حول وزير الخارجية محمد العرابى ملتقى رياض النيل الذى أقامه السفير السعودى بالقاهرة أحمد عبد العزيز القطان مساء أمس، الأربعاء من أمسية سياسية لعرض سياسات مصر الخارجية فيما بعد ثورة 25 يناير، إلى الدفاع عن نفسه أمام الهجمة التى يتعرض لها ووصفه بأنه من رجال الرئيس السابق حسنى مبارك، حيث بدا الحزن على كلمة العرابى من هذه الهجمه لدرجة أنه قال "أنا مملوء بالغضب من هذه الهجمة"، وبكت عيناه وهو يدافع عن نفسه وعن الدبلوماسيين المصريين محاولا تبرئتهم من تهم العمل لصالح أشخاص أو أنظمة محددة، مؤكدا على أن الخارجية المصرية ليست مكانا للشياكة أو للسياحة، فمنها شهداء مثل السفير إيهاب الشريف الذى ذبح فى العراق.
العرابى قال إن "الهجمة التى أتعرض لها غير مبررة ولا معنى لها، وقد قررت الصمت وعدم الرد، و قلت لزملائى فى وزارة الخارجية إننى لن أرد، ولن أرفع قضايا على أحد، ولن أعطى لأحد شرف أن أقيم عليه دعوى قضائية، لكننى وجدت هذا المحفل الملىء بأصدقاء لى فى السلك الدبلوماسى وإعلاميين شرفاء فرصة للرد".
وأضاف العرابى "تشرفت بالمنصب وسوف أستمر فيه إلى أن يقال لى لقد أديت مهمتك، فمصر تمر بأدق مرحلة تشهدها فى تاريخها الحديث، وأنا وزير خارجية مصر فى أدق مرحلة تشهدها، لدرجة أن عمرو موسى عندما زارنى فى مكتبى – صباح الأربعاء- قال لى إننى أقل وزراء الخارجية حظا لأننى جئت فى هذا الظرف الصعب الدقيق الذى تمر به مصر".
وأكد وزير الخارجية أن "أى وزير أو مسئول فى مصر يعمل من أجل البلد ولا يعمل من أجل نظام معين أو شخص محدد، وإنما من أجل الشعب المصرى، فنحن نعمل من أجل علم مصر، ولا يوجد شىء من قبيل أن هذا السفير مقرب للرئيس أو غر مقرب، لأننا كلنا نعمل من أجل خدمة البلد"، مشيرا إلى أنه لم يسع لمنصب الوزير" خاصة أن المنصب اليوم هو عبء نفسى كبير على أى شخص وعلى أسرته أيضا".
وداعب العرابى، سفير السعودية بقوله "سأستمر فى عملى إذا قدر لى الله ذلك وسأعفى السفير أحمد القطان من عزومة أخرى لوزير خارجية آخر".
وتحدث العرابى عن فترة عمله فى سفارة مصر فى إسرائيل، والتى اعتبرها البعض سببا لعدم كفاءته لتولى حقيبة الخارجية، وقال "هل تتخيلوا أن من يعمل فى مكان ما يتلون بالمكان الذى يتواجد فيه، فلم يحدث أبدا أن دبلوماسيا صينيا عمل فى روسيا قيل عنه إنه تلون وأصبح روسيا، لكن نحن فى مصر لدينا حب التقليل من شأننا، رغم أن من يعمل فى سفارات مصر فى الخارج هو خط الدفاع الأول عن البلد، ولقد تشرفت أن أكون نائبا للسفير المصرى فى تل أبيب الذى كان وقتها السفير محمد بسيونى، وأديت واجبى ودافعت عن مصر، ووقفنا جميعا من أجل الحق الفلسطينى".
العرابى صمم فى بداية حديثه على تعريف نفسه بقوله "اسمى محمد عبد الحى العرابى، وقد قصدت من ذلك أن البعض قال إنه تم اختيارى لمنصب وزير الخارجية مرجعه أننى ابن الفريق إبراهيم العرابى، وهو غير صحيح، لأننى لست ابنه".
وردا على سؤال حول إن كانت هناك ضغوط خليجية على مصر لعدم محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، نفى العرابى ذلك، وقال "أوكد لكم جميعا أن موضوع مبارك لم يثر فى أى لقاء تم مع المسئولين فى دول الخليج خاصة فى السعودية والإمارات".
وحول المساعدات العربية المقدمة لمصر، قال العرابى إن التعهدات العربية جاءت لمصر بدون طلب، ولدينا حالتان هما السعودية والإمارات العربية المتحدة، فهما لديهما تعهدات واضحة بقروض ومنح تخصص لتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، وأؤكد أن أول شريحة من السعودية مرت على البنك المركزى المصرى، وهذه التعهدات صادقة ولا تعتبر مثل تعهدات مجموعة الثمانى الكبرى التى لم تنفذ".
وردا على سؤال حول الموقف من إيران خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السابق الدكتور نبيل العربى بشأن الرغبة فى تطوير العلاقات بين البلدين، قال العرابى" لم يقل أحد إنه لا توجد علاقات بين مصر وإيران، فهناك سفير مصرى فى طهران وآخر إيرانى بالقاهرة، كما لم نسمع عن تحفظ أو فيتو من أى دولة خليجية على العلاقات المصرية الإيرانية، بل ولم يتطرق أحد إلى إيجاد هذا الفيتو، إذن العلاقات مع إيران موجودة ومرتبطة بإرادة مصرية خالصة، ونحن الآن فى حالة حوار مع إيران للوصول إلى حالة صحية تقوم على أسس ثابتة، وحالة من الحوار سيصاحبها بعض التقدم فى العلاقات، وعندما يأتى الوقت المناسب سيتم الاتفاق على رفع درجة التمثيل الدبلوماسى".
وقال إن تونى بلير مبعوث الرباعية الدولية قال له إن إسرائيل تفضل الآن الأرض على السلام.
وحول تأخر مصر فى الاعتراف بالمجلس الانتقالى الليبى، قال العرابى إنه خلال مشاركته فى القمة الإفريقية الأخيرة فى غينيا الاستوائية التقى بمسئولين من المجلس الانتقالى، وقال إنهم تفهموا تماما موقفنا، وهناك مساعدات لوجيستية تقدمها مصر سواء من خلال مد الكهرباء أو شبكات الإنترنت، وهم يقدرون تماما موقفنا، ولم يطلبوا منا المسارعة فى الاعتراف بهم، لأنهم يعلمون أن هناك أكثر من مليون مصرى فى ليبيا".
من جانبه قال السفير أحمد القطان سفير السعودية إنه واثق من أن العرابى سيستمر كوزير للخارجية لفترة طويلة، وأنه ليس كما تردد مؤخرا فى الإعلام أنه سيكون خارج التشكيل الوزارى الجديد، خاصة أن العرابى قادر على تولى هذا المنصب وهو كفء له.
حضر الملتقى عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وكذلك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق، والمهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، والسفير محمد بسيونى، ومحمد أنور السادات وشقيقه طلعت السادات، والوزير محمد فايق ومحمد مصطفى شردى، والمهندس عبد القوى خليفة محافظ القاهرة، وعدد من السفراء العرب المعتمدين بالقاهرة منهم السفير خالد زيادة سفير لبنان.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=454528
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق