تحدث شادى حميد، المحلل السياسى فى مقاله بمجلة فورين بوليسى، عن فرص جماعة الإخوان المسلمين فى الفوز بالانتخابات البرلمانية القادمة، وقال إنه على الرغم من تقليل بعض المحللين من احتمالات فوز "الإخوان" بأغلبية، مستندين إلى نتائج استطلاعات الرأى التى تشير إلى تراوح فرص الإخوان بين 15 و30%، إلا أن الانتخابات فى مصر ليست تنافسًا شعبيًا، فوفقًا لما تكشف عنه الحملات المبكرة يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين ستقدم أفضل مما هو متوقع.
وأوضح مدير الأبحاث بمعهد بروكينجز أنه فى ظل بيئة تشهد أحزابًا جديدة بحاجة لتقديم نفسها للمصوتين عبر البلاد، فإن التنظيم والاستراتيجية هما الفيصل، وليس الشعبية العالية، وهو ما تتمتع به "الجماعة" بالنظر إلى خبرتها التى ترجع لثلاثة عقود من خوض مختلف الانتخابات فى البلاد.
وأضاف "حميد" أن الجماعة تتمتع بنوع من الانضباط التنظيمى، الذى تحلم به الأحزاب المتنافسة. وهذا، وفق "حامد"، يتعمق فى جذور الجماعة، فكل عضو بها يوقع على الانضمام إلى منهج تعليمى صارم، ويكون جزءا من مجموعة أصغر، "الأسرة" تلتقى أسبوعيا، والجميع يعلم تحركات بعضهم البعض، مضيفًا أن فى كل نقطة اقتراع هناك منسق للإخوان يقوم بعد الأصوات، وعريف يقدر الأصوات على مدار اليوم، إذ أنه يراقب من يأتى ويذهب ويحسب الأرقام.
وأكد "حمدى" أنه كما أشارت دافنى ماكوردى فى تقرير "بوميد" حول تونس فإن حزب النهضة الإسلامى هو الوحيد الذى كانت له تغطية فى كل أنحاء البلاد مع استراتيجيات مخصصة لكل دائرة، بما فيها المناطق الريفية، وبالنسبة للإخوان المسلمين فى مصر فإنهم يتمعتون بأفضلية أخرى، فمع وجود 88 نائبًا لهم فى البرلمان السابق كانت الجماعة قادرة على توفير مجموعة واسعة من الخدمات على المستوى المحلى، وبناء علاقات أقوى مع الناخبين.
ويرى "حميد" أن حزب الوفد، وبقايا الحزب الوطنى الديمقراطى، فى وضع جيد للحصول على حصة كبيرة من الأصوات، هذا بالإضافة إلى الكتلة المصرية والثورة مستمرة، إذ تتمتع هذه الأطراف جميعًا بتمويل كبير وشبكات رعاية.
ويقلل "حميد" من فرص الأحزاب الليبرالية الصغيرة الناشئة حديثًا، فإلى جانب افتقارها القدرة على تشكيل أيديولوجية وبرامج واضحة، وهو فشل كبير فى دولة تحمل فيها الليبرالية معنى سلبيًا، تثير هذه الأحزاب مخاوف المجتمع المتدين من تجنيب الدين. وهو ما يدفع الأحزاب اليسارية والليبرالية إلى التركيز بشكل كبير على المشكلات الاقتصادية فى مصر.
ومع ذلك يرى الكاتب تفوقًا ملحوظا للإخوان فى هذا الأمر، فلقد استطاعوا تصوير أنفسهم بأنهم صوت الفقراء برغم أن برنامجهم الاقتصادى مصمم من أجل المستثمرين الأجانب والاقتصاد الحر. ويؤكد أنه إذا كان أداء الإخوان دون ما أملوا به فإن البديل للإسلاميين المعتدلين يمكن أن يكون الإسلاميين الأقل اعتدالاً.
ويذكر الكاتب أن مسؤولاً بالإخوان كان قد أبلغه أن السلفيين يفوقونهم عددًا بنسبة 1 إلى 5، ومع ذلك فإنه يؤكد أن السلفيين "أغرار" فى المجال السياسى وليست لديهم خبرة عملية فى تسيير الحملات الانتخابية. ومع ذلك فإن ادعاءات الكثيرين بأن السلفيين بعيدون عن التيار السياسى الرئيسى ربما تكون مجرد تمنيات. لا سيما أن 82 % ممن شملهم استطلاع أجرى عام 2010 أيدوا رجم الزناة، و77 % أيدوا قطع يد السارق.
ويختم الكاتب مقاله مشيرًا إلى أن الانتخابات عملية لا تتعلق بالأفكار بقدر تعلقها بالناخبين أنفسهم، ومن هذا الجانب فإن الانتخابات المصرية مثل الأمريكية، بما يعنى أن الطيبين أيًا كانوا ليسوا هم الذين يفوزون دائمًا.
وعموما إذا ما حقق الإسلاميون نتائج كبيرة، تتجاوز الـ 50%، فإن انتشار الخوف والقلق فى الأوساط الغربية سيكون كبيرًا. وعلى الجانب الآخر فإن المقياس الأهم لعملية الانتقال المضطربة فى مصر ليس الفائز، وإنما قدرة المصريين على اختيار ممثليهم دون تخويف أو تدخل.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=527843
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق