وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء إلى الأردن المحطة الأخيرة في جولته الشرق أوسطية والتي يبحث فيها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التطورات في الشرق الأوسط بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ووصل بوتين الى المملكة قادماً من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، ويلتقي على الفور بالعاهل الأردني على شاطئ البحر الميت لـ"بحث التطورات في الشرق الأوسط"، حسب ما افاد مسؤولون اردنيون.
ويقوم الرئيس الروسي خلال الزيارة برعاية الافتتاح الرسمي لبيت الحجاج الروس في موقع عماد السيد المسيح بمنطقة المغطس على نهر الأردن.
وكان بوتين بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الاثنين ملفي سوريا وإيران.
وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأراضي الفلسطينية اليوم بـ"ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام" في موسكو.
وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية "أكدنا للرئيس بوتين على ضرورة عقد المؤتمر الدولي للسلام في موسكو كما كان متفقا عليه منذ سنوات".
وأضاف أن المحادثات تناولت "جملة من القضايا التي تهم البلدين، وعلى رأسها تطوير العلاقات والنشاطات الاستيطانية التي تشكل عقبة رئيسية أمام عملية السلام، كذلك طلبنا مساعدة روسيا في إطلاق سراح الأسرى، خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994، حيث تم الاتفاق سابقا مع الجانب الإسرائيلي على إطلاقهم ولم يفرج عنهم بعد".
وفي مستهل المؤتمر الصحافي رحب عباس بالرئيس الروسي في بيت لحم معبرا عن شكره لدعم روسيا للشعب الفلسطيني "وقضيته العادلة".
وأشار الى أن "روسيا دأبت على وقوفها الى جانب شعبنا الفلسطيني في جميع محطات نضاله من أجل تطلعاته الوطنية وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". وشدد على أن "أكثر ما يعتز به شعبنا متانة الروابط الثقافية والدينية مع الشعب الروسي الشقيق، وما يشهد على ذلك إحياؤنا هذا الشهر للذكرى السنوية 130 لتأسيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وافتتاحنا العام الماضي مبنى المتحف الروسي في أريحا أقدم المدن".
وأشار الرئيس الفلسطيني الى أنه أكد لبوتين المضي في المصالحة الفلسطينية قائلا "نؤكد أنه إذا تم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية ستفتح بوابة المصالحة".
وأضاف أن البحث تناول أيضا "الأوضاع العربية في كثير من الدول العربية التي تواجه ما يسمى بالربيع العربي، وناقشنا تفاصيل هذه الأوضاع كوننا نعرف تماما أن مثل هذا الوضع يهم روسيا وأيضا يهمنا كذلك".
وقام بوتين وعباس بعد ذلك بتدشين المركز الثقافي العلمي الروسي في مدينة بيت لحم الذي يهدف الى تنشيط التبادل الثقافي بين الشعبين الروسي والفلسطيني.
من جهته أكد الرئيس الروسي أن الإجراءات الأحادية الجانب تضر بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال بوتين "أنا على يقين أن كل الأعمال الأحادية الجانب تؤدي الى حل غير بناء وتضر بعملية السلام في الشرق الاوسط".
واضاف "ان مواقفنا من أهم القضايا الإقليمية والدولية متقاربة، تحدثنا عن التغلب على مأزق العملية التفاوضية، وأشير هنا إلى المواقف المسؤولة التي تتخذها قيادة السلطة الفلسطينية والرئيس شخصيا الساعية لتوصل لحل سلمي بناء على أساس حل الدولتين".
ووصف اجتماعه بالرئيس عباس بانه "بناء، وتناول الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، والشرق الأوسط، ومشاريع الدعم والتعاون في مختلف الميادين".
وأضاف "بالنسبة لنا لا مشكلة لدينا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، حيث قمنا بذلك منذ 25 عاما، ولن نغير موقفنا".
وشكر بوتين الرئيس عباس "على دعمه المستمر للتواجد الروسي في الأرض المقدسة، وعلى دعمه الفعال في تنفيذ المشاريع بهذا الصدد".
وقد وصل بوتين الاثنين الى المنطقة في جولة استهلها بزيارة اسرائيل ثم زار الثلاثاء الاراضي الفلسطينية بدءا بكنيسة المهد في مدينة بيت لحم التي استقبله فيها عباس.
وينتقل في وقت لاحق الثلاثاء الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في منطقة البحر الميت.
وقال سفير فلسطين لدى روسيا فائد مصطفى لوكالة فرانس برس ان زيارة بوتين للاراضي الفلسطيني "حظيت باهتمام رسمي كبير حيث قلد الرئيس الفلسطيني نظيره الروسي اعلى وسام فلسطيني وكما اطلق اسم بوتين على احد شوارع مدينة بيت لحم الرئيسية".
واشار الى ان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تقيمان "علاقات متميزة وتاريخية مع روسيا حيث وقفت روسيا على الدوام مع المواقف الفلسطينية وخاصة الاعتراف بدولة فلسطين وفي مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية تقف روسيا الى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه".