أجبرت الظروف القاسية آلاف السوريين على مغادرة بلدهم، وتأتي الجزائر في مقدمة الدول التي يقصدها السوريون بسبب عدم التضييق عليهم وانعدام نظام التأشيرة على الجالية السورية.
وبادرت عدة جمعيات خيرية جزائرية قبيل الشهر الفضيل إلى نشر إعلانات في الصحف تطلب التبرع لمساعدة المحتاجين وعابري السبيل، ومنهم "الأشقاء السوريون" الذين اضطرتهم ظروف الحرب للمجيئ إلى الجزائر.
لكن كثرة الوافدين السوريين خلقت وضعية جديدة تمثلت في إقدامهم على التسول لطلب لقمة العيش، بحسب ما أوردته جريدة "الشروق" الجزائرية اليوم السبت.
وقد شوهد عدد كبير من السوريين وهم يتسولون بمساجد العاصمة الجزائرية وشوارعها، وحتى في المدن الداخلية، خصوصا وأن السلطات الجزائرية تتساهل معهم في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا، كما حدث مع الليبيين خلال ثورتهم الأخيرة.
وحسب الصحيفة، فقد دخل نحو 25 ألف سوري التراب الوطني منذ اندلاع الثورة السورية حتى يومنا هذا، بينهم من جاءوا رفقة عائلاتهم وأبنائهم وبعضهم أتى بمفرده، ووصلوا حتى إلى ولايات الجنوب والغرب بحثا عن لقمة العيش، وهروبا أيضا من الدمار والحرب على الأراضي السورية.
وكثير من السوريين لم يستطيعوا الاستقرار في بلدهم بعد اندلاع الثورة السورية سيما في المناطق الساخنة على التراب السوري على غرار مدينة حمص المنكوبة. وما زاد من تعداد النازحين السوريين إلى الجزائر سهولة الدخول إليها بدون تأشيرة.
ويواجه حاليا هؤلاء النازحون مشاكل عدة، خاصة بعد انتهاء مدة الإقامة المحددة بثلاثة أشهر، حيث يتحول السوريون إلى مقيمين غير شرعيين مما يجعلهم تحت الملاحقة القضائية، إذ تعرض عدد للمحاكمة والترحيل.
وحيث إن القانون الجزائري لا يسمح بتمديد فترة الإقامة إلا في حالة الحصول على عقود عمل، لهذا وجد الكثير من السوريين أنفسهم في مواجهة أزمات عدة.
وقد دفعت هذه الوضعية غير القانونية الآلاف منهم للإقامة دون وثائق، مما يجعلهم بدون عمل، وبالتالي يضطرهم الأمر إلى القيام بالتسول بحثا عن لقمة العيش.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أبو الضاد سالم السالم وهو ناشط سياسي سوري مقيم بالجزائر للشروق اليومي، إن "ظاهرة نزوح السوريين إلى الجزائر هي في تزايد مستمر، نتيجة للأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في الداخل، وأنه يتمنى من السلطات الجزائرية مساعدة الجالية السورية على الاستقرار مؤقتا إلى غاية انفراج الأزمة السورية، وذلك بواسطة عدد من الحلول من بينها تمديد فترة الإقامة للسوريين أو تغاضي الطرف عن ملاحقتهم القضائية بسبب الظروف الصعبة التي يمرون بها".
وتمنى المتحدث أيضا تقديم مساعدات مادية إغاثية للمحتاجين منهم سيما العائلات التي جاءت إلى الجزائر رفقة أطفال رضع وصغار. وناشد أبو الضاد السلطات الجزائرية بتوفير مناصب شغل مؤقتة تسمح للمواطن السوري المقيم بالجزائر العيش بكرامة وبدون تسول لأنها ليست من عادة الشعب السوري.
وأضاف المتحدث قائلا إن "العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين السوري والجزائري منذ مئات السنين هي التي دفعتنا للمطالبة بتسوية أوضاع السوريين المهجرين من بلدهم سيما ونحن في شهر رمضان، وهو شهر الرحمة والتآخي".
Al Arabiya 21 Jul, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/21/227533.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق