غالباً ما تدفع وسائل الإعلام نتائج الاحتقان السياسي في لبنان، وآخر الأثمان المدفوعة ما حصل مع قناة الجديد التلفزيونية، بعد يومين من استضافتها الشيخ أحمد الأسير.
فقد تعرض مقر القناة مساء أمس لتعد من قبل 5 شبان ملثمين قاموا بإحراق إطارات عند مدخل القناة، وتمكنت القوى الأمنية من إيقاف أحد الشبان. وترافق ذلك مع إطلاقهم رشقات نارية في الهواء من مسدسات حربية كانت في حوزتهم. وبحسب ما رشح من معلومات غير رسمية، فإن الموقوف وسام علاء الدين أراد بهذه الطريقة الاحتجاج على استضافة القناة لإمام مسجد بلال بن رباح في صيدا.
هذه الفوضى انتقلت إلى قطع طرقات في مناطق بشارة الخوري وفردان والبسطة وسبيرس وجسر فؤاد شهاب، من قبل مجموعة من المحتجين على توقيف المشتبه فيه.
وفي منطقة بشارة الخوري، حاول عدد من الشبان اقتحام منزل مخصص لسكن الطالبات، لكنهم منِعوا من ذلك. وعلى بعد عشرات الأمتار من وزارة الداخلية، أقفلت الطريق، وأطلق الرصاص في الهواء، فيما لم يكن قد مضى على إعلان الوزير مروان شربل بدء إجراءات أمنية مشددة على كامل الأراضي اللبنانية سوى دقائق.
وقد تمكنت كاميرا الجديد من التقاط صور الموقوف، على الرغم من احتجاج عناصر القوى الأمنية.
في المقابل شهدت القناة حملة واسعة من التعاطف من قبل العديد من الشخصيات السياسية والتيارات الحزبية، الذين استنكروا هذا "العمل غير المقبول".
كلام الشيخ الأسير
الشيخ أحمد الأسير
وبالعودة إلى كلام الأسير، الذي دفع القناة إلى الاعتذار في نشرتها المسائية، فهو هدد في مقابلة صباحية مع القناة نهار الأحد، كلا من حسن نصرالله أمين عام حزب الله والرئيس بري قائلاً: "يا سيد نصرالله ويا نبيه بري رح فرجيكون نجوم الظهر إذا استمريتون هكذا".
وأوضح الأسير أن "رفع الصوت الذي حصل في خطبة الجمعة ناتج عن أمور وصلت إلى حد لا يطاق". ولفت إلى أن "كلما اشتدت الاعتداءات علينا كسنة يطلع الفريق الآخر ويقول هناك خطر حصول حرب أهلية"، مشيراً إلى أن "هذا إهانة كبيرة لنا لأنه هو من يملك السلاح ويعتدي علينا"، مضيفاً: "كلما حصل اعتداء علينا يقولون لنا لا يجب أن تقولوا أخ وهذه المعادلة نرفضها".
وذكر بالعديد من "الاعتداءات التي وقعت علينا"، مشيراً إلى أن "من المعروف من قتل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وعلى الأقل المتهم هو حزب الله، وبعد حرب تموز خونوا رئيس الحكومة مع العلم أن كل المفتين قالوا إنه خط أحمر، وفي 7 أيار ارتكبوا مجزرة بحقنا"، مشيراً إلى أن الفريق الآخر يهيمن على مفاصل الدولة.
وكشف الأسير أن الشيخ الذي يؤم مسجد بلال بن رباح بالنيابة عنه تم توقيفه وزوجته المنتقبة وابنته الرضيعة أربعة ساعات في آلية عسكرية على حاجز بلدة مشغرة في البقاع أمس، متعهداً بأن يدفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومن معه ثمن ذلك سلمياً.
يذكر أن مواقف الشيخ أحمد الأسير أثارت بلبلة في الوسط اللبناني منذ أن صعدت إلى سطح المشهد الإعلامي، إثر دعوته إلى التظاهر تضامناً مع الثورة السورية.
Al Arabiya 26 Jun, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/06/26/222847.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق