تحتضن مدينة مراكش جنوب المغرب الدورة الثامنة من القمة العالمية للترف تحت شعار "الثورة في نمط الحياة"، وذلك في الفترة الممتدة بين 30 مايو إلى فاتح يونيو 2012، يحضرها المشاهير من رجال الأعمال وأبرز الماركات التجارية العالمية في صناعة البذخ والترف في العالم.
واعتبر مراقبون بأن المغرب، الذي يعد أول بلد إفريقي يشهد تنظيم مثل هذا الملتقى الدولي، قد يستفيد من مثل هذه القمة العالمية من خلال إتاحة اللقاء بين رجال الأعمال والشركات المغربية مع نظرائهم في العالم، فضلا عن إعطاء صورة إيجابية عن المغرب في عيون أشهر المستثمرين العالميين.
وتأتي الدورة الثامنة من القمة العالمية للترف، التي تنظمها صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية وتشهد فعالياتها رحاب فندق "الفصول الأربعة" الشهير بمراكش، بعد ملتقيات سابقة نُظمت في السنوات المنصرمة في كل من لوزان ولوس أنجلوس ولاس فيغاس وشنغهاي وطوكيو ومونتي كارلو.
ويحضر إلى القمة العالمية لصناعة الترف بمراكش أكثر من 350 مسؤولا ينتمون إلى أكبر العلامات التجارية والشركات العالمية، من قبيل لوكا كورديرو دي مونتيزيمولو رئيس "فيراري"، وسيدني طوليدانو رئيس كريستيان ديور، وأيضا "رونو" و"إيف سان لوران" و "طودز" و "شوطبايز" و "مازيراتي" و"رولكس" و "بولغاري"، وغيرها من أرقى وأفخم المؤسسات العالمية.
وتتطرق الدورة الثامنة من القمة العالمية للترف بمراكش إلى موضوع تقوية وتنويع صناعة البذخ في خضم الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، وأيضا تستعرض مختلف العوامل الاقتصادية التي تؤثر في قرارات المستهلكين والزبائن في ما يخص التعاطي مع الماركات والمنتجات التجارية والصناعية الباذخة.
واعتبر عبد الغني بلوط، الناشط الإعلامي والمدني بمدينة مراكش، في تصريحات لـ"العربية.نت"، بأن مثل هذه المؤتمرات والملتقيات العالمية قد تكون مفيدة للمدينة والبلاد في حالة إذا ما كانت ستؤدي ـ على ما يبدو في الظاهر ـ إلى إنعاش السياحة وتشغيل اليد العاملة المحلية.
وتابع بلوط بأنه إذا كان الأمر غير ذلك فيمكن أن يُعتبر الملتقى استفزازا لمشاعر المغاربة عامة، والمراكشيين خاصة الذين يعيشون ضنك الحياة ليُفاجأوا بتواجد أنماط حياة مختلفة وبعيدة تماما عن واقعهم الاجتماعي المزري داخل مدينتهم.
وأفاد بلوط بأن مدينة مراكش السياحية تعتمد، فضلا عن قطاعات المهنيين، على سياحة المؤتمرات من أجل إنعاش مداخيلها والترويج الاقتصادي الداخلي، مردفا أن السياحة بالمدينة الحمراء تعرف حاليا انتكاسة واضحة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعيات الربيع العربي.
ومن جانبه اعتبر ادريس الزوهيري، أستاذ اقتصاديات التنمية بالرباط، في تصريحات لـ"العربية.نت" بأن المغرب يستفيد حتما من استقبال مراكش لمشاهير رجال الأعمال وممثلي العلامات التجارية المعروفة، وذلك من خلال رسم صورة إيجابية عن البلاد في أعين المستثمرين الكبار في العالم الذين سيغادرون المدينة بانطباع جيد عن إمكانات الاقتصاد الوطني في جذب الاستثمارات وإيواء كبار رجال الأعمال.
واسترسل المتحدث بأنه يكفي للقمة العالمية للترف أن تكون فرصة سانحة لا تعوض للقاء رجال الأعمال المغاربة بزملائهم الأجانب، والشركات المغربية بنظيراتها الأوروبية والأمريكية، من أجل تبادل الآراء والاستفادة من خبراتهم المتراكمة، وربما من أجل إبرام اتفاقات وصفقات تجارية في المستقبل، الأمر الذي يعود بالنفع على اقتصاد البلاد والتعريف بمدخراتها.