تظاهر آلاف المحتجين القادمين من عدة ضواح بالعاصمة السورية دمشق لأول مرة أمس الجمعة، منذ بدء الاحتجاجات في سوريا. كما شهدت مدن وقرى عديدة في سوريا مظاهرات للمطالبة بالحرية، وطالب بعضها بإسقاط النظام.
وفي دمشق، قالت وكالة رويترز إن قوات الأمن استخدمت الهري والغاز المدمع لمنع آلاف المحتجين من الوصول إلى ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة.
ونقلت الوكالة عن شاهد عيان قوله إنه أحصى "15 حافلة مخابرات محملة بالأفراد دخلوا الحارات إلى الشمال مباشرة من الساحة لملاحقة المحتجين".
وقال شاهد آخر رافق المحتجين من ضاحية حرستا إن الآلاف هتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام"، وحطموا العديد من الملصقات التي تحمل صور الرئيس بشار الأسد على امتداد الطريق.
كما هتف المئات بالحرية أمام مسجد السلام في حي برزة في دمشق، أما في بلدة دوما فقد شارك الآلاف في مظاهرة للمطالبة بالحرية، وجرت مظاهرة مماثلة في السويداء.
وقوبل ذلك بانتقادات واسعة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، إذ دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دمشق لإنهاء ما سمته قمع المتظاهرين.
وجاءت دعوة الوزيرة الأميركية في اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في برلين عقب مظاهرات حاشدة شهدتها عدة مدن سورية عقب صلاة الجمعة تطالب بالديمقراطية والحرية.
|
متظاهرون بالقامشلي يرفعون شعارات في مظاهرة بشمال سوريا (رويترز) |
مدن أخرىوقد
شهدت مدن وقرى عدة مظاهرات أمس للمطالبة بالحرية، شملت مدن درعا ودير الزور وبانياس وبلدة دوما والسويداء. وذكرت مواقع ناشطين سوريين على شبكة الإنترنت أن حمص وإدلب واللاذقية وطرطوس وجبلة والقامشلي وحماة والكسوة شهدت مظاهرات مماثلة.
واتهم رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا سلطات الأمن في بلدة دوما قرب دمشق بتعذيب معتقلين من بينهم ثمانية أطفال "بطريقة وحشية".
وأشار محمود مرعي -في اتصال هاتفي مع الجزيرة- إلى أن قوات الأمن في دوما تتصدى للمتظاهرين بضربهم بالعصي والركل بالأيدي والأرجل، موضحا أن معلومات وصلت إلى منظمته تؤكد إطلاق قوات الأمن النار على متظاهرين بمدينة اللاذقية الساحلية، مما أدى إلى إصابة ثمانية منهم، جروح بعضهم خطيرة.
وتأتي هذه التحركات استجابة لدعوة أطلقها ناشطون سوريون على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات جديدة الجمعة، في ما أطلقوا عليه "جمعة الإصرار".
وقد قال إمام الجامع العمري بمدينة درعا أحمد الصياصنة إن مطالب المتظاهرين في المدن السورية هي الحرية والكرامة، وليست مطالب خدمية كما يظن البعض.
وقال الصياصنة -الذي كان ضمن وفد الشخصيات التي التقت الرئيس السوري الخميس- إن المهم هو تلبية مطالب الشعب، سواء كان بهذا النظام الحاكم الآن أم بغيره.
|
قوات أمن تقوم بركل متظاهرين في مدينة البيضاء السورية (الجزيرة) |
ركل متظاهرين
في هذه الأثناء بث موقع "شام" السوري المعارض الجمعة صورا لما قال إنها عناصر أمنية وهي تركل وتستفز متظاهرين اعتقلوا في مدينة البيضاء قرب مدينة بانياس الساحلية السورية الثلاثاء الماضي. وتعليقا على ذلك قال مرعي إن هذه الصور تؤكد أن السلطات السورية تتعامل بعقلية أمنية مع المتظاهرين، وتقوم باعتقال العشرات منهم وضربهم وتعذيبهم.
وفي هذه الأثناء، تظاهر عشرات من السوريين في تركيا أمام مقر السفارة السورية في أنقرة، احتجاجا على ما وصفوها بالجرائم التي يرتكبها النظام ضد الشعب الأعزل الذي يطالب بالإصلاح.
وردد المتظاهرون عبارات تدعو الشعب للثورة ضد النظام، وناشدوا العرب والمسلمين والمجتمع الدولي التدخل لحماية الشعب السوري من بطش النظام، حسب تعبيرهم.
كما تظاهر الجمعة مئات الأتراك والسوريين في مدينة إسطنبول التركية عقب صلاة الجمعة، دعما لما أسموه الحراك الشعبي السلمي في سوريا من أجل الحرية.
وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت الخميس أن 200 شخص على الأقل قتلوا منذ بداية الاحتجاجات، أغلبهم بأيدي قوات الأمن أو رجال شرطة بزي مدني، بينما اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوى الأمن والمخابرات بتعذيب المتظاهرين الموقوفين.
مقتل شرطي
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الوكالة الرسمية السورية (سنا) مقتل جندي سوري أمس الجمعة بمدينة حمص، أثناء مظاهرات هناك.
وقالت الوكالة إن الجندي -الذي يدفن اليوم بحمص- مات تحت ضربات العصي والرجم بالحجارة أمس بعد صلاة الجمعة.