استبعدت مجلة فورين بولسى الأمريكية، أن يكون إيلان جرابيل، الإسرائيلى، الذى تم اعتقاله فى مصر هذا الأسبوع بتهمة التجسس، جاسوساً بالفعل، ورأت أن الأمر لا يعدو كونه جزءًا من نظرية المؤامرة التى طالما سيطرت على حياة المصريين خاصة فيما يتعلق بكل ما هو إسرائيلى.
وقالت المجلة، فى تقرير لها بعنوان "عقول متشككة"، إن دخول جرابيل إلى مصر باسمه الحقيقى وشغفه الكبير بالصور التى انتشرت فى الصحف المصرية، وكان من السهل الحصول عليها من صفحته على موقع فيس بوك، إلى جانب ما قاله أصدقاؤه عنه بأنه محب للسلام والثقافة العربية رغم التحاقه بالجيش الإسرائيلى، كل ذلك يشير إلى أنه من الصعب أن يكون جاسوساً إسرائيلياً يتمتع بمهارات وقادر على التدخل فى كل المشكلات الأساسية التى تواجه مصر بعد الثورة.. ورغم ذلك فإن المصريين، وإن كانوا ليسوا جميعاً، يصدقون هذه القصة.
وتمضى المجلة فى القول إن نظريات المؤامرة طالما كانت جزءًا من الهواية الوطنية فى مصر.. وفى حين أن كل ما له علاقة بإسرائيل يمثل أفضل الموضوعات الخاصة بهذه النظريات، مثلما كان الحال بالنسبة لهجمات القرش فى العام الماضى، فإن كل الأمور خاضعة لهذه النظريات.. مثل مشجعى نادى الزمالك المتشددين الذين زعموا أن الثورة قام بها أنصار النادى الأهلى حتى لا يحصل الزمالك على بطولة الدورى.
ولعل فترة عدم اليقين التى تلت رحيل الرئيس حسنى مبارك كانت أرضًا خصبة لنظريات المؤامرة، كما تقول فورين بولسى.. فيعتقد الكثيرون أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان زعزعة استقرار مصر، وكذلك إيران وتخطط السعودية لكيفية الحفاظ على سياسة مصر الخارجية فى مدارها بتمويل الإسلاميين المتطرفين، وأن القوات المعادية للثورة تسعى لإبقاء الاقتصاد فى حالة فوضى وغيرها من نظريات المؤامرة لدرجة أن الأمر يبدو كما لو أن كل فرد فى الشارع وفى الصحف لديه نظرية عن شخص يتآمر سراً للسيطرة على شىء ما.
بعض هذه النظريات منافية للعقل تماماً، مثل تلك التى تزعم أن رئيس المجلس العسكرى، عضو سرى فى جماعة الإخوان المسلمين، وبعضها يحظى بقبول كتلك القائلة إن الجيش ربما يسعى للحفاظ على دور له فى الحكومات المقبلة.
وتعتقد فورين بولسى أن هناك أسباباً لما تسميه حالة البارنويا المنتشرة على نطاق واسع بشأن خطط شائنة تحاك بعيداً عن أنظار العامة.. ففى ظل حكم مبارك، عاش المصريون على مدى 30 عاماً فى واحد من أكثر الأنظمة فساداً وأقلها شفافية فى العالم، نظام يتبنى أجندة معينة فى العلن وأخرى مختلفة فى السر.
وكان أوضح دليل على ذلك هو إسرائيل.. فظل مبارك طوال 30 عاماً يتحدث عن مخططات إسرائيلية ضد سيادة مصر وصور نفسه من خلال وسائل الإعلام الحكومية على أنه صارم فى التعامل مع الدولة العبرية، بينما كان يتعاون مع الحكومة الإسرائيلية فى عدد من القضايا الأمنية والاستخباراتية.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=437022
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com