يزور تونس في القريب المنظور، السيد دانيال بن يمين، منسق ملف مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية. وفي البرنامج لقاءات مكثفة مع وزراء العدل والداخلية والخارجية في الحكومة التونسية.
وعلمت "العربية.نت" من مصادر حكومية مطلعة، أن الزيارة تهدف إلى اقتراح "إنجاز أكاديمية في مجال العدالة والأمن المدني يكون مقرها بتونس"، وذلك في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تقوده واشنطن.
وتم الإعلان عن بعث هذا المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بنيويورك في سبتمبر 2011 على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويضم الى حد الآن 30 دولة مؤسسة.
وحسب المعلومات المتوفرة عن الموضوع، فإنه من المنتظر أن تكون هذه الأكاديمية الأولى من نوعها في العالم"، وأن تشكل آلية لدعم مجهودات المجتمع الدولي في حربه ضد الإرهاب. عبر إشراك المدنيين في وضع تصورات وبرامج للتعاون ولتنمية القدرات في مكافحة الإرهاب.
كما أنه من المتوقع أن تختص هذه الأكاديمية في تكوين قوات الشرطة وموظفي السجون والمدعين العامين ونواب البرلمان من مختلف دول العالم.
قبول أمريكي لإسلاميي تونس
وفي حال قبول الحكومة التونسية بالمقترح الأمريكي، فإن الخارجية الأمريكية ستعلن عنه بصفة رسمية في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي ستحتضنه اسطنبول شهر يونيو القادم.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" قال الخبير في الجماعات الإسلامية صلاح الدين الجورشي، الذي عاد منذ أيام من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت له لقاءات مع مسؤولين وباحثين أمريكيين، بأن "ثقة الأمريكيين في التجربة التونسية، بزعامة الإسلاميين كبيرة، وهم يرون بأن تونس قادرة على أن تتجاوز المخاطر، وأنها تشكل استراتيجيا مثالا يحتذى لمختلف الثورات العربية".
وأضاف بأنهم يرون "أن النهضة أكثر طرف إسلامي يمكن التحاور معه". وأن الجانب الأمريكي يولي عناية كبرى لما يجري في المنطقة، وليس من مصلحته انهيار الدولة في تونس، على غرار ما هو موجود في ليبيا.
ويشدد الجورشي على "أهمية العلاقات الخارجية في إنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس"، وأنه "لا يمكن لأية دبلوماسية عاقلة أن تقفز على أهمية العلاقة مع أمريكا".
المصالح قبل الإيديولوجيا
ويرى الكثير من المحللين أن الغرب وخاصة أمريكا، يسعى إلى احتواء التيار الإسلامي وخاصة المعتدل منه، واستبعاد فرضية إقصائه أو التخويف به، مثلما ساد في السابق.
وهو ما عبرت عنه صراحة هيلاري كلينتون مؤخرا حين "أكدت على استعداد واشنطن للتعامل مع إسلاميين في الحكم".
وفي هذا السياق سبق وأن صرح راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات "أنه تلقى إشارات إيجابية من مسؤولين غربيين ترحب بإمكانية فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي وتعهد بإقامة علاقات جيدة ومتميزة مع الدول الغربية لا سيما أوروبا وأمريكا".
ورأى الغنوشي أن مصلحة الغرب هي الاستقرار في تونس، وأنه لم يبق طريق للاستقرار غير التحول الديمقراطي، وتعهد بإقامة علاقات اقتصادية مميزة مع الغرب، وقال "سنثبت العلاقات مع شركائنا التقليديين مثل أوروبا، بل سنسعى إلى تحسينها حتى الوصول الى مرتبة شريك مميز، لكننا أيضا سنحاول تنويع شراكتنا في اتجاه الانفتاح على أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا وخصوصا الأسواق العربية".
Al Arabiya 24 May, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/05/24/216261.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق