نشرت "ليبراسيون" الفرنسية تحقيقا علميا مطولا عن ادعاءات بعثور معمل سويسري على أدلة تؤكد أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قتل مسموما بالبولونيوم 210.
أكدت المجلة استحالة العثور علميا على مخلفات البولونيوم 210 بعد ثمان سنوات من وفاة عرفات. واوضحت أن سم البولونيوم موجود في الطبيعة، وخاصة في الهواء، وإن كل شخص يحمل في جسمه آثارا قليلة من هذا السم الذي يزول عن طريق البول بحسب خبير من المعهد الفرنسي للسلامة النووية والحماية من الاشعاعات.
وأضاف الخبير أن البولونيوم يمكن أيضا تصنيعه وهو موجود في العديد من الاستخدامات الطبية وخاصة الصناعية كما هو الحال في روسيا، ويتطلب انتاجه أجهزة محددة كمفاعل نووي.
وتابع أن البولونيوم عندما يتركز في العظام والطحال والنخاع العظمي يترتب على ذلك انهيار للجهاز المناعي للشخص الذي يصبح عرضة لأي التهابات تودي بحياته.
وفي حال التسمم بكميات كبيرة فإن الشخص يفقد شعره وتصيبه حالات غثيان شديدة كما حصل للجاسوس الروسي الكسندر ليتفيننكو في لندن 2006.
وأشار إلى أن البولونيوم أشد من سم الزرنيخ بما يقدر ب250 ألف مرة إلى مليون مرة .
وتقول المجلة انه اذا كان عرفات مات مسموما بالبولونيوم فلا بد أن يكون قد ابتلع ذلك في مشروب على سبيل المثال أو تنشقه حتى يتسرب البولونيوم الى داخل الجسم .
ويشير إلى أنه في حالة ياسر عرفات الذي توفي في 2004 لم يكن هناك من يتحدث آنذاك عن البولونيوم 210 بالرغم من أنه كان معروفا لأنه لم توجد حالة وفاة بهذا السم من قبل، ولم تعرف إلا في حالة الجاسوس الروسي لاحقا.
ويضيف أنه في حال حصل تسسم بالبولونيوم وتوفي الشخص فإن قوة الاشعاع تتقلص تدريجيا في غضون 138 يوما من الوفاة . ومن المفروض أنه بعد انقضاء 1384 يوما من وفاة الشخص تختفي آثار البولونيوم نهائيا باستثناء كميات ضيلة جدا لا يمكن اكتشافها بالتقنيات الحالية، مع استحالة العثور عليه في ملابس المتوفي كما أدعى المعمل السويسري.
وبما ان عرفات توفي في 2004 فذلك يعني أنه مر على وفاته 2800 يوم ما يجعل اكتشاف هذا السم مستحيل إلا اذا كان تناوله بكميات كبيرة جدا.
ولكن في حالة ياسر عرفات ومع تلاشي الأنسجة وخاصة النخاع العظمي فإن الآثار قد اختفت وأن اكتشافها في بقايا عرفات الآن أمر صعب للغاية؟
وكان المعمل السويسري يقول إنه وجدها في ملابس عرفات دون أن يؤكد أحد تفاصيل هذه المواد. الجدير بالذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعطى موافقته على أخذ عينات من جثة عرفات، مما يعني نبش قبره، وذلك لمراجعة الادعاء الأخير الذي يضع اللوم على الرئيس عباس وقياداته بحجة أنهم تخاذلوا في البحث في حقيقة وفاة عرفات.
من جانب آخر اعتبرت اطراف في الحكومة الفلسطينية أن التقرير جزء من حملة سياسية ضمن صراع بين الاطراف المختلفة في الساحة الفلسطينية، وقال مصدر فلسطيني: لماذا لم تقدم سهى عرفات والبقية على هذا الفحص ولديهم ملابس عرفات منذ سنوات، لماذا الآن؟