أكد دبلوماسى مصرى مسئول أن الجولة الخليجية التى قام بها الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أحدثت نوع من الاطمئنان لدى دول الخليج بشأن الأوضاع فى مصر.
وقال السفير محمد قاسم مساعد وزير الخارجية للشئون العربية "إن الهدف من جولة شرف الخليجية كان إعطاء تطمينات للمستثمرين الخليجيين بأن الأوضاع فى مصر أصبحت مستقرة، وإنه لا يوجد أى تخوفات على استمرار استثماراتهم، بالإضافة إلى طمأنة دول الخليج بأن ثورة 25 يناير هى ثورة مصرية خالصة ولا تهدف إلى تصدير نفسها إلى دول أخرى، وإن هذه الثورة قامت نتيجة لتراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وإنها تهدف إلى إصلاح مصر وإعادتها لدورها الطبيعى فى المنطقة بما يصب فى صالح جميع الدول، وهو الرسالة التى نجح الدكتور شرف والوفد المرافق له فى توصيلها للدول الثلاثة التى زارها".
وأكد قاسم على أن الجولة كانت "لها نتائج ممتازة وجيدة"، وقال "سمعنا من الدول التى زرناها أهتمامهم الواضح باستقرار الأوضاع فى مصر، ولمسنا لدى مسئولى هذه الدول أنهم متعجلين لعودة الاستقرار فى مصر، حتى تتضاعف استثماراتهم فى مصر، وهو ما رد عليه الدكتور شرف بالقول لهم بأن الحكومة المصرية تعمل بالفعل على استقرار الامور ووضع قواعد أقتصادية تقوم على الشفافية ومكافحة الفساد".
وحول تأثير زيارة شرف لقطر على إزالة الغيوم السياسية بين البلدين، قال قاسم إن "هذه الزيارة أحدثت زخما إيجابيا فى العلاقات بين مصر وقطر، فمن المقرر أن يقوم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان بزيارة قريبا للقاهرة، كما أن ولى العهد القطرى الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أكد للدكتور شرف خلال لقائهما على أشادته للدور المصرى فى أتمام وأنجاح المصالحة الفلسطينية، وقد استمعنا من المسئولين القطرين عن رغبتهم القوية فى أن تعود مصر لتقود الملفات العربية، فقد أكدوا لنا أن غياب مصر عن حل الكثير من المشاكل العربية هو الذى أدى إلى ما وصلت إليه العلاقات المصرية العربية مؤخرا".
وأكد قاسم أن الوفد المصرى استمع من الدول التى زارها إلى رسالة واحدة وهى "نعلم أن مصر مشغولة بمشاكلها الداخلية لكن نرجو ألا تغيبوا علينا كثيرا".
وأشار قاسم إلى أن الجولة أكدت على خصوصية العلاقات التى تربط مصر ودول الخليج، بالإضافة إلى أنها أحدثت نوعا من التفاعل الإيجابى بين الحكومة المصرية والجاليات المصرية فى هذه الدول، وقال إن "الوفد المصرى لمس خلال زيارته للسعودية والكويت وقطر حب المصريين المقيمين فى هذه الدول لبلدهم، فخلال لقاءات رئيس الوزراء مع الجاليات المصرية سمع منهم رسالة محددة بأنهم رغم بعدهم عن مصر فى هذا الوقت الا أنهم يعلمون الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، وأنهم مدركون كذلك بأنه لن يبنى مصر الا المصريين "، مشيرا إلى عددا كبيرا من المصريين المتواجدين فى دول الخليج أبدوا أستعدادهم بل وتأكيدهم على شراء سندات الخزانة التى أعلنت عنها وزارة المالية لمساعدة الاقتصاد المصرى.
ولفت قاسم إلى أنه التقى أمس الجمعة صدفة بمواطن مصرى فى العاصمة القطرية الدوحة أمام الفندق الذى كان يقيم فيه، عقب مغادرة الدكتور شرف والوفد المرافق له متجها للقاهرة، وقال "كنت أسير أمام الفندق بعد مغادرة الوفد الرسمى برئاسة الدكتور عصام شرف ووجدت شابا مصريا يسألنى عن الدكتور شرف وعندما قلت له إنه غادر للقاهرة فشعرت بالحزن يكتسى وجه، ووقتها سألته عن السبب قال لى إنه كان يريد لقائه ليقول له إن المصريين العاملين فى الخارج خاصة فى قطر يقفون بجواره"، وقال قاسم إن هذا الموقف أكد لى بشكل قاطع المشاعر الوطنية التى تسيطر على المصريين.
وقال قاسم إن الثورة المصرية أحدثت نقلة نوعية فى شكل مصر الخارجى، مشيرا إلى أنه سمع من الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية أنهم أثناء زيارتهم الاخيرة للسودان وجدوا السودانيين مصطفين من المطار وحتى الفندق وفى أيديهم أعلام مصر وهو ما لم يحدث من قبل، وقال " بالفعل الثورة المصرية بعثت برسائل أيجابية للعالم، ومنها على سبيل المثال ملف مياه النيل، فوفد الدبلوماسية الشعبية الذى زار أوغندا وهو اليوم فى إثيوبيا استطاع توصيل رسالة لدول حوض النيل بأن مطالب مصر فى هذا الملف ليست مطالب حكومية وأنما مطالب شعبية، لأن النيل هو مصر، فهذا الوفد أحدث نقلة نوعية وأوجد زخم وروح جديدة لمصر".