أعلن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، أن الإخوان يرفضون رافضا تاما أن يترشح أحد منهم لرئاسة الجمهورية وهذا ليس لعجز فيهم أو فى مصر التى تزخر برجال كثيرين يستطعيون حمل الأمانة وإنما ينبع من خوفهم على مصر.
وأضاف د.بديع خلال المؤتمر الجماهيرى الأول للإخوان بالقليوبية الذى عقد مساء أمس فى حديقة النيل ببنها عقب افتتاح المقر العام للجماعة بالمحافظة بحضور 5 آلاف من أعضاء الجماعة أن الإخوان لن يدعموا أحدا من الإخوان فى الانتخابات، وأن ترشيح أحد أعضاء الجماعة يعد خروجا عليها ويساعد القوى المتربصة لمصرفى استغلال الترشيح كذريعة لمهاجمة الجماعة، واتهام الإخوان باللعب بالسياسة والسطو على الثورة المصرية.
وحول تخوف القوى السياسية من سيطرة الإخوان على مقاعد البرلمان دعا المرشد العام كافة القوى والطوائف والحركات والأحزاب السياسية إلى خوض الانتخابات المقبلة تحت قائمة موحدة.
أعلن بديع رفضه والجماعة لدعاوى التسامح والتصالح مع رموز النظام الفاسد وفرعون مصر المخلوع وقتلة الشهداء، مشيرا إلى أنه لا مجاملة فى دين الله ودماء الشهداء الأبرياء فهى أمانة فى أعناقنا جميعًا، فهم دفعوا ثمن ما نحن فيه الآن وقبضنا نحن هذا الثمن، فلا يجب مطلقًا أن نتهاون فى حقوقهم، وعندما يأتى أحد يريد سرقتها لا بدَّ أن نمسك به؛ لأنه ظالم مستبد يريد إضاعة دم الشهداء الأحرار، مطالبًا بقصاص الله العادل لهؤلاء الشهداء، محذرا من محاولات الالتفاف حول الثورة وعودة النظام السابق.
أكد المرشد العام أن النظام البائد تسبب فى أن يكون دستور مصر أسوأ دساتير العالم، رغم أن أساتذة الدستور فى مصر هم من علموا العالم وضع الدساتير وقال إن من حكمة الله أن تكون ذكرى استشهاد الإمام حسن البنا الـ63 توافق ليلة رحيل وطرد مبارك من على كرسى الرئاسة، ودعا الشعب إلى إعادة بناء مصر بعد الثورة؛ لأن مصر الآن تحتاج إلى كلِّ جهد، مطالبًا بالتعاون مع الإخوة المسيحيين، وكافة الأطياف السياسية من أجل البناء،
مطالبا بتشكيل لجان وطنية لحماية البيوت والمؤسسات ومواجهة الفتنة الطائفية والجهل والقضاء على الأمية وتوصيل الأفكار والرؤى والتفكير فى مشروعات تعود بالنفع على الوطن.
أكد بديع رفضه لكل الاتهامات الموجهة لجماعة الإخوان ومحاولات تشويه صورتهم، مشيرا إلى أن الإخوان يقدمون نموذجا عمليا لما يقولونه فى كل المجالات مستشهدا بما قرره الدكتور عبد العزيز حجازى فى جلسات الحوار الوطنى أن وثيقة الإخوان للإصلاح تعد أفضل من وثيقة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
حذر المرشد العام للإخوان من محاولات إثارة الفتنة فى مصر، مؤكدا أن الدين الإسلامى أمر بالحفاظ على حقوق غير المسلمين وصون دور العبادة الخاصة بهم، مشيرا إلى أن الإخوان لن يمانعوا أبدا فى حصول المسيحيين على حقوقهم كاملة، بما فيها حقهم فى تطبيق شريعتهم فى أحوالهم الشخصية وهو ما أكده لرفيق حبيب النائب الثانى لحزب الحرية والعدالة عندما سأله فى هذا الشأن مدللا بقوله إن البابا شنودة نفسه يستنجد بالشريعة الإسلامية التى تأمرنا بالمحافظة على الكنائس قبل المساجد، موضحا أنه لا إكراه فى الدين ولن يجبر الإخوان أحدا بالتخلى عن دينه أو عقائده مهما كان ووجه بديع الشكر للمجلس العسكرى والجيش المصرى لوقوفه بجانب الثورة، مشيرا أن النظام السابق كان يحول الإخوان للمحاكم العسكرية ليكرهوا الجيش، ولكننا تحملنا السجن والظلم والاستبداد والفساد ولم نكره الجيش الذى حمى مصر ودافع عنها نسانده ونقف بجانبه ندافع عنه ونصوب له خطواته ونطالبه بالإسراع إذا أبطأ، مطالبا المجلس العسكرى بعدم التباطؤ وانتقد محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بالجماعة محاولات تشويه صورة الجماعة، متمها العلمانيين هم وراء ذلك لأنهم يكرهون الشريعة، والإسلاميين يريدون إشعال النار ومهاجمة الإخوان بالباطل مستنكرا عقد مؤتمرات الحوار والوفاق للقفز على موافقة 77% من الشعب فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى خرج لحمايتها 20 مليون مصرى.