لوران غباغبو وزوجته في فندق بأبيدجان بعد اعتقالهما (الفرنسية) |
أكد رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا أن خصمه الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو سيقدم للمحاكمة، بعد ساعات من اعتقاله بعد معارك حول مقره في أبيدجان، في ختام أزمة سياسية دامت أربعة أشهر.
وقال وتارا في كلمة موجزة بثها تلفزيون "تيسياي" التابع له إن كل الإجراءات اتخذت لضمان سلامة غباغبو، مضيفا أنه سينشئ لجنة للتحقيق في اتهامات ارتكاب فظائع ضد المدنيين من جانب طرفي الصراع في ساحل العاج.
كما دعا للهدوء وحث المليشيات على إلقاء السلاح، قائلا إن "بلدنا طوى صفحة مؤلمة من تاريخه".
من جهة أخرى قال سكان في أبيدجان إن غباغبو دعا إلى وضع حد للقتال في ساحل العاج بعد ساعات من احتجازه.
وذكر هؤلاء أن الرئيس المنتهية ولايته ظهر لفترة وجيزة في قناة "تيسياي" التلفزيونية التابعة لوتارا وقال "أدعو لتوقف القتال".
قوة تابعة لوتارا اقتحمت مقر غباغبو واعتقلته بمساندة أممية وفرنسية (رويترز) |
وكان جنود تابعون لوتارا تمكنوا من اعتقال غباغبو وزوجته في مقر إقامتهما في أبيدجان، كبرى مدن البلاد. ونقل غباغبو وزوجته إلى فندق في أبيدجان اتخذت منه حكومة وتارا مقرا لها.
ونفى مصدر حكومي فرنسي ما أوردته تقارير سابقة بأن قوة خاصة فرنسية هي التي اعتقلت غباغبو. ولكن المصدر قال إن جنودا فرنسيين ومن الأمم المتحدة ساندوا قوات وتارا في اقتحام مقر غباغبو وفي اعتقاله.
ويأتي اعتقال غباغبو بعد معارك دارت حول مقره الرئاسي بين أنصاره وقوات وتارا مدعومة بقوات تابعة للأمم المتحدة. وقد أظهرت صور تابعة للقوات الفرنسية سيطرتها على مطار العاصمة أبيدجان في وقت لاحق.
وأشارت أنباء أمس إلى أن طائرات قوات حفظ السلام الأممية وفرنسا قصفت محيط مقر إقامة غباغبو في أبيدجان.
ونقلت رويترز في وقت سابق عن شاهد عيان في أبيدجان أن طابورا من نحو ثلاثين مركبة مدرعة فرنسية شوهد وهو يتحرك من شارع رئيسي في أبيدجان باتجاه مقر غباغبو.
وأشار مراسل الجزيرة في أبيدجان فضل عبد الرازق إلى أن مقر غباغبو تعرض لقصف عنيف حيث تشاهد أعمدة الدخان المتصاعدة من المقر وتسمع أصوات المدفعية.
غير أن قائد عمليات حفظ السلام التابعة الأمم المتحدة في ساحل العاج قال إن البلاد لا تزال تواجه أزمة كبيرة رغم اعتقال غباغبو.وقال للصحفيين "الأزمة لم تنته بعد. لا تزال توجد أزمة إنسانية بحاجة إلى مواجهتها".
أوباما يرحب
وقد رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما باعتقال غباغبو، وقال إن اعتقاله يمثل انتصارا لإرادة شعب ساحل العاج الذي عانى لفترة طويلة من عدم الاستقرار في القترة التي تلت الانتخابات.
وقال أوباما في بيان له إن مطالبة الرئيس السابق لوران غباغبو غير الشرعية بالسلطة قد انتهت أخيرا. ودعا وتارا إلى الحكم باسم جميع أفراد الشعب.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في وقت سابق أمس الاثنين إن اعتقال غباغبو يبعث برسالة إلى المستبدين حول العالم بأنهم سيواجهون عواقب عدم تلبية تطلعات شعوبهم.
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن اعتقال غباغبو أنهى فترة مأساوية في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.
أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فأشار إلى أن غباغبو تصرف ضد المبادئ الديمقراطية وانتهك حكم القانون، لكنه دعا لمعاملته "باحترام" وأن يمثل أمام محاكمة "نزيهة".
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إن اعتقال غباغبو يمثل فرصة حقيقية للتحول صوب الديمقراطية في ساحل العاج، وأعرب عن الأمل في انتهاء الحرب الأهلية بالبلاد سريعا.
يشار إلى أن غباغبو رفض التخلي عن السلطة بعد فوز الحسن وتارا بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفق النتائج التي صدقت عليها الأمم المتحدة، مما أشعل حربا أهلية حصدت حياة أكثر من ألف شخص وشردت مليونا آخرين.
--
Source: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/B2644519-C262-4195-AA07-85E09175A163.htm
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق