سقط عشرات بين قتيل وجريح اليوم في مظاهرات دامية شهدتها مدينة درعابجنوب سوريا بعد صلاة الجمعة، وذلك في وقت خرجت فيه مظاهرات تنادي بالحرية في عدد من المدن السورية.
وقال شهود عيان إن أكثر من عشرين متظاهرا قتلوا بنيران قوات الأمن في مدينة درعا، في حين ذكرت وكالة الأسوشيتد برس أن 16 من المتظاهرين قتلوا في درعا، وذهبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى سقوط 22 قتيلا هناك.
ومن جهته، قال التلفزيون السوري إن تسعة عشر من أفراد قوات الأمن قتلوا برصاص جماعات مسلحة في درعا.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن ثمانية أشخاص قتلوا في احتجاجات اليوم، ستة في جنوب مدينة درعا واثنان في حمص، دون أن تستبعد ارتفاع عدد الضحايا وفقا للتقارير الواردة من نشطاء حقوق الإنسان في البلاد.
وأفادت المنظمة أن 171 شخصا على الأقل يعتقد أنهم قتلوا في الأسابيع الثلاثة من الاضطرابات التي تشهدها سوريا، وذلك بعد مقتل ثمانية على الأقل خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدن سورية اليوم الجمعة.
وتحدث شهود عيان عن عدد كبير من المصابين في درعا، تراوح بين 75 و132 حسب الروايات، كما أفاد آخرون أن عدد المصابين خلال الاشتباكات في مدينة حمص قد ارتفع إلى أكثر من أربعين.
مظاهرات بعد صلاة الجمعة في معظم المدن السورية (الجزيرة) |
وكانت مظاهرات قد خرجت في عدد من المدن تنادي بالحرية عقب صلاة الجمعة -حسب شهود عيان- من بينها مدن حمص ودرعا وداريا ودوما والمعضمية ومنطقة الصلَيْبة في اللاذقية وبانياس ودير الزور. كما شهدت مدن القامشلي والدرباسية وعامودا بشمال شرقي سوريا مظاهرات مماثلة.
وقال شاهد عيان للجزيرة إن رجال الأمن انتشروا قبل صلاة الجمعة في درعا، وإنهم حضروا بأعداد كبيرة عند المنطقة الفاصلة بين درعا البلد ودرعا المحطة، وإنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية ويحملون أسلحة.
وقال إن الأمن أطلق النار على المتظاهرين عندما حاولوا العبور إلى درعا المحطة، وإنه شاهد العديد من الإصابات.
وقالت أسوشيتد برس إن شهود عيان تحدثوا عن ما يزيد على مائة من المصابين، رغم أن المتظاهرين كانوا ينادون "سلمية سلمية".
وقالت رويترز إن آلاف الشباب تظاهروا في مدينة القامشلي، ورفعوا شعارات تقول "لا أكراد. لا عرب. الشعب السوري واحد. نحن نحيي شهداء درعا".
من جهتها، نقلت وكالة رويتز عن شهود عيان أن قوات الأمن قامت بتفريق مظاهرات نظمها حوالي ألفي شخص في حماة، كما نشرت على مواقع الإنترنت صور لآلاف المتظاهرين في المعضمية في دمشق.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم أيضا إن طلقات نارية سمعت في حَرَسْتا إحدى ضواحي العاصمة دمشق أثناء خروج مظاهرة في المنطقة.
مظاهرات عقب صلاة الجمعة في معظم المدن السورية (الجزيرة) |
كما بث موقع الشام الإخباري المعارض صورا لآلاف المتظاهرين في مدينة بانياس الساحلية في سوريا، وقال شهود عيان إن المظاهرة تفرقت بدون حدوث مشاكل.
وكذلك نشرت على مواقع الإنترنت صور متظاهرين خرجوا بعد صلاة الجمعة في مدينة اللاذقية وهتفوا بشعارات تنادي بالحرية في سوريا.
ونشرت صور أخرى على الإنترنت لمتظاهرين خرجوا في مدينة طرطوس الساحلية تضامنا مع أهالي درعا ولتبني مطالبهم.
كما بثت على مواقع الإنترنت صور متظاهرين وهم ينادون بالحرية وشددوا على أهمية الوحدة الوطنية في مدينة عَرْبين في ريف دمشق، وأخرى لمتظاهرين في مدينة التل في ريف دمشق كذلك.
كما نشرت على مواقع الإنترنت أيضا صور متظاهرين خرجوا إلى الشوارع بعد أداء صلاة الجمعة في داريّا في ريف دمشق.
وكان شهود عيان قد ذكروا أن مظاهرات خرجت عقب صلاة الجمعة في عدد من المدن تنادي بالحرية في مدن حمص ودرعا وداريا ودوما والمعضمية ومنطقة الصليبة في اللاذقية وبانياس ودير الزور. كما شهدت مدن القامشلي والدرباسية وعامودا بشمال شرقي سوريا مظاهرات مماثلة.
جماعات مسلحة
من جهة أخرى، قال التلفزيون السوري إن تسعة عشر من أفراد قوات الأمن قتلوا برصاص جماعات مسلحة في درعا.
وقال إن المسلحين كانوا يطلقون الرصاص على المحتجين وعلى قوات الأمن وحتى على الكاميرا التي كانت تصور الأحداث.
وخلص المذيع إلى أن تلك المشاهد تظهر بوضوح أن هناك من يريد شرا بسوريا على حد قوله.
وأكد رئيس تحرير جريدة الثورة علي القاسم للجزيرة أن مجموعات قامت بإطلاق النار على الجيش والمتظاهرين، مضيفا أن هناك من أشاع وجود إطلاق النار حتى قبل حدوثه.
شعب واحد
وكان ناشطون على الإنترنت قد دعوا إلى التظاهر في هذا اليوم الذي سموه "جمعة الصمود".
وتأتي هذا المظاهرات بعد يوم من إصدار الرئيس بشار الأسد مرسومين منح بموجب الأول منهما الجنسية السورية لأكراد مسجلين على سجلات الأجانب بمحافظة الحسكة، وأقال بموجب الثاني محافظ حمص.
وكان الأسد قد قرر قبل أيام تشكيل ثلاث لجان، الأولى لإعداد قانون لمكافحة الإرهاب، والثانية للتحقيق بمقتل محتجين بدرعا واللاذقية، والثالثة لحل مشكلة الجنسية لأكراد سوريا، وذلك في مواجهة موجة احتجاجات تطالب بالإصلاح والمزيد من الحريات.
--
Source: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/284EBC51-D009-473A-A8FA-724A0293B02C.htm
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق