يتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأحد عن تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة مطلع سبتمبر/أيلول، ويبدو أنه مع حزبه الأوفر حظاً للفوز بها.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية فإن الانتخابات المبكرة قد تجرى في الرابع من سبتمبر/أيلول، علماً أن الولاية التشريعية الحالية تنتهي مبدئياً في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
وأجمعت استطلاعات الرأي على أن نتنياهو هو الأوفر حظا للفوز، فيما أشار استطلاع نشرته صحيفة "معاريف" الجمعة إلى أنه سيتقدم على معارضيه بعشرات النقاط.
وقد يكون اللافت للنظر في قرار نتنياهو تبكير موعد الانتخابات إلى الـ4 من سبتمبر على الأغلب، أن نتنياهو يملك ائتلافاً صلباً يمكن أن يستوفي الولاية القانونية لحكمه، لكنه قرر - منذ تنفيذ صفقة شاليط - أن يبادر إلى تبكير الانتخابات لتكريس بقائه السياسي، وانتظر حجة لتنفيذ ذلك من خلال السجال - الذي لم يتطور إلى أزمة - حول تجنيد المتدينين الإسرائيليين للخدمة العسكرية؛ لكن من السذاجة الافتراض أن نتنياهو ينهي حكومته الحالية فقط من أجل "ملف العدالة الاجتماعية في توزيع الأعباء".
الانتخابات وإيران
وإن كان تبكير موعد الانتخابات الإسرائيلية لا ينم عن ضعف نتنياهو، فإنه يؤثر تأثيراً حاسماً على ملفات عدة، أولها ملفه الأول: المشروع النووي الإيراني، فيجوز الاعتقاد أن نتنياهو الذي يرفع راية ضرب إيران رأى في إعادة استفتاء الشعب الإسرائيلي على هذا الملف أكثر من فائدة، وذلك من خلال تكريس جدية التهديد الذي يذهب به إلى انتخابات عامة، والضغط على محاوري إيران لتشديد العقوبات، واستحضار سابقة بيجن بضرب المفاعل النووي العراقي قبل الانتخابات العامة بثلاثة أسابيع فقط، على الرغم من معارضة مسؤولين أمنيين وعسكريين لقرار بيجن قبل 31 عاماً، فلماذا لا يجازف نتنياهو اليوم؟
الملف الفلسطيني
وفيما يتصل بالملف الفلسطيني، فإن شكل الائتلاف المقبل سيحدد لعقود ما سيحدث، ليس على صعيد المفاوضات فقط، بل على صعيد الأرض، بناء استيطاني وجعل حل الدولتين فعل استحالة.
لكن تأثير التبكير للانتخابات هو متعدد الوجوه، فمن غير المستبعد أن يحاول الفلسطينيون التأثير من خلال انتفاضة شعبية ثالثة تواكب الأشهر المقبلة، لكن المهم هو طبيعة الائتلاف، هل سيضم العمل وربما كاديما أم سيقتصر على الشركاء الطبيعيين لليكود كما في المرة الماضية؟
الإدارة الأمريكية
قد يكون من أهم الأسباب لتبكير الانتخابات الإسرائيلية في حسابات نتنياهو السبب الأمريكي، فتجربة عام 99 أثبتت أن الإدارة الأمريكية لا تتردد في التدخل في الانتخابات والتأثير على نتائجها للتخلص من رئيس وزراء إسرائيلي لا يطيقه الرئيس الأمريكي، ومن هنا سارع نتنياهو إلى قطع الطريق على تأثير أوباما فيما لو أجريت الانتخابات في موعدها عام 2013، ليواجه رئيسا أمريكيا في ولاية ثانية وأخيرة في حل من الحاجة والتأثير اليهوديين على سياسته الشرق أوسطية.
وبدلاً من ذلك، سيكون أوباما غارقا في حملته الانتخابية - حتى نوفمبر على الأقل - والقيود التي تفرضها على علاقته بإسرائيل وتوفر هامشا ضيقا للتأثير والضغط، فيما أن نتنياهو يكون قد احتل الولاية الثالثة - هو الثاني بعد بن غوريون - وحتى في الملف الإيراني فإن القراءة الإسرائيلية، أنه في حال قرر نتنياهو وباراك ضرب إيران سواء قبل الانتخابات أو بعيد إجرائها، فإن الرئيس الأمريكي سيضطر إلى أن يعض على شفته بقوة وأن يحمي إسرائيل خلال حربها وتبعاتها الإقليمية.
وغدا يناقش الكنيست مشاريع قوانين لحل البرلمان وتبكير الانتخابات، ومن بينها مشروع قانون تقدم به الليكود - وقد يصوت عليه في قراءة أولى، وقد يصبح "التصديق" خاطفا، بحيث يستكمل التشريع الثلاثاء، ليحل البرلمان اعتبارا من الأحد المقبل.
Al Arabiya 06 May, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/05/06/212487.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق