من المنتظر أن يتوجه خلال أيام وزير الخارجية المغربى، الطيب الفاسى الفهرى، على رأس وفد مغربى صوب العاصمة السعودية الرياض من أجل "مناقشة الدعوة" التى وجهت للرباط من مجلس التعاون الخليجى للانضمام إليه.
ووفقا لجريدة "القدس العربى" فإن الفاسى سيحمل معه للرياض "ملفا متكاملا حول التصور المغربى لتعاون شامل فى مختلف الميادين بين المغرب ودول الخليج دون أن يرقى هذا التعاون إلى الانضمام الكامل".. ولم يعرف لحد الآن كيفية إعداد هذا "الملف المتكامل" رغما عن الحديث المثار بشأن "الوقع الفجائى للدعوة".
كما أشارت القدس إلى أن مصادر دبلوماسية مغربية استبعدت أن يكون دافع "دعوة الانضمام" مستهدفا لمشاركة المغرب فى حرب قريبة مع إيران.
وكان خالد الناصرى، وزير الاتصال الناطق الرسمى باسم الحكومة، أكد فى تصريحات صحفية عقب اجتماع مجلس الوزراء المغربى، أول أمس الأربعاء، بالرباط، إن"المغرب ملتزم ببناء اتحاد المغرب العربي، ولا تعارض فى ذلك مع دخوله إلى تكتل دول مجلس التعاون الخليجى"، مشيرا إلى أن دعوة انضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجى "لا تشكل أى نوع من التناقض مع الالتزامات الدولية المغربية، والتى تضع هدف نجاح تكتل دول المغرب العربى من أولى الأولويات"، مع تأكيده على أن المغرب "يولى اهتماما كبيرا للدعوة الأخوية الطيبة، التى تلقاها من مجلس التعاون الخليجى للانضمام إليه".
وأعلن الناصرى أن المغرب سيتعامل إيجابيا مع الدعوة الخليجية وسيباشر، فى أقرب وقت ممكن، مناقشة جميع الجوانب "التى من شأنها أن ترقى إلى أعلى مدارج التعاون الأمثل، الذى يخدم المصلحة المشتركة لبلدان مجلس التعاون الخليجى وللمغرب، وللقضايا العربية والإسلامية العادلة". وتوقع الناصرى أن تسفر المناقشات الثنائية بين المغرب ودول مجلس التعاون، عن أنجع السبل للرقى بالتعاون المتعدد الأشكال بين المغرب وهذه الدول.
وأضاف أن انضمام المغرب إلى أى فضاء إقليمى أو دولى أمر مطلوب وطبيعي، نظرا للقيمة المضافة، التى يمكن أن يقدمها للقضايا العادلة، وأنه، بحكم موقعه الاستراتيجي، يسجل عضويته فى العديد من التكتلات، إذ هو عضو فى اتحاد المغرب العربي، وفى جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والفضاء الأورو متوسطى، ولديه وضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي، وعضو فى حركة عدم الانحياز.
فى المقابل رفض البعض فكرة انضمام المغرب لمجلس التعاون الخليجى حيث هاجم اللواء جمال مظلوم، مستشار مركز الخليج للدراسات فى حديث له مع جريدة الفجر الجزائرية، انضمام المغرب للمجلس ،معتبرا أن قادة دول الخليج لم يدرسوا القرار واستعجلوا توجيه دعوة إلى دولة بعيدة كل البعد عن أن تكون مؤهلة للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجى، وقال جمال مظلوم: "لم تكن هناك دراسة أو إستراتيجية منذ البداية".
وقال مظلوم إن القرار المفاجئ وغير المدروس من شأنه وضع مستقبل مجلس التعاون قاب قوسين أو أدنى من الانهيار"، لافتا إلى أن ضم دول بعيدة كل البعد عن طبيعة وخصوصية منطقة الخليج من شأنه إضاعة المجلس فى متاهات كبيرة، ومؤكدا أن المجلس كانت له سوابق فاشلة فى هذا الشأن كادت تطيح به.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=412416
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق