احتجاجات في مدن سورية والحكومة تشن حملة اعتقالات
تعهدت مستشارة للرئيس السوري بشار الاسد بأن القوات الحكومية لن تطلق النار على التظاهرات المقررة الجمعة، حسب تصريحات لاحد شخصيات المعارضة السورية.
.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير"
أعلن وزير الإعلام السوري عدنان محمود يوم الجمعة أن وحدات الجيش قد باشرت بالانسحاب التدريجي من مدينتي بانياس ودرعا وريفيهما.
وأضاف الوزير أن هذه الوحدات بدأت بالعودة إلى معسكراتها الأساسية.
وكشف محمود في مؤتمر صحفي عقده الجمعة، أن الجيش تكبد نتيجة الأحداث الأخيرة نحو 98 قتيلا و1040 جريحا، فيما قتل من عناصر الشرطة 22 وأصيب 450 بجراح.
وفي رده على سؤال لبي بي سي حول تصريحات رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، قال الوزير إن مخلوف لا يعبر عن رأي الحكومة السورية في تصريحاته لنيويورك تايمز وإنما يعبر عن رأيه الشخصي فقط.
وكشف الوزير عن أن "الأيام المقبلة ستشهد حوارا وطنيا شاملا بين الأطياف السورية المختلفة"، معربا عن أسفه للعقوبات الأوروبية تجاه بلاده التي اعتبر أنها أصدرت على أساس ما طرحته وسائل الإعلام والمواقع الاكترونية.
تظاهرات
وكانت تظاهرات جديدة مناوئة للحكومة السورية قد انطلقت يوم الجمعة في عدة مدن.
فقد شهدت احدى ساحات مدينة حماه تجمع الآلاف من المتظاهرين المناوئين للحكومة، كما قالت تقارير من شرقي سورية إن الالوف من الأكراد السوريين تظاهروا في القامشلي وعاموده والدرباسية احتجاجا على الطريقة التي تخمد بها القوات السورية الاحتجاجات.
من ناحية اخرى، قالت رويترز نقلا عن شهود ان منطقتي برزة وسقبة في العاصمة السورية شهدتا تظاهرات مناوءة للحكومة.
كما أكد شاهد في درعا لمراسل بي بي سي في عمان وقوع عشرات الجرحى في المدينة.
وعلم في وقت لاحق ان قوات الامن اطلقت النار على متظاهرين في مدينة حمص، فقتلت واحدا منهم. أوردت ذلك وكالة الانباء الفرنسية نقلا عن ناشطة سورية اسمها نوار العمر التي اضافت ان القتيل، ويدعى فؤاد رجب ويبلغ من العمر 40 عاما، قتل برصاصة في رأسه.
في غضون ذلك، قامت قوات الامن التي انتشرت بكثافة في حي سقبة بدمشق بتمزيق اللافتات التي رفعها المتظاهرون في الشوارع.
"تعهد"
وكانت مستشارة للرئيس السوري بشار الاسد قد تعهدت يوم امس الخميس بأن القوات الحكومية لن تطلق النار على التظاهرات المقررة الجمعة، حسب تصريحات لاحد شخصيات المعارضة السورية.
وقال المعارض السوري لؤي حسين لبي بي بي سي انه وشخصيات معارضة اخرى قد اجروا محادثات مع بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري للتفاوض بشأن ايجاد حل للأزمة في سوريا.
واوضح حسين الذي سبق ان اعتقل عند بدء الاحتجاجات في سورية ثم اطلق سراحه بعد احتجاز لبضعة ايام ان شعبان قالت للمعارضين ان تعليمات صارمة اعطيت للقوات الامنية بعدم اطلاق النار على الحشود يوم الجمعة.
مخاوف الصليب الاحمر
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمرعن مخاوفها من أن يكون المئات وربما الآلاف من الأشخاص في سوريا محتجزين من قبل قوات الأمن هناك بعد شهرين من العنف السياسي.
وفي حديث لها من جنيف، قالت رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بياتريس روغو للبي بي سي إن غياب المعلومات حول العدد الدقيق للمحتجزين لدى السلطات السورية يعد مصدر قلق كبير.
وناشدت روغو الحكومة السورية السماح للصليب الأحمر بالدخول إلى جميع مناطق البلاد التي يحتاج الناس فيها إلى المساعدة.
وقالت انها دعت السلطات السورية للسماح للعاملين في الصليب الاحمر بايصال المساعدات الى مدن امثال درعا وحمص ولكن دون تحقق تلك الدعوة نجاحا واضحا.
ورقة مشتركة
وكان مصدر في المعارضة السورية اكد لـ بي بي سي ان المعارضين السوريين ميشيل كيلو وعارف دليلة ولؤي حسين عقدوا عدة لقاءات منفردة وعلى مدى اسبوع مع بثينة شعبان.
وأضاف المصدر إن اللقاءات تركزت على كيفية ايجاد حلول للأزمة في سورية.
وكشف المصدر أن المعارضون الثلاثة تقدموا بورقة مشتركة تهدف الى "ايجاد ارضية للتهدئة يجري بعدها وضع تصور للمرحلة القادمة".
ومن ابرز النقاط التي تضمنتها الورقة ، التي اطلعت الـ بي بي سي عليها سحب جميع عناصر الامن من الشارع واستبدالهم بعناصر امنية ترتدي الزي الرسمي مع تحديد مهامهم وصلاحياتهم ومرجعيتهم الامنية، وأيضاً السماح بالتظاهر السلمي وحماية المتظاهرين، واتاحة الفرصة لهم للاعتصام لصياغة مطالبهم وانتقاء ممثلين عنهم لمحاورة السلطة، والغاء المرسوم 51 حول عمل الضابطة العدلية واستبداله باجراءات قضائية صرفة.
وطالبت الورقة بوقف الحملات الاعلامية التحريضية والسماح لوسائل الاعلام المحلية والخارجية بزيارة كافة انحاء البلاد، والسماح بتشكيل هيئة اتصال من خارج السلطة مهمتها التحاور مع كل من السلطة ومع ممثلين الشارع.
ودعت الورقة إلى أن تترافق الخطوات هذه مع اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي للتأكيد على مصداقية عمل هذه الهيئة.
هذا ولم يشر المصدر الى رد السلطات حول بنود الورقة المذكورة والتي يتوقع ان يتم النقاش فيها خلال الفترة المقبلة.
ونفى المعارض ميشيل كيلو لاحقا في مقابلة مع بي بي سي انه تقدم بورقة او ساهم في اعدادها ، لكنه اكد انه التقى بشعبان وقدم رأيه الشخصي اليها ولم يتقدم بورقة.
وشكك الكاتب السوري المعارض ياسين الحاج صالح في لقاء مع بي بي سي ان يكون للشخصيات التي التقتها بثينة شعبان تأثير على مسيرة الاحتجاجات المعارضة في الشارع السوري.
إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان قمع التظاهرات في سورية يعتبر "اشارة على ضعف واضح" وليس على قوة. جاء ذلك خلال زيارتها الى غرينلاند.
--
Source: http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/05/110513_syria_withdrawal.shtml
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com