أكد سياسيون مصريون أن العلاقات بين مصر والسعودية تاريخية، وأن البلدين سيتجاوزان الأزمة الحالية، والتي بلغت ذروتها بقرار سحب السفير السعودي من القاهرة وإغلاق السفارة والقنصليات التابعة لها، عقب مظاهرات، احتجاجاً على توقيف مواطن مصري في السعودية.
وطالب نقيب الصحافيين المصريين السابق، مكرم محمد أحمد، مصر والسعودية بحصار الأزمة العابرة بينهما.
وقال: "أعتقد أن هذه الأزمة مجرد سحابة عابرة بين الطرفين مصر والسعودية، وعليهما تجاوز وحصار هذه الأزمة في أضيق الحدود".
ووصف العلاقات المصرية السعودية بأنها علاقات تاريخية، وأوضح أنه إذا اختلت العلاقة بينهما، فسيختل ميزان العالم العربي كله، ويختل إيقاعه.
وأكد أنه قد حدثت أزمات فردية كثيرة بين مصر والسعودية، ولكنها لم تصل إلى هذه الدرجة. وقال: "أرى أن المملكة السعودية قد تعجلت في قرارها وقف العلاقات مع مصر وإغلاق سفارتها وقنصلياتها، فالسعودية تعلم أن الذين استهدفوا سفارتها وحاولوا اقتحامها إنما أرادوا تحقيق هذه الفجوة وضرب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، فهؤلاء الذين حاولوا اقتحام السفارة السعودية مختلفون فكرياً مع المملكة، ويريدون تحقيق هذا الهدف بضرب العلاقات بين البلدين".
وأشار مكرم إلى أن اتصالات تجري على أعلى مستوى الآن لرأب الصدع الذي حدث وقال "أعتقد أن هذه الاتصالات ستنجح".
منصور حسن: حادث فردي
أما منصور حسن، وزيرالإعلام المصري الأسبق ورئيس المجلس الاستشاري السابق، فأكد "أن نشوب الأزمة بين مصر والسعودية بسبب حادث فردي أمر لافت جدا، خاصة أن العلاقات بين البلدين عميقة جدا ولها جذور تاريخية، ولا يعقل أن تتدهور إلى هذه الدرجة".
وأوضح أنه لا يعتقد أن الأزمة ستستمر أو أن المملكة السعودية ستوقف علاقاتها مع مصر، ولكنها اتخذت قرار استدعاء السفير لتضع حداً لهذه المهاترات التي تحدث أمام سفارتها كل يوم، وبمجرد أن تنتهي هذه المهاترات ستعود العلاقات كما كانت".
وحول قضية توقيف المحامي المصري، وهل يمكن أن تكون سببا في القطيعة، قال حسن: "كان يجب أن يحل هذا الموضوع بالطرق الدبلوماسية بأن ترسل مصر للسعودية لمعرفة تفاصيل ما حدث والتحقق مما حدث. أما أن تخرج مجموعات وتهتف بألفاظ نابية ضد دولة أمام سفارتها فهذا أمر غير مقبول. فإذا كان هذا الشاب مخطئاً، فلا يعقل أن تغير دولة قوانينها من أجل مظاهرات ضدها في بلد آخر".
ووصف المظاهرات التي اندلعت أمام السفارة السعودية ومحاولة اقتحامها بأنها "قائمة على جهل بالدبلوماسية، وتصرفات حمقاء أدت إلى أزمة دبلوماسية بين بلدين شقيقين".
وأكد حسن "أن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأن هناك استعداداً من الجانبين المصري والسعودي لتسوية الأزمة".
ومن جانبه، اعتبر د.شوقي السيد، الخبير الدستوري والسياسي المصري، أن هناك "محاولات من فئات مندسة تحاول الوقيعة بين مصر والسعودية، وعلى البلدين ألا يعطيا فرصة لهذه الفئات".
وقال: "لا أتصور أن مشكلة فردية تصل إلى هذه الدرجة، وتؤدي إلى هذا التصعيد، إلا إذا كان تم التخطيط لها".
Al Arabiya 29 Apr, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/04/29/211093.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com