Ping your blog, website, or RSS feed for Free

الجمعة، يونيو 29، 2012

تظاهرات ضد العطش في موريتانيا

نواكشوط - سكينة أصنيب

لا يمر يوم في موريتانيا إلا وتخرج مظاهرات مطالبة بحل أزمة المياه، أو وقفة احتجاجية ينظمها من تحولت حياتهم إلى جحيم بفعل نقص المياه، ووصل الأمر ببعض القرويين إلى السفر إلى العاصمة نواكشوط للتظاهر أمام القصر الرئاسي، بينما قام آخرون بقطع الطرق الرئيسية الرابطة بين المدن في محاولة للفت نظر المسؤولين إلى خطورة تجاهل أزمة نقص المياه.

ففي مدن النعمة وجكني ولعيون وكرو وتجكجة خرج المتظاهرون للتنبيه على معاناتهم، التي تزداد بشكل يومي بفعل ارتفاع درجات الحرارة، ونظموا وقفات احتجاجية ضد العطش. فمع استمرار الجفاف والصراع على الآبار وارتفاع أسعار الغذاء وعلف الماشية حذر الخبراء من أزمة تغذية شبيهة بالأزمة التي تواجهها بلدان منطقة الساحل حاليا بسبب قلة هطول الأمطار وانتشار أمراض سوء التغذية الحادة.

وتنتمي موريتانيا إلى منطقة الساحل القاحلة والحارة التي تمتد لتضم نحو اثني عشر بلدا من أفقر بلدان العالم من بينها النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا، ويعاني سكان منطقة الساحل بشكل كبير من قلة الأمطار والجفاف وسوء تغذية.

تظاهرات ضد العطش

لم يجد سكان قرية "إكفان" وسط موريتانيا طريقة للتعبير عن غضبهم من قلة المياه سوى إرسال وفد منهم لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الداخلية واللامركزية، حيث رفعوا لافتات مطالبة بحل أزمة العطش التي تعاني منها قريتهم منذ أسابيع، وقال المحتجون إن "السكان يصطفون عند الخزان الوحيد في القرية لساعات طويلة من أجل الحصول على حاوية واحدة من الماء"، وأكدوا أن شبكة المياه في القرية أصيبت بأعطال منذ خمس سنوات، ولم تنجح الجهات المعنية في إصلاحه، مما أدى إلى تناقص إمدادات الماء وتضاعف معاناة ساكنة القرية الذين لم يجدوا أي تجاوب حتى الآن، فقرروا قطع الطريق الرسمي المؤدي إلى مدينة تجكجة بالموازاة مع تنظيم الوقفة الاحتجاجية.

ولم تسلم مدينة "كومبى صالح" التاريخية من الأزمة التي تعاني منها أغلب المدن الموريتانية. وفي قرية "الدحاره" وسط موريتانيا، أطلق السكان نداء استغاثة بعد أن جفت الآبار القديمة التي كانوا يستغلونها، وأصبحوا ملزمين بالتنقل كل يوم باتجاه آبار القرى الأخرى من أجل الحصول على كمية من المياه "الصالحة للشرب"، وباتت الآبار الناضبة في قرية "الدحاره" مصدر قلق حقيقي للسكان الذين تضاعفت محنتهم مع العطش بعد نفوق مئات من رؤوس البقر والإبل بسبب الجفاف.

جلب الماء مهمة صعبة

تحولت حياة فتيات قرى الشرق حيث يضرب الفقر أطنابه، إلى جحيم لا يطاق، بعد أن أسندت إليهن مهمة السقي والحصول على الماء. فينطلقن في وقت مبكر إلى الآبار أو الحنفيات العمومية وسط القرية وينتظمن في طوابير طويلة قد يطول البقاء فيها حتى الساعة الثالثة مساء.

وفي مدينة النعمة شرقي موريتانيا يعيش السكان على وقع احتجاجات شبه يومية طلبا لمياه الشرب، ورغم أن المدينة تعتبر واحدة من أكبر مدن موريتانيا فإنها ما زالت تعاني من نقص المياه.

ويعيش حاليا سكان ضواحي المدينة تحت وطأة العطش بسبب تعطل العديد من حنفيات مياه الشرب وانخفاض مستوى منسوب مياه بحيرة "أبحيرة" وهي المنبع الرئيسي للمياه بالجنوب الشرقي لموريتانيا.

الحكومة غائبة

تفاعل حزب "تواصل" الإسلامي مع معاناة العطشى، ونظم تظاهرات في العديد من المدن الموريتانية، كلعيون وجكني وكرو وباركيول، وانتقد المحتجون والمشاركون في أيام "ضد العطش" نظمها الحزب غياب دور الحكومة في مجال توفير المياه.

أما شركة المياه فنؤكد أن هناك عوامل أخرى تساهم في شح الماء ونقصه كترك الحنفيات العمومية مفتوحة وتخزين كميات فوق الضرورة، بالإضافة إلى الفوضى والإسراف في استخدام الماء للأغراض الزراعية في ضواحي العاصمة، ناهيك عن التوصيلات غير المشروعة.

وتطالب جميع الموريتانيين المساهمة في ترشيد الماء وعدم الإسراف في استهلاكه وتخزينه، مؤكدة انها تنتهج طرق المساواة في تزويد المدن والقرى بالماء، وأنها تقوم حاليا بجهود مضاعفة للتنقيب عن الآبار والبحيرات الجوفية بغية تزويد المدن والقرى والأرياف بالماء.

Al Arabiya 29 Jun, 2012


-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/06/29/223444.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق

عداد الزوار


المتواجدين بالموقع الان

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More