أكد مصدر فرنسي مسؤول، واكب المحادثات التي جرت في بغداد يومي الأربعاء والخميس الماضيين بين إيران والدول الست الكبرى حول البرنامج النووي لطهران، أن الأوروبيين لن يتراجعوا عن البدء بتطبيق الحظر على صادرات النفط الإيراني بحلول مطلع يوليو/تموز المقبل.
وأشاد المصدر بما أسماه "الموقف الروسي الحازم" إزاء مطالب الأسرة الدولية من طهران، والتي لم ترد إيجابيا على العرض الذي قدمته مجموعة "الستة الكبار".
ومن جهة أخرى، وردا على سؤال لـ "العربية.نت"، قال المسؤول الفرنسي "إن الوفد الإيراني إلى بغداد حاول طرح عدة موضوعات خارجة عن سياق الملف النووي، واضعا إياها تحت عنوان "الدور الإقليمي لإيران"، وهنا كان رد الغربيين أنه يمكن الحديث عن دور إيراني في مكافحة عمليات القرصنة في المياه الدولية، ومكافحة تهريب المخدرات والتصدي للإرهاب".
وذكر المسؤول أن "الإيرانيين أبدوا رغبتهم في أن يشتمل الحديث عن دورهم، في التعامل مع الوضع في كل من البحرين وسوريا، ولكن رفضنا التطرق الى هذين الملفين، ولاحظنا بعدها أن الإيرانيين لم يصروا على ذلك".
وقال: "لو أصروا، لكنا ذكرناهم بأن الحزم الغربي في الموضوع السوري عكسته لهجة بيان مجموعة قمة الثماني مؤخرا في كامب ديفيد، والتي تضمنت التزاما بعدم التساهل مع النظام السوري. أما عن البحرين فلم يكن بإمكاننا الحديث عن هذا البلد في غياب ممثلين عنه".
خلاف حول التخصيب
وتوسع المسؤول الفرنسي في الحديث عن سير المحادثات النووية، فأشار الى أن الجانب الإيراني اهتم خلالها "بالدفاع عن حقه في التخصيب بتوجيهات من المرشد خامنئي الذي أصبحت سلطاته مطلقة على ما يبدو بعد الانتخابات الأخيرة. ونحن نعتبر أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن واضحة في إنكار حقهم في التخصيب لأنهم لم يلتزموا بفتح كل منشآتهم أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويبرر الإيرانيون عودتهم الى التخصيب بنسبة 20 في المائة بالقول إنهم عندما جمدوا التخصيب بين عامي 2003 و2006، استخدم الغرب سلاح مجلس الأمن، أما نحن، والكلام دائما للمصدر الفرنسي، فنؤكد أن لجوءنا الى مجلس الأمن أعقب بقليل، ولم يسبق، معاودة ايران لعمليات التخصيب".
وأكد أن محادثات بغداد لم تكن فاشلة، مشيرا الى أن "مجرد الاتفاق على لقاء جديد بيننا في 18 و19 من الشهر المقبل في موسكو يعتبر تقدما، بالمقارنة مع فشل اجتماع اسطنبول الأول مطلع العام الماضي، عندما افترقنا دون تحديد موعد للقاء جديد، ومر بعدها 15 شهرا قبل أن نلتقي مجددا في اسطنبول".
وأشار أيضا الى أن الأمريكيين تعهدوا خلال محادثات بغداد الأربعاء والخميس بتخفيف عقوباتهم على إيران، والسماح بمعاودة التعاون بين شركات من البلدين في مجال الطيران المدني، علما أن الإيرانيين لم يلحوا كثيرا في موضوع تخفيف العقوبات الغربية عليهم، بل شددوا على ضرورة الاعتراف بحقهم في التخصيب.
وختم المسؤول الفرنسي قائلا: "لم نكن في مواجهة مفاوضين ذوي نية حسنة ويمكن الوثوق بهم"، وأشاد من جهة ثانية بكفاءة الجانب العراقي لناحية تنظيم عقد المحادثات وتعزيز حماية المشاركين بها".
Al Arabiya 25 May, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/05/25/216485.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق