بحثت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في زيارة خاطفة مع صانعي القرار الإسرائيلي، خلف أبواب مغلقة، الملف النووي الإيراني، ونتائج المداولات التي أجرتها الدول الخمس دائمة العضوية وألمانيا مع المسؤولين الإيرانيين في اسطنبول مؤخراً.
وقال نتنياهو لأشتون إن أي تقدم لن يتم إلا إذا أعلنت إيران أنها ستنهي جميع أعمال التخصيب، وأن تحدد جدولاً زمنياً لذلك، وأن تتعهد بأن يتم التخصيب خارج الأراضي الإيرانية، وعلى طهران أن تفكك المفاعل النووي في منطقة جبال فوردو قرب مدينة قم تحت إشراف دولي.
ويرى نتنياهو أن إيران تستغل المداولات الجارية مع الغرب لتكسب مزيداً من الوقت وتستمر في المماطلة، وأضاف "يجب أن تكون خطوات عملية في المحادثات وليس فقط ضرب مواعيد لاستمرارها، لأنه لا نية لإيران بوقف مشروعها النووي العسكري".
فيما أكدت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت" أن أشتون اعتبرت خلال اللقاء بالمسؤولين الإسرائيليين أن إيران أبدت قدراً من الليونة في محادثات اسطنبول، وتراجعت عن شروط مسبقة كانت حددتها، وتمثلت الليونة، بحسب أشتون، بقبول إيران بالحفاظ على مستويات متدنية للتخصيب، وتوقعت أشتون أن تشهد المحادثات في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في بغداد خطوات عملية أخرى، لكنها تعهدت بألا يتم "التساهل" مع إيران خلال المداولات التي لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.
حكومة الوحدة الإسرائيلية وإيران
وحرص نتنياهو خلال مباحثاته مع أشتون على رسم موقف إسرائيلي موحد وعريض من الملف النووي الإيراني، ومن مباحثات الغرب مع طهران، وشارك في اللقاء وزير الدفاع إيهود باراك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، واصطحب إلى الاجتماع شريكه الجديد في الائتلاف شاؤول موفاز.
واللافت هو موقف موفاز، لأنه كان يعرض علنا توجيه ضربة عسكرية لإيران، ويعتقد أن ثمة نافذة زمنية من سنتين قبل شن حرب على إيران وسبق واتهم نتنياهو "ببث الهلع" في الإسرائيليين من خلال التلويح بالعصا العسكرية الغليظة ضد طهران.
وألمحت صحيفة معاريف مؤخراً إلى أن موفاز قد يكون غيّر موقفه الذي كان مشابهاً لمواقف مسؤولي الأمن السابقين كمائير دغان رئيس الموساد السابق، ويوفال ديسكين رئيس المخابرات العامة السابق، وغابي أشكنازي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أيضا.
وقد وجهوا انتقادات لاذعة لنتنياهو وباراك واتهموهما بالتهور في معالجة الملف النووي الإيراني، وبالسعي لتوجيه ضربة عسكرية قد لا تعطل المشروع النووي طويلاً، وقد تؤدي إلى تسريع سعي إيران لامتلاك سلاح نووي.
موفاز ونتنياهو وإيران
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إن هناك تنسيقاً وتفاهماً بينه وبين موفاز حول الملف النووي الإيراني، وإنهما يريان المعالجة بعين واحدة.
ولا تكمن أهمية موفاز - وهو من أصل إيراني - فيما يتعلق بالشأن الإيراني في خلفيته العسكرية كوزير دفاع سابق ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي سابقاً أيضا فقط، بل في انضمامه إلى ما يسمى بمطبخ "الوزراء الثمانية"، برئاسة نتنياهو والذي أصبح "مطبخا تساعيا" الآن.
وسيكون موقف موفاز من "ضرب إيران"،سواء تغير أم لا، حاسماً، لأنه يشكل بيضة القبان، فبحسب معلومات "العربية.نت"، ينقسم "طاقم الثمانية" مناصفة، فيما يتعلق بالعملية العسكرية ضد إيران، نتنياهو وإيهود باراك وأفيغدور ليبرمان ويوفال شتاينس يؤيدون "الضربة"، فيما يعارضها بنيامين بيجن وموشيه يعالون وآيلي يشاي ودان مريدور.
والأهم أن موفاز ربما يملك تأثيراً كبيراً جدا على رئيس الأركان الحالي بيني غانتس، الذي لا يتحمس للضربة العسكرية، وهو اعتبار لم "يفت على حسابات نتنياهو على الأرجح".
ومن هنا يدور حديث في إسرائيل عن أن "القنبلة السياسية" التي فجرها نتنياهو وموفاز على شكل حكومة وحدة عريضة غير مسبوقة، ترتكز إلى ائتلاف جرار من 94نائبا، قد تكون على علاقة بمعالجة عسكرية "للقنبلة النووية" الإيرانية التي تقض مضاجع الإسرائيليين.
فمثل هذه الحكومة يمكن أن تتصدى إلى أي ضغوط خارجية أو انتقادات داخلية أو "لجان تحقيق" مستقبلية، فيما لو نفذت إسرائيل تهديدها بالضربة العسكرية في ظل تردد معلومات بأن "أشهر الصيف" قد تكون "موعداً لساعة الصفر.
Al Arabiya 09 May, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/05/09/213150.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق