب الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمى باسم جماعة الاخوان المسلمين بنظام التصويت الالكترونى فى الانتخابات العامة، وقال :" إننا نرحب به لكننا فى الوقت ذاته نطالب بأن يكون هذا النظام محل توافق بين كافة القوى السياسية والأحزاب التى ستشارك فى الانتخابات، كما يتعين أن تتوافر فى هذا النظام الضمانات المطلوبة لكى يصبح التصويت شفافا ونزيها".
وكشف العريان النقاب عن قيام الإخوان المسلمين بالعمل على تطبيق نظام التصويت الإلكترونى فى انتخابات نقابة الأطباء فى مصر، والمقرر أن تجرى فى شهر أكتوبر المقبل، مشيرا إلى أن تجربة هذا النظام فى النقابات ستعطى مؤشرا واضحا لإمكانيات تطبيقه على نطاق أوسع يحتاج أيضا إلى تدريب للقائمين عليه خصوصا فى الريف والقرى والمحافظات النائية.
واتفق ائتلاف شباب الثورة الذى يمثل حركات 6 ابريل وكفاية والجمعية الوطنية للتغيير وشباب الإخوان وشباب التجمع والوفد والعربى الناصرى مع جماعة الإخوان المسلمين فى أهمية تلك المقترحات، وأضاف الدكتور شادى الغزالى حرب نقطة جديدة بمطالبته بضرورة وجود خبرات أجنبية عند تنفيذ التصويت الإلكترونى سواء فى تنفيذ الفكرة أو فى مراقبتها لندرة الخبرات المصرية فى هذا المجال الذى يتم تطبيقه لأول مرة فى مصر.
وفيما أكد رؤساء أحزاب رسمية مصرية على أن التصويت الإلكترونى يمكن أن يصلح فقط للمصريين المغتربين فى الخارج باعتباره أمرا ميسورا بالنسبة لهم، أكدت أحزاب أخرى تحت التأسيس أن سهولة النظام ويسره لا تمنع من ضرورة توخى الدقة والحذر والحرص على شفافية ونزاهة الانتخابات.
وأكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن عملية التصويت الإلكترونى تتطلب حكومة شفافة وضمانات أكيدة تضمن جدية عملية التصويت وعدم تداخلها، مطالبا بضرورة نشر الثقافة الالكترونية وتعريف المواطن المصرى بآليات هذه الثقافة التى تعتبر جديدة على المجتمع.
وأوضح أن غالبية المواطنين لا يعرفون كيف يصوتون الكترونيا وقال "لو طلب منى أن أصوت إلكترونيا، أعتقد أننى لا أعرف كيف أتصرف".
واتفق المهندس محمد جيلانى وكيل مؤسسى حزب التحالف المصرى( تحت التأسيس) مع الدكتور السعيد، وقال "رغم وجود 20 مليون مستخدم للانترنت فى مصر فان غالبيتهم تتركز فى القاهرة والمدن الكبرى وبالتالى فان الحديث عن التصويت الاليكترونى فى الريف يحتاج إلى دراسات متأنية مع التركيز على الخبرات التكنولوجية المصرية التى تتوافر لديها البرامج والتقنيات اللازمة وتفتقر فقط إلى الخبرة فى هذا المجال الجديد فى مصر".
رغم ذلك فإن العميد عادل القلا رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى يرى أن المجتمع المصرى غير مؤهل لتنفيذ تجربة التصويت الالكترونى وان الأمر يحتاج الى 10 سنوات على الأقل يتم خلالها تجربة هذا النظام فى الأندية والنقابات المهنية قبل تعميمه على الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.
وقال القلا إن حزبه درس النظم الانتخابية فى الهند وأسبانيا وفرنسا والتى تستخدم نظم التصويت الالكترونية فى الانتخابات العامة، ولذلك طالبنا منذ فترة ببدء تطبيق الانتخاب بالرقم القومى باعتباره المرحلة الأولى اللازمة قبل تنفيذ التصويت الإلكترونى.
وفيما اعتبر الدكتور ناجى الشهابى رئيس حزب "الجيل" ان استخدام تكنولوجيا التصويت الإلكترونى سوف تعتبر نقلة نوعية كبيرة فى الحياة السياسية فى مصر، اعتبر العميد عادل القلا رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى ان تجربة النظام فى الأندية والنقابات المهنية سيوفر الخبرة الكافية التى ستؤهلنا بعد ذلك لاعتباره نقلة مهمة تساهم فى تحسين الأداء السياسى فى مصر ككل.
الشهابى أوضح ان التصويت الالكترونى سيساهم بقدر كبير فى الحد من عمليات تزوير الانتخابات حيث سيكون الشخص هو الناخب الحقيقى وليس الأموات كما كان يحدث فى الماضى، مؤكدا أن استخدام البريد الالكترونى والفاكس والانترنت فى عمليات التصويت ينقلنا إلى الألفية الثالثة والى عصر الالكترونيات بما يتناسب مع ثورة التكنولوجيا وثورة المعلومات التى تغطى العالم أجمع.
وأشار إلى ما ستحدثه هذه التكنولوجيا من طفرة علمية تعود بالثقة على الناخب الذى ستدفعه هذه الثقة فى عدم ضياع صوته أو تزويره إلى التصويت والمشاركة بفعالية.واعتبر الشهابى أن عملية التصويت الالكترونى هى بداية أكيدة لتطوير أداء احزاب المعارضة، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه سيفرض على الأحزاب ضرورة تطوير آلياتها والتواصل مع الناخبين من خلال المواقع الالكترونية المختلفة.
من جهته، أعرب وحيد الأقصرى رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى عن تخوفه من استخدام نظام التصويت الالكترونى فى الوقت الحالى الذى تمر فيه البلاد بمرحلة انتقالية غاية فى الاهمية، مشيرا إلى إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا فى مرحلة لاحقة.
الجوانب الأمنية لنظام التصويت الالكترونى لم تغب عن الذين تم استطلاع آراؤهم ، ففى الوقت الذى اعتبر فيه وحيد الاقصرى أن هذه التكنولوجيا يسهل اختراقها والتسلل إلى النظام المعلوماتى الانتخابى والتلاعب ببطاقات التصويت وتغيير مفاتيح الدخول السرية، رأى محمد جيلانى وكيل مؤسسى حزب التحالف المصرى ( تحت التأسيس) إن الخبرات المصرية فى مجال تأمين المعلومات كقيلة بالتغلب على تلك المشاكل.
وأوضح الأقصرى أن استخدام تكنولوجيا التصويت الالكترونى لن يكون بنفس الدقة التى نستخدم بها عمليات التصويت اليدوى طالما انه يوجد جداول انتخابية واشراف قضائى كامل.
أما حلمى سالم رئيس حزب الاحرار، فقد أكد ان الصندوق الانتخابى هو أفضل معبر عن رأى الجماهير لاسيما أن لدينا نسبة كبيرة من الامية المعلوماتية خاصة فى الريف المصرى والتى لا يمكن أن تتعامل مع هذا النوع من أنواع التصويت فى الانتخابات.
وأشار إلى أن الأغلبية من الجماهير يفضلون الذهاب بأنفسهم إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن رايهم. وقال إن هذا الأمر قد يصلح مستقبلا فى مصر مع التطور التكنولوجى والعلمى والتنمية البشرية، لكن تطبيقه فى الوقت الحالى يحتاج الى دراسة من كافة الجوانب.