شكّلت بداية شهر رمضان مناسبة للفرقاء السياسيين في موريتانيا لتجديد مواقفهم من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، خصوصاً بعد انتهاء مأمورية المجالس المنتخبة وارتفاع شعبية المعارضة وتواصل الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام.
وزادت التصريحات والمواقف المعلنة في خطابات التهنئة بمناسبة شهر رمضان من حدة الاحتقان السياسي في البلاد، رغم أن البعض كان يعوّل عليها لتسهم في تنفيس حالة الاحتقان السياسي والأمني التي تعيشها البلاد على خلفية تبعات الأزمة السياسية المتفاقمة بين المعارضة والنظام الحاكم.
ودعا من جهته، الرئيس محمد ولد عبدالعزيز الموريتانيين إلى استلهام معاني شهر رمضان المبارك والتخلق بما يرقى إليه من قيم الصدق والرحمة والتسامح والمحبة.
وأوضح ولد عبدالعزيز، في خطاب ألقاه بمناسبة حلول شهر رمضان، أن استلهام تلك المعاني "يجعلنا نتحلى بصفات المؤمن الصادق مع ربه المخلص لوطنه وأمته".
وأضاف أن ما وصفها بمسؤولية البناء الوطني وإصلاح الأمة "تقع على الجميع"، مطالبا بأن "نشمّر عن سواعدنا حتى تسود الفضيلة"؛ بحسب تعبيره.
أما تنسيقية أحزاب المعارضة فقالت إن موريتانيا تعيش أجواء شهر رمضان الكريم "وهي ترزح تحت وطأة الانسداد والمعاناة جراء الارتفاع الجنوني للأسعار، وممارسات نظام مستبد لا يعير أي اهتمام لمعاناة مواطنيه".
واعتبرت أن خطاب الرئيس محمد ولد عبدالعزيز تجاهل بشكل متعمّد المعاناة التي يعيشها المواطنون، وأضافت في خطاب التهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان أن ولد عبدالعزيز هو رئيس نظام مستبد ولا يعير اهتماماً لمعاناة المواطنين.
وأوضحت المعارضة أن تجاهل محمد ولد عبدالعزيز المتعمد لهذه المعاناة في خطابه الموجّه بالمناسبة، "خير دليل على الاستخفاف بمشاعر المواطنين".
وتمنّت تنسيقية المعارضة عودة شهر رمضان على الجميع "بخروج موريتانيا من أغلال الظلم والاستبداد، إلى فضاء الحرية والعيش الكريم".
وقال صالح ولد حننا، الرئيس الدوري لتنسيقية المعارضة، إن "النظام لا يأبه لمواطنيه ولا يقدر أرواحهم ولا يحافظ على ممتلكاتهم، عليكم فعلاً أن تطالبوا برحيله لأنه لم يعد له مبرر للبقاء".
وأضاف أن النظام الحاكم في نواكشوط جسّد مسألتين أساسيتين لا تقدر أن تقوم معهما دولة، جسّد الطغيان والاستبداد والممارسات اليومية في قمعه لجميع مواطنيه، وجسّد الفساد من خلال الصفقات التي أجرى في جميع المجالات".
وأكد المتحدث أن "تنسيقية المعارضة ماضية في هذا النضال السلمي الهادف إلى إسقاط نظام محمد ولد عبدالعزيز".
وفي سياق متصل، كشف استطلاع للرأي أن 45% من الموريتانيين يعارضون الإطاحة بالرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز، في مقابل 35% يرون ضرورة إسقاط نظام ولد عبدالعزيز.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستيراتيجية أن 65% من الموريتانيين يرفضون تدخل الجيش الموريتاني في عمليات عسكرية خارج الحدود الموريتانية في مقابل 32% يساندون تلك العمليات.
واختار 40% من المشاركين في الاستطلاع الوقوف على الحياد ورفض طرحي المعارضة والنظام، فيما ساند 29% مواقف المعارضة، في مقابل 26% لصالح النظام.
ويظهر الاستطلاع أن 33% من الموريتانيين يشعرون بأن ظروفهم المعيشية تسير نحو الأسوأ، فيما عبّر 56 % عن عدم رضاهم عن الوضع الاقتصادي للبلد في مقابل 16% قالوا إنهم راضون جداً عن الوضع الاقتصادي في موريتانيا.
Al Arabiya 22 Jul, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/22/227714.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق