بعد أقل من 48 ساعة على إصدار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مرسوماً جمهورياً بتشكيل لجنة تحضيرية للحوار الوطني الذي دعت اليه المبادرة الخليجية، لا تزال تشهد الساحة السياسية ردود أفعال متفاوتة بين مباركة ورضا بعض القوى مثل الحوثيين ومنظمات المجتمع المدني، وتحفظ واعتراض قوى أخرى ترى أنه جرى تهميشها أو تقليص حضورها ضمن هذه اللجنة الهامة كالحراك الجنوبي وشباب الثورة السلمية.
الصحافيون اليمنيون الذين يصنفون كجزء من منظمات المجتمع المدني حصلوا على حصة كبيرة في تحضيرية الحوار الوطني بما يوازي حصة حزب سياسي كبير، مثل المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أو حزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر أحزاب تكتل اللقاء المشترك "المعارضة السابقة".
وكان أبرز الشخصيات الإعلامية التي منحها الرئيس هادي الثقة نقيب الصحافيين اليمنيين السابق نصر طه مصطفى الذي يحظى بإجماع مختلف التيارات السياسية، ويصنف باعتباره "ليبرالي الإسلاميين" أو "إسلامي الليبراليين" في اليمن.
وكان مصطفى بدأ حياته السياسية كناشط في صفوف الإخوان المسلمين، قبل أن ينضم في 2001 إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، وتدرج مهنياً من كاتب عمود صحافي في جريدة "الصحوة الحزبية" إلى مدير عام مؤسسة الثورة للصحافة ورئيساً لتحرير صحيفة "الوحدة" شبه الرسمية في 1995، ثم رئيساً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" في 2001، ونقيباً للصحافيين اليمنيين خلال الفترة 2006 إلى 2009.
وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في فبراير 2011 رفض مصطفى تمرير أخبار وتقارير تهاجم شباب الثورة السلمية وقدم استقالته من حزب صالح ورئاسة وكالة الأنباء الرسمية بعد قمع تظاهرات جمعة الكرامة في 18 مارس/آذار 2011، والتي قتل فيها 52 شاباً وجُرح المئات برصاص القوات النظامية وقناصة تابعين لحزب الرئيس اليمني السابق.
كما ضمّت اللجنة التحضيرية الصحافية والناشطة الليبرالية نادية السقاف التي ترأس تحرير صحيفة "يمن تايمز" الناطقة باللغة الانكليزية، وكانت الصحافية نادية السقاف ضمن 8 شخصيات اختارهم الرئيس هادي مطلع مايو/أيار الماضي في قوام لجنة الاتصال للحوار الوطني، وهي اللجنة التي كلفت بمهمة التواصل مع مختلف القوى اليمنية في الداخل والخارج وتمخض عن عملها تشكيل اللجنة الفنية والتحضيرية.
وضمت اللجنة أيضاً تمام باشراحيل مدير تحرير صحيفة "الأيام" اليومية الصادرة من عدن، والموقوفة من قبل السلطات اليمنية منذ عام 2008 على خلفية اتهامات لها بالتحريض لدعوات مناطقية وجهوية تنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وضمن ما اعتبره الصحافيون حصتهم جاء اختيار رئيسة "منظمة صحافيات بلا قيود" الكاتبة والناشطة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011.
وفي تصريح لـ"العربية نت" اعتبر الإعلامي والمحلل السياسي عبدالله دوبلة الحضور اللافت للمشتغلين بمهنة الإعلام والصحافة في اللجنة الفنية والتحضيرية للحوار الوطني أنه يشكل اعترافاً بدور منظمات المجتمع المدني والشباب الجديد بشكل عام.
وأضاف دوبلة "تشكيل هذه اللجنة يمثل تجربة جديدة في التخلص من ثقّالات قديمة مثل مشايخ القبائل ورجال الدين، وبالتالي فإن هذا التمثيل للشباب الجديد سيساهم في تلاقي طرق تفكير بين أجيال عدة، الأمر الذي نأمل أن يسهم في أداء جيد لهذه اللجنة".
Al Arabiya 16 Jul, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/16/226703.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق