ازداد الصراع على السلطة اشتعالا بين الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، والمرشد الأعلى، آية الله على خامنئى، على خلفية توتر العلاقة بين الرجلين بشكل غير مسبوق بسبب وزير الاستخبارات حيدر مصلحى.
يرى بعض المحللين أن نجاد يحارب من أجل أن يسيطر مؤيدوه من "الجناح المحافظ" وخاصة صهره ونائبه ورئيس مكتبه إسفنديار رحيم مشائى على الانتخابات البرلمانية المقبلة، تلك الشخصية التى أجمع المحللون على أنها لديها دورا كبيرا فى الخلافات بين المرشد ونجاد.
ولم تتوقف الصراعات الدائرة فى أرض الملالى فقط عند حد تهديد المرشد باستجواب نجاد وسلب صلاحياته وعزله من منصبه، فقد امتدت لتهديده علنياً وانتقاده على منابر المساجد وحتى التدخل فى أموره الشخصية. ووصل الأمر إلى أن أحد رجال الدين البارزين وإمام أحد المساجد أكد أن أحد الوزراء قال له " أن الولى الفقيه إذا أصدر حكم طلاق زوجة نجاد فإنها ستصبح محرمة عليه"، وهى تعتبر المرة الأولى التى يتدخل فيها خطباء المساجد فى الحياة الشخصية لنجاد وفقاً لما ذكره موقع جنبش راه سبز.
ونقلت إذاعة الغد الأمريكية الناطقة بالفارسية أن الصراعات الدائرة فى إيران بدأت منذ شهر أبريل الماضى عندما علم نجاد أن مكاتب نائبه إسفنديار رحيم مشائى تحت المراقبة من قبل وزارة المخابرات وبأمر من وزير المخابرات حيدر مصلحى، مما أثار غضبه فقرر إقالة الأخير، حماية منه لصهره، ذلك الرجل الذى يعده نجاد لخوض الانتخابات البرلمانية رغم معارضة المرشد ذلك.
واستبعدت الإذاعة فى تقريرها المنقول عن مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن يستقيل نجاد من منصبه لأنه لا يزال يحظى بوجود حلفاء وأنصار فى البرلمان يمكن أن يجبروا منافسيه على التراجع، فضلا عن أن هناك قطاع كبير من القيادات الدينية وقيادات الحرس الثورى وجزء كبير من قوات الباسيج ورجال الدين يقفون ورائه تأييدا له. لذا أمام هذا الدعم لم يتشكل بعد ائتلاف أو إتحاد مناهض له.
ورغم ذلك، رأت المجلة أن الرئيس الإيرانى من الآن فصاعداً لن يعتمد على دعم المرشد الأعلى الذى تمتع به طوال الـ 6 سنوات الماضية.
وصرحت المجلة أن أحمدى نجاد والجناح المؤيد له يستعدان لخوض الانتخابات البرلمانية التى ستجرى العام القادم، لان هذه الانتخابات يمكن أن تهيئ المجال للجناح المحافظ للمشاركة فى انتخابات الرئاسة عام 2013.
وذكرت المجلة أنه من المفترض ألا يتدخل المرشد فى تفاصيل الخلافات بين الأفراد والمؤسسات الحكومية، لكن على ما يبدو تغيرت الأوضاع كثيرا وتحول المرشد إلى منافس على السلطة.
ورأى المحلل السياسى الإيرانى أميد بارسا نجاد فى تحليل له نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية الـ BBC الناطقة بالفارسية، أن الرئيس أحمدى نجاد من خلال الصراعات الأخيرة يرى أن مصلحى وزير المخابرات من زمرة الأشخاص التى تريد أن تمنع مؤيدى نجاد من السيطرة على البرلمان، لذلك قرر إقالته وتولى هو بنفسه رئاسة المخابرات كى يمهد الطريق لأنصاره للفوز فى الانتخابات المقبلة، لكن المرشد والمقربين منه عارضوا هذا التغيير علنياً ربما السبب هو خوف المرشد أن يقع البرلمان فى أيد حلفاء نجاد لأنها ستكون مقدمة لفوزهم فى الانتخابات الرئاسية.
وذكر أن هناك طريقة للمرشد يتعامل بها مع الرئيس وهو السلطة التنفيذية فى إيران، وهى كبت أو إحتواء القوة السياسية للرؤساء كى لا يتمكنوا من الاستقلال بعيداً عنه، وأن هذا ما فعله مع هاشمى رفسنجانى الرئيس الأسبق وأدى إلى فشل برنامجه للإصلاح الإقتصادى ومع خاتمى الرئيس السابق وأدى وفشل مشروعه فى الإصلاحات السياسية.
والآن وقد جاء الدور على نجاد فأمامه 3 خيارات، إما أن يبقى ويتحول لأسد جسور ويوجه جل إهتمامه لإنهاء فترة ولايته، أو أن يبقى ويقاوم المرشد، أو أن يستقيل ويواجه النتائج غير المتوقعة من جراء ذلك.
ويقول منتقدين نجاد أن المقربين منه يدعون مؤيديه أن يخرجوا للشوارع، وذكر موقع عماريون المتشدد أن مؤيدى مشائى يعتزمون الخروج للشوارع اليوم السبت فى تجمعات لإثارة حالة من الفوضى.
ويحذره بعض المنتقدين من مصير أبو الحسن بنى الصدر ويقولون له ألا ينخدع فى كثرة مؤيديه لأن شعبيته مرتبطة فقط بدعم المرشد له.
وبعض المحللين يتحدثون عن نفوذ نجاد فى قطاعات الحرس الثورى وعن احتمالية قيامه هو أو المقربين منه بانقلاب على المرشد، لكن انتقاد قيادات الحرس الثورى له تقلل من هذا الاحتمال.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=407032
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق