سجّل العنف السياسي في الجزائر تطوراً لافتاً داخل أحزاب عديدة، منذ العام 2004 حتى شهر يونيو الجاري.
وقد عاد مارد العنف مرة أخرى إلى حزب جبهة التحرير. فقبل أسبوع فقط، منع الأمين العام الحالي للحزب الحاكم من عقد اجتماع اللجنة المركزية في فندق "الرياض" بالعاصمة، واحتل خصومه المنصة الشرفية حتى يحولوا بينه وبين انطلاق الأشغال.
وطالب الخصوم بلخادم بتحكيم الصندوق في قضية إثبات الثقة فيه، حيث أجمعوا على إبعاده من قيادة الحزب، لكنه رفض وأصر على التصويت برفع الأيدي، ما شكل لب الأزمة الناشبة، التي دفعت الطرفين إلى العنف.
لم يتأخر بلخادم عن الردّ على منعه من الوصول إلى المنصة الشرفية، حيث اقتحم مناصروه قاعة الفندق وأنزلوا المعارضين بالقوة، واستعملوا العصي والغازات المسيلة للدموع، فجرح مناضلون وصحافيون، وقال بلخادم بعد استتباب الأمر لصالحه: "من صعد المنصة عنوة أُنزِل عنوة".
وفي تصريحات سابقة لـ"العربية.نت"، قال الوزير السابق والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، بوجمعة هيشور، وهو معارض لبلخادم: "إن وزير التكوين المهني الحالي، الهادي خالدي، ووزير السياحة الأسبق محمد الصغير قارة تعرضا للضرب بقوارير زجاجية"، وأكد هيشور أن الوزير خالدي جرح.
غرف النوم.. آخر صيحة
بعيدا عن لغة العنف، لجأ حزب سياسي جزائري، هو الجبهة الوطنية الجزائرية، إلى حيلة "ناعمة" لتجديد الثقة في زعيمه، ولم تكن هذه الحيلة سوى "غرف النوم".
وفي تصريح لـ"العربية.نت" حول استعمال العنف وغرف النوم لفك الخلافات داخل أحزاب جزائرية، قال رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي: "قضية العنف بمعناه الحقيقي لا تنطبق على حزبي. صحيح أن هناك أشخاصا اقتحموا الفندق حيث كنا سنعقد مؤتمرنا الثالث، وقد أغلق هؤلاء الأشخاص قاعة المؤتمر بالسلاسل ليمنعونا من بدء أشغالنا، فكنا فطنين ولم نواجههم تفاديا لما لا تحمد عقباه".
وأضاف تواتي: "لقد لجأنا إلى الغرف حيث نبيت، وهناك جدد المناضلون الثقة في شخصي بكل حرية، بعيدا عن الضغط والممارسات التي لا تليق بحزب سياسي".
واتهم المتحدث وزارة الداخلية بالسماح بتسلل العنف إلى الأحزاب، قائلاً "إن الوزارة تحمي الذين يلجأون إلى العنف، وإلا كيف تحمي الشرطة نوابا في البرلمان وقفوا إلى جانب من يدعون أنهم مناضلون بينما نترك نحن دون حماية رغم حيازتنا ترخيصا يسمح لنا بعقد مؤتمرنا".
الجزائر شهدت عشرية دم مأساوية
وفي توصيفه لخلفيات ما يحدث داخل أحزاب تستعمل العنف لحل نزاعاتها، قال الإعلامي والمحلل السياسي رضا بوشفرة، المقيم في واشنطن لـ"العربية.نت": "إن العنف السياسي وليد أسباب عديدة بعضها شخصي كمن يطمح في البقاء أو الوصول إلى منصب، وبعضها مادي كمن يريد النفوذ من أجل تنمية ثروته المادية وحتى نفسي.
وأضاف لقد شهدت الجزائر عشرية دم كانت مأساوية على كل المستويات، تدريجيا أصبحت مظاهر القتل تقل بشكل كبير.. لكن حاليا نشهد عنفا سياسيا من نوع آخر، خاصة في الصراعات داخل الأحزاب السياسية، وإن اختلفت الأمور عن العشرية الدموية إلا أن النتيجة واحدة وهي استعمال العنف للوصول أو البقاء في السلطة سواء داخل أجهزة الدولة أو حتى الأحزاب السياسية".
وأضاف بوشفرة، وهو مالك ورئيس تحرير أسبوعية "المهاجر العربي" التي تصدر في الولايات المتحدة، أن القاموس اللفظي المستعمل داخل الطبقة السياسية الجزائرية عنيف في حد ذاته، وأفاد أن من الألفاظ المتداولة:" "نجبد السيف" أي سأشهر السيف، أو "اليوم خلاط كبير" أي اليوم ستحصل فتنة كبيرة.
Al Arabiya 26 Jun, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/06/26/222910.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق