في زيارة هي الأولى له منذ توليه الرئاسة، يتوجه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، الثلاثاء، إلى فرنسا تستمر 3 أيام، الهدف منها إصلاح العلاقات التي توترت بسبب سياسة الرئيس اليميني السابق لفرنسا نيكولا ساركوزي ومواقفه المساندة للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن عليّ، إبان اندلاع ثورة الشارع التونسي عام 2011 عندما عرضت حكومته على الرئيس السابق المساعدة في قمع الثورة التونسية.
وسيلتقي المرزوقي نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وسيعقدان مؤتمراً صحافياً في قصر الإليزيه، كما سيلتقي في اليوم الثاني رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيرولت وسيناقش معه إعادة الأموال وممتلكات الرئيس المخلوع وعائلته، كما سيلتقي وزير الداخلية الفرنسي أمانويل فالس لدراسة أوضاع الجالية التونسية ومحاربة الهجرة غير المنظمة والتي تتخذ من الشواطئ التونسية نقطة انطلاق لها.
وستقيم بلدية باريس حفل استقبال للمرزوقي، يلتقي خلاله رئيس بلدية باريس برتران ديلانوي المولود في تونس إبان فترة الاستعمار الفرنسي.
كما سيلتقي أفراد الجالية التونسية في باريس، حيث إن عدد الجالية التونسية تجاوز 650 ألف تونسي.
وفي التفاتة تعكس رغبة فرنسا الاشتراكية لتصحيح العلاقة بين البلدين، سيكون الرئيس التونسي الزائر أول مسؤول أجنبي رفيع المستوى يلقي كلمة أمام الجمعية الوطنية منذ كلمة رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في كانون الثاني/يناير 2006.
وعن هذه الرغبة في طيّ صفحة الماضي أعرب المرزوقي عن امله في إغلاق هذه الصفحة التي استنكرت فيها تونس الموقف الفرنسي قبل فرار الرئيس زين العابدين بن علي في يناير 2011، إذ لم تتعامل فرنسا خلال حكم نيكولا ساركوزي مع الثورة على قدر حجمها.
كما أن تونس لم تعيّن إلا في الخامس من تموز/يوليو سفيرها الجديد الى فرنسا عادل الفقيه بعد أن ظل المنصب شاغراً منذ آذار/مارس 2011 اي قبل ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة.
وكانت فرنسا حافظت خلال حكم جاك شيراك وساركوزي على علاقات خاصة مع الرئيس التونسي المخلوع بن علي، كما أنها أبقت على دعمها له حتى بعد بدء التظاهرات بفترة طويلة.
كما سيغادر المرزوقي في اليوم الأخير لزيارته لفرنسا الى مرسيليا (جنوب فرنسا) للقاء بعض رجال الأعمال الفرنسيين وتشجيع بعض المستثمرين للاستثمار في تونس.
ولدى تونس قرابة 1200 شركة فرنسية لها فروع في تونس. وبحسب وزارة الاقتصاد الفرنسي فإن المبادلات التجارية بلغت 7,6 مليار يورو في عام 2011 الذي جرت فيه الثورة وشهد تراجعاً اقتصادياً، مقابل 6,9 مليار قبل عام.
ويقيم الرئس التونسي المعارض التاريخي للنظام السابق علاقة خاصة مع فرنسا، حيث أمضى ثلث حياته بين دراسة الطب وسنوات المنفى.
ويرى محللون أن المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار الوسط) بات موقفه ضعيفاً على صعيد السياسة الداخلية بعد أن بات حزب النهضة الإسلامي يقود الائتلاف الحاكم.
كما يشارك حزب التكتل اليساري في التحالف، وهو عضو في الاشتراكية الدولية التي ينتمي اليها الحزب الاشتراكي للرئيس الفرنسي.
وتأتي زيارة المرزوقي بعد زيارة لرئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي الى باريس في أواخر حزيران/يونيو الماضي.
Al Arabiya 16 Jul, 2012
-
Source: http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/16/226719.html
--
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق