من المرتقب أن يمثل اليوم الثلاثاء أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لعين السبع بالدار البيضاء، مجموعة من المعتقلين المنتمين إلى حركة 20 فبراير على خلفية مشاركتهم في المسيرة التي نظمتها تنسيقية الدار البيضاء الأحد الماضي بحي البرنوصي بذات المدينة، على إثر تدخل أمني كان مفرطا في القوة حسب بعض المنظمات الحقوقية.
في هذا السياق أصدرت كل من الشبكة الجهوية للتضامن وحقوق الإسان بالدار البيضاء الكبرى والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع البرنوصي وتنسيقية سجناء الرأي والحقوق الأساسية بسجن عكاشة، بيانا توصلت "العربية.نت" إلى نسخة منه، أعربت من خلاله عن قلقها الكبير واستنكارها البالغ للتدخل الأمني في حق المشاركين في مسيرة الأحد 22 يوليوز/تموز.
البيان وصف تدخل قوات الأمن بالهمجي، مشيرا إلى أنه وطبقا للأعراف والدساتير والمواثيق الدولية، فإن هذه القوات كان يفترض فيها تبعا للبيان، حماية المواطن وإتاحة المجال أمامه وأمام قواه الحية من أجل التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، غير أن العكس هو الذي حصل، في إشارة إلى ما وصفوه بالتدخل المفرط والانتقام من المناضلين والتنكيل بهم.
ويقول البيان إنه تمت مهاجمة المسيرة والاعتداء على منظميها دون سابق إنذار، كما ينص على ذلك القانون، مع إشارته إلى احتجاز الدراجة النارية ومكبرات الصوت التي كان يستعملها المنظمون في ترديد الشعارات.
نور الدين الرياضي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في تصريح لـ "العربية.نت" اعتبر ما تعرض ويتعرض له نشطاء حركة 20 فبراير ومناضلي القوى السياسية المنخرطة في الحراك، هو ترجمة فورية لما جاء على لسان عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية من أن عصر الاحتجاج في المغرب قد انتهى.
وقال إن المغرب يشهد تراجعا خطيرا في مجال الحريات العامة، والتي تذكر المغاربة تبعا له، بسنوات الرصاص، والمتمثلة حسبه في الضرب الهمجي للمعتقلين أثناء وبعد الاعتقال، ووضع الضمادات على عيونهم، ومنع الصحفيين وتهديدهم من القيام بواجبهم، مستعرضا ما تعرض له في هذا الشأن إبراهيم كرو عن موقع "الحدث الآن"، وتهديد البعض على مرآى ومسمع من الناس بالإجهاز على حياتهم، حالة المعتقل عبدالله كولاصو...
وتبعا لنشطاء حركة 20 فبراير، فإن مسيرة الأحد عرفت تدخلا أمنيا حادا في العديد من المناطق وخاصة الدارالبيضاء والجديدة، كما صدرت أحكام وصفتها المنظمات الحقوقية بالقاسية في حق مجموعة من نشطاء الحركة وفعاليات سياسية تنتمي إلى كل من حزب الطليعة واليسار الاشتراكي الموحد بمجموعة من المدن كالعرائش والدارالبيضاء وبني ملال وأزيلال وغيرها، وفي هذا السياق أجلت المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء يوم أمس الجلسة الاستئنافية لمحاكمة مغني الراب وناشط حركة 20 فبراير معاذ الحاقد إلى أجل لاحق، وكان هذا الأخير مؤازرا بعدد من المحامين والهيئات الحقوقية.
يذكر أن حركة 20 فبراير طالبت من خلال شعاراتها في مسيرة الأحد، في كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة والجديدة ووجدة وبني ملال بإصلاحات حقيقية. وردد المحتجون شعارات قوية من قبيل "يامغربي احتج احتج.. يكفيك أن تتفرج"، و"بنكيران يا صهيون فلسطين في العيون"، وذلك ردا على استضافة المؤتمر الأخير لحزب "العدالة والتنمية" شخصية إسرائيلية أثارت ضجة اضطر الحزب معها بعد تردد وارتباك إلى إعلان اعتذار يوم أمس.
الاعتذار، عبر عنه عبد الله بها رئيس اللجنة التحضيرية ورئيس المؤتمر في بيان نشر على موقع الحزب، وأكد من خلاله أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر لم تقصد التطبيع مع الكيان الصهيوني بدعوة أوفير برونشتاين، رئيس المنتدى العالمي للسلام بفرنسا.
وكان موضوع دعوة أوفير برونشتاين، رئيس المنتدى العالمي للسلام بفرنسا.
والمستشار السابق لبنيامين بن إليعاز، إلى مؤتمر الحزب المذكور قد أثار الكثير من الجدل، خاصة أن الشخصية المذكورة كانت موضوع انتقاد من طرف الحزب على صفحات جريدته حين استضافته من قبل معهد "أماديوس" بالمغرب، والتي هي موضوع دعوة قضائية جارية كان يدافع فيها مصطفى الرميد وزير العدل باسم لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني.
من جهتها أقرت حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي للعدالة والتنمية بحضور المسؤول الإسرائيلي، معتبرة ذلك اختراقا صهيونيا كان يجب الانتباه إليه.
Al Arabiya 24 Jul, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/24/228068.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق