وصف رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية بالبرلمان الأردني الدكتور محمد حلايقة موقف الأردن من الأحداث في سوريا بالحذر، في ضوء قراءة أردنية مبدئية أن المعارضة السورية غير قادرة على إحداث واقع وضغوط تؤدي إلى تنحي الرئيس السوري وأيضا عزوف دولي عن التدخل العسكري وخشية الأردن من أن يؤدي التدخل إلى تفتيت سوريا وتقسيمها، خاصة أن التجربة العراقية ماثلة أمامنا.
مؤكداً أن الأردن يقف مع الإجماع العربي في الإطار العام، لكنه تحفظ في القضايا الاقتصادية بسبب مصالحة ولم يسحب سفيره.
من جانبه تحدث حلايقة لـ"العربية.نت" أن الأردن رفض ضغوطا أمريكية للتخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى تمسك الأردن بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، رافضاً حل قضية اللاجئين على حسابه.
وحسب إحصاءات رسمية لوكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يبلغ عدد اللاجئبن الفلسطينيين المسجلين لديها في الأردن مليوناً وتسعمائة ألف لاجئ يشكلون حوالي 42% من عدد اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين والدول العربية والأجنبية.
وقال حلايقة الذي تسلم أكثر من حقيبة وزارية في السنوات الماضية إن الأردن رفض ضغوطا أمريكية إسرائيلية أخرى للقيام بالضغط على السلطة الفلسطينية حتى تتخلى عن مطلب وقف الاستيطان وتعود للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وأضاف أن الأردن يرى أنه لا بد بداية من ضغط أمريكي حقيقي على إسرائيل للتعامل الجدي مع قضية السلام وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
علاقات فاترة
ووصف حلايقة العلاقات الأردنية الإسرائيلية (بالفاترة)، واستبعد عودة السفير الأردني إلى إسرائيل في الوقت الحالي إذا بقيت الأوضاع كما هي.
وقال إن الأردن يجد صعوبة في التعاطي مع حكومة نتنياهو بسبب إغلاقها لكل الأبواب أمام عملية سلام جادة تحقق المطالب الفلسطينية المشروعة لإنهاء الصراع على الأسس التي ارتضاها المجتمع الدولي وتحقيق حل الدولتين.
وتابع أن الأردن منزعج للغاية من استمرار الاحتلال والاستيطان ومحاولات الاعتداء المتكررة على المقدسات.
وقال حلايقة إن الأردن أكد مراراً أن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مصلحة استراتيجية أردنية.
خطر سياسي واقتصادي واجتماعي
ويرى الحلايقة أن عدم تحقيق تسوية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وخاصة على المسار الفلسطيني الإسرائيلي يشكل خطراً على الأردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ويطال المنطقة أيضا.
وأقر حلايقة بأن إسرائيل قامت (بانتهاكات) عديدة للمعاهدة الأردنية الإسرائيلية منذ توقيعها في 26 من نوفمبر/تشرين الأول عام 94، مشيراً إلى المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على الأراضي الأردنية أواسط التسعينيات وتكرار المساس بالمسجد الأقصى واقتحامه والقيام بحفريات بمحيط الأقصى وغيرها من الممارسات الاحتلالية التي تشكل انتهاكا لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
لا قطع للعلاقات مع إسرائيل
وبالرغم من ذلك قال حلايقة إن الأردن لا يفكر في قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، لأن الأردن يرى أنه لا بد من وجود نافذة للتعامل مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وبينها حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال "من خلال العلاقات استطاع الأردن في أكثر من مناسبة ممارسة ضغوط على إسرائيل ومساعدة السلطة الفلسطينية في مواقف عدة بينها قضية جسر المغاربة والإفراج عن جزء من أموال السلطة في وقت سابق".
وأمام انسداد أفق الحل السياسي قال حلايقة إنه يتوجب على الفلسطينيين التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية فلسطين فيها، مؤكدا على حق الفلسطينيين أيضا في اللجوء إلى المقاومة السلمية المشروعة مثل الانتفاضة لطرد الاحتلال.
وكشف الحلايقة عن انزعاج الأردن من التدخلات الإيرانية في العراق وسلسلة مواقف إيرانية سلبية أخرى تجاه دول الخليج، مثل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزر الإمارات، مؤكداً أن الأردن تضامن مع الموقف الخليجي وأصدر بيانا بذلك.
انضمام الأردن لدول مجلس التعاون
وحول فرص انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي قال هذا الموضوع لم يعد قائما بسبب معارضة بعض دول مجلس التعاون، وقال "الحديث الآن يدور حول شراكة ومساعدات خليجية للأردن، حيث تم إقرار مساعدات تبلغ خمسة مليارات على مدى خمس سنوات تقدم لحزمة مشاريع أردنية إلى جانب وجود معطيات بأن المملكة العربية السعودية ستقدم مساعدات منفردة للأردن لمساعدته في تجاوز محنته الاقتصادية، لكنه لم يشر إلى حجمها".
Al Arabiya 04 Jun, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/06/04/218538.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com