أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسى بحركة حماس فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، أن صفقة شاليط تمت وفق شروط المقاومة الفلسطينية، مضيفا أن مصر لعبت دورا كبيرا فى إتمام هذا الملف، مشيرا إلى أن صفقة تبادل الأسرى شملت أسماء المفرج عنهم أسرى من جميع الفصائل الفلسطينية، وليست حماس وحدها، فهناك أسرى من حركات بالضفة وغزة والقدس، ومن أسرى 48، وحتى من الجولان.
وتحدث الدكتور الحية عن ملف المصالحة الفلسطينية ومحاولات القاهرة لمتابعة الملف، خاصة أن آخر لقاء بين فتح وحماس كان فى يوليو الماضى، وكشف القيادى بحركة المقاومة عن أسباب رفض حماس لتولى الدكتور سلام فياض رئاسة حكومة الوحدة الوطنية، والعقبات التى تحول دون إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة.
وإلى نص الحوار..
ما الذى عجّل بإتمام صفقة شاليط رغم تعنت الطرف الإسرائيلى؟
نحن لم نستعجل على بالعكس فقد صبرنا أياما وشهورا حتى تتم هذه الصفقة المباركة لصالحنا ووفق شروطنا، وحتى أن هناك من شبابنا من خطفوا بعد الصفقة كورقة ضغط إسرائيلية على المقاومة، لكنهم لم يستسلموا، وحتى عندما تمت الصفقة رفضوا وضع أسمائهم على قوائم المفرج عنهم وفضلوا اختيار من بقوا فى السجون الإسرائيلية عشرة وعشرين وثلاثين عاما، وضحوا بأنفسهم مجددا فأثبت المفاوض الفلسطينى بذلك اليوم بالقول وبالفعل قدرته على انتزاع حقه بالمقاومة من الطرف الأخر.
كيف تمت الموازنة بين أسرى حماس كطرف مباشر أتم الصفقة وبين أسرى الفصائل الأخرى؟
صفقة تبادل الأسرى شملت أسماء المفرج عنهم، أسرى من جميع الفصائل الفلسطينية، وليست حماس وحدها، فهناك أسرى من حركات بالضفة وغزة والقدس ومن أسرى 48، وحتى من أشقائنا بالجولان.
كيف تقيمون علاقتكم مع مصر الآن بعد الثورة خاصة وأنها لعبت دورا حاسما فى إتمام هذه الصفقة؟
نحن نسعى لتعميق علاقاتنا السياسية مع مصر وليس فقط التعاون مع الأجهزة الأمنية بها، وقد بدأت بوادر تعاون بين وزارت الخارجية وممثليها بالبلدين فى الظهور، وبالنسبة للصفقة فنحن نشكر الجانب المصرى لمساعدتنا فى إتمامها على هذا النحو، وشعارنا هنا هو "مصر وفلسطين أيد واحدة".
هل تدعم ثورات الربيع العربى القضية الفلسطينية بالفترة المقبلة؟
هذا ما نتمناه، وأتوقع أن يصب الربيع العربى بخيره على القضية الفلسطينية وبشره على الجانب الصهيونى.
لعبت مصر كذلك دورا فى إتمام المصالحة بين فتح وحماس.. ما آخر التطورات بهذا الملف؟ وهل أصبحت المصالحة حبرا على ورق؟
لا نستطيع أن نقول ذلك، فالمصالحة مازالت موجودة من خلال الاتفاقات والعهود ولقاءاتنا السابقة بالقاهرة، ولكن القضية الفلسطينية تحتاج إلى مراجعة بالكامل بين الفصائل، وللأسف نجد أن الأخ أبو مازن يخضع للضغوط الدولية، لكن حماس متمسكة وستتمسك بنهجها فى المقاومة.
متى تم آخر لقاء بين فتح وحماس؟
آخر لقاء تم يوليو الماضى، واتفقنا فيه على قضايا مهمة، ولكن لم يتم أى مما اتفقنا عليه بعدما وجدنا أن ملف الحكومة وتعديل تشكيلها مازال معطلاً.
وهل السبب فى تعطيلها هو رفضكم لشخص سلام فياض رئيس الوزراء الحالى؟
نعم، فنحن فى حماس رفضنا أن يتولى فياض أى حكومة سابقه، لأنه لا يحظى بالتأييد الشعبى ومن المسىء لنا أن نحصر كل قضايا الشعب الفلسطينى فى شخصية وحداة، وعندما قابلنا رموز حركة فتح أوصلنا لهم هذه الرسالة وقلناها بشكل واضح "نحن لا نريد فياض رئيسا للحكومة"، لأنه شخصية يريدها الغرب لتحقيق مأربهم بالقضية الفلسطينة.
هل طرحتم اسم هينة بديلا لفياض؟
قلنا الاسم، ولكن تم الاتفاق على أن أى اسم سيأتى فى الحكومة الحالية يجب استبعاده، وقد وافقت حماس على ذلك، ولكننا وجدنا قيادات فتح بعدها ينقضون الاتفاقات ويجيئون "بناس من الشباك" كما يقال فى الحكومة.
حقق أبو مازن شعبية دولية بعد خطابه فى الأمم المتحدة الشهر الماضى، وحققتم اليوم بطوله شعبية بإتمامكم صفقة الأسرى.. كيف تجدون خطوة أبو مازن؟ وهل تحل القرارات الأممية الأزمة؟
الأخ أبو مازن ذهب للأمم المتحدة ليأخذ شيئا هلاميا لا معنى له، وهو لم يتحدث مع أحد قبل ذهابه إليهم، ويريد من العالم أن يجبر إسرائيل على الاعتراف بحدود 67، وليست حدود 48، ويعلن بذلك للعالم كله أننا لا نريد إلا 22% من الأرض فى مقال 87% لإسرائيل، ولكن كيف نتنازل عن أرضنا بهذه السهولة ونذهب للقرارات الأممية التى لا تفيد، وأوجزها لكم فى جملة واحده "حل القضية الفلسطينية هو المقاومة".
ولكن ألم تجتمع فتح وحماس قبل خطاب أبو مازن بأسبوع للتصويت على هذا القرار؟
نعم اجتمعت كل الفصائل قبلها بأسبوع وأعلنت حماس معارضتها الشديدة لهذه الخطوة، وقلنا لهم انزلوا إلى الشارع.. خذوا بآراء الناس، ولكن للأسف أحد لم يستجيب لنا وقتها.