بلطجة وتحرش وخناقات وشيعة وأشقياء صغار وازدحام وشلل مرورى والرقص على الدجى ودعاية حزبية، كل ذلك تراه فى احتفالات المصريين بمولد السيدة زينب أمس الأول بعد ثورة 25 يناير، شهدت الليلة الختامية للمولد انتشار البلطجية وحضورا على استحياء من جانب الشرطة وقوات الدفاع المدنى، وانتشر البلطجية بشكل كبير فى منطقة السيدة زينب وفرضوا الإتاوات على الباعة الجائلين المفترشين للأرصفة، وذلك من أجل حمايتهم بمنطق "يا الدفع يا الطرد".
بالطبع شهد المولد، والذى يحتفل به المصريون كفلور شعبى، حالات عديدة من التحرش الجنسى، رأيناها بأعيينا ولكننا لم نستطع التقاطها خوفا من البلطجية، وشهد المولد ما يطلق عليهم الأشقياء الصغار فتراهم ينطلقون فى مجموعات ويصرخون بأصوات عالية تفزع رواد المولد، ويقومون بفعل حركات تكون أحيانا خادشة للحياء ويتلفظون بأبشع الألفاظ أثناء تحركاتهم، مما يؤدى إلى أنك ترى منظرا تشمئز منه.
وبالطبع المولد هذا العام لم يكن كثائر الموالد فى النظام البائد، حيث أغلقت الطرقات ذهابا وإيابا بانتشار المراجيح والألعاب وسط الطرقات، كما قام شباب السيدة بنصب الدجى والرقص بما يسمى النيجر وترديدهم "اللى يحب ربنا يرقص على الدجى"، ولم يفوت حزب "المصريين الأحرار" الفرصة، واستغل المولد كعادته فى جميع الموالد السابقة وقام بنصب خدمة كبيرة بجوار قسم السيدة زينب الذى أحرق أيام جمعة الغضب، كما قاموا بتعليق لافتات كبرى بالميدان يهنئون فيها مشايخ الطرق الصوفية وأهالى السيدة زينب بمولد السيدة زينب رضى الله عنها.
ولأول مرة يعلن الشيعة فى مصر احتفالاتهم رسميا بالمولد عن طريق حركة آل البيت التى يتزعمها محمد الدرينى الناشط الشيعى والطاهر الهاشمى المتحدث الرسمى للحركة، حيث أقاموا نصبا أمام مسجد السيدة زينب، جبهة الإصلاح الصوفى بزعامة علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، أعلنت فى وقت سابق عن تنظيم مليونية خلال المولد للتأكيد على مطالبهم بحل المجلس الأعلى للطرق الصوفية والانضمام إلى حملة الدستور أولا، مشايخ الجبهة لم يستطيعوا تجميع 50 فردا من مريديهم بل لم يحضر من مشايخ الجبهة سوى ثلاثة فقط هم علاء الدين ماضى أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، محمد عبد الخالق الشبراوى شيخ الطريقة الشبرواية، مصطفى الهاشمى شيخ الطريقة الهاشمية، بل قاموا بالوقوف داخل السياج الخاص بحركة آل البيت الشيعية فى انتظار المليونية التى أثبتت عمليا ضعف الجبهة ضد جبهة عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
الناشط الشيعى محمد الدرينى ورئيس مجلس آل البيت قال إنه يرجح أن الأمن قد مارس على مشايخ الصوفية بعض الضغوط لمنع تنظيم المليونية نظرا للانفلات الأمنى الذى تشهده التى كان سيشارك فيها أتباع الصوفية وعدد من الشيعة أتباع مجلس آل البيت، قد مورس عليها بعض الضغوط من قبل الأمن لمنعهم من تنظيم المليونية.
وأكد أبو العزائم خلال الاحتفال أن مشايخ جبهة الإصلاح الصوفى يرفضون أن يظل أعضاء الحزب الوطنى فى قيادة المسيرة الصوفية، وأنهم مستمرون فى اعتصامهم حتى يتم إسقاط شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادى القصبى وأعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وأشار أبو العزائم إلى أن مولد السيدة زينب شهد نهاية النظام الذى منع الاحتفال بها بحجة أنفلونزا الخنازير.
من جانبه، قال الطاهر الهاشمى، المتحدث باسم قوى آل البيت، الأمين العام للطريقة الهاشمية المدنية، إن احتفالات الشيعة بمصر لا تختلف عن احتفالات أهل السنة والجماعة بموالد آل البيت، نافيا وجود طقوس خاصة بهم داخل الاحتفالات.
وأضاف أن عائلات وقبائل الشيعة فى مصر كانت تحتفل بموالد آل البيت، وعلى رأسها مولد الإمام المهدى (محمد بن الحسن العسكرى) داخل منازلهم بسبب الاضطهاد الممارس عليهم فى عهد النظام السابق.
وعن أعداد الشيعة فى مصر، قال الهاشمى، إن الإحصائيات الأمريكية تؤكد أن مصر بها مليون شيعى مصرى، ولكن الشيعة فى مصر بالملايين.
الشيخ عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أكد فى كلمته بمناسبة المولد أن أهل التصوف هم أهل سنة، ويحبون آل البيت ويحبون صحابة النبى ويرفضون تماما التعدى على زوجات النبى والصحابة، ويستمدون منهم كل القيم الأخلاقية والروحية التى تحدث توازنا فى المجتمع، ولن يكونوا يوما بوابة للتشيع، ورغم كل المحاولات اعتقد أنها ستبوء بالفشل، واعتقد أن هناك محاولات جادة لاختراق صفوف الطرق الصوفية ولكنها غالبا ما تبوء بالفشل والتاريخ يثبت ذلك، ولا أنكر أن هناك جهودا ضخمة وتمويلا واسعا لهذه المحاولات وسعيا دائما ولكن هذه المحاولات تبوء بالفشل.
وقال القصبى، إن واقع الأمة الإسلامية يؤكد أنه لا إصلاح إلا بالصلاح، وأن كل محاولات الإصلاح ستبوء بالفشل ما لم نأخذ فى المنظومة بشكل أساسى إصلاح الفرد وهو منهج آل البيت والصوفية، وإن لم تبدأ من إصلاح النفس البشرية فأعلم أن كل محاولات جهود الإصلاح ستبوء بالفشل، ونحن نلحظ الآن أنه توجد فى مصر أزمات حقيقية ليست فى الانفلات الأمنى فحسب، ولكن الانفلات الأخلاقى وهذه مهمة رجال الدين بشكل عام وأهل البيت والتصوف بشكل خاص، ولا بد أن نعود إلى القيم الدينية السمحة التى تملأ الدنيا حبا وخيرا بدلا من أن تملأ النفوس حقدا ودمارا.
وقال القصبى إن الصوفية جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامى، ولن يتم الزج بالمؤسسة الدينية الصوفية فى العمل السياسى وسيبقى الصوفية مظلة يستظل بها جميع أبناء الشعب العالم الإسلامى دون تحيز إلى طائفة دون طائفة، أما كون بعض أشخاص وبصفتهم الشخصية يكونون أحزابا أو ينتمون إلى أحزاب فهذا أيضا لا بأس منه فهذا حق دستورى للجميع وأى مواطن يجب عليه أن يمارس العمل الوطنى وأن يسارع بالعمل من أجل خير بلاده.
وأكد الشيخ عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن عظمة مصر فى آل البيت، مطالبا بتفعيل دور آل البيت فى كل مكان لنشر منهج الإصلاح، وقال إنه لا صلاح للأمة الإسلامية دون إصلاح منظومة الأخلاق، وأن يتواصل الجميع لنشر الأخلاق المحمدية الكريمة.
وأضاف القصبى أن الانتساب لآل البيت لا يعنى الفخر بالنسب، وهناك فتن وهجمات مغرضة وسهام توجه إلى الأمة الإسلامية لتفريقها وتمزيقها إلى أشلاء ودويلات صغيرة، ونحن فى أمس الحاجة لأن نستعيد قيم ومبادئ النبى، صلى الله عليه وسلم، حتى تنهض الأمة الإسلامية.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=445380
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق