قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما قال إنه مواقع لكتائب معمر القذافي في الزنتان وسرت ومصراتة، وسط انتقادات فرنسية بريطانية لدوره، ودعوات إلى استئناف الضربات الجوية الأميركية، وهو ما يبدو أن واشنطن تستبعده حاليا، في وقت دارت فيه معارك ضارية بين الثوار وكتائب القذافي في مصراتة، وتحدث مسؤول ليبي معارض عن 10 آلاف قتيل سقطوا بنيران الكتائب.
وقال الناتو أمس إن طائراته دمرت أربع دبابات قرب الزنتان على بعد 75 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس، في حين دمرت ضربةٌ أخرى مستودع ذخيرة في سرت شرق العاصمة، حيث قصفت أيضا طائرات بريطانية دبابة تابعة للقذائف ودمرتها حسب الجيش البريطاني.
وتحدث الثوار عن مواجهات عنيفة مع الكتائب في مصراتة، وقالوا إنهم صدوا هجومين، وحافظوا على مواقعهم في المدينة التي تعتبر أكبر معاقلهم في الغرب.
وقال الثوار إن المعارك الضارية دارت في شارع طرابلس الرئيسي وطريق النقل الثقيل.
وفي وقت سابق قال ناطق باسمهم إن خمسة قتلوا في قصفٍ للمدينة استعملت فيه صواريخ غراد، ونفوا سيطرة الكتائب على ميناء قصر أحمد.
الثوار محاصرون داخل مصراتة مع عشرات الآلاف من السكان منذ بضعة أسابيع (الجزيرة-أرشيف) |
وتتحدث المعارضة والأمم المتحدة عن وضع مأساوي في مصراتة التي حذّر نظام القذافي الاثنين من الاقتراب منها "بذريعة عملية إنسانية"، وقال إنه أبلغ الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي أن عملية كهذه "ستواجه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة من الشعب المسلح".
وكانت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون قد راسلت الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تبلغه "استعداد الاتحاد للتحرك بكل الوسائل وبينها الوسائل العسكرية" لتنفيذ خطة إنسانية لمساعدة سكان مصراتة (وعددهم 300 ألف) الذين تحاصرهم الكتائب.
وعلى بعد 20 كلم غربي مصراتة، تمكن شبان في بلدة زاوية المحجوب من إبعاد الكتائب وحرروا أهاليَ كانت تحتجزهم.
وغربا أيضا قال الثوار إنهم حرروا بوابة الرحيبات غربي الزنتان، وهم يصدّون محاولة لقطع الطريق بين نالوت وتونس.
فاعلية الناتو
وعدا سيطرتهم مجددا على أجدابيا، تراجع الثوار الأسابيع الأخيرة أمام تقدم سريع للكتائب، وعزوا ذلك جزئيا إلى ما اعتبروه قلة فاعليةٍ في ضربات الناتو.
ولم يقتصر انتقاد الحلف على الثوار، بل تعداهم إلى فرنسا وبريطانيا.
وقال وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه إن ما يفعله الحلف لشل فعالية أسلحة القذافي الثقيلة ولحماية المدنيين، قليل للغاية.
وضرب مثلا بمصراتة التي تحاصرها الكتائب منذ أسابيع، وأكد ضرورة مساعدتها، واستهداف الأسلحة الثقيلة التي تقصفها.
كما دعا وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الناتو إلى تكثيف جهوده لحماية المدنيين، وأشاد بدوره الذي "أنقذ آلاف الناس".
وقال إن بلاده أرسلت طائرات إضافية يمكنها ضرب أهداف برية تهدد السكان، ودعا دولا أخرى إلى أن تحذو حذوها.
واشنطن سحبت طائراتها من العمليات بليبيا وقالت إنها لا تنوي تنشيط دورها حاليا(الفرنسية-أرشيف) |
لكن واشنطن قالت إنها واثقة تماما من قدرة الناتو على أداء المهام الرئيسية وهي تطبيق حظر توريد السلاح وفرض حظر الطيران وحماية المدنيين.
وسحبت واشنطن طائراتها من العمليات، مما جعل "الجهد الرئيسي" من نصيب باريس ولندن حسب تعبير وزير دفاع فرنسا جيرار لونغي.
ويتوقع أن تُواجَه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في لقاء وزراء خارجية الناتو في ألمانيا الخميس بدعوات إلى استئناف القصف الأميركي.
لكن البنتاغون قال إن واشنطن لا تنوي بتاتا تعميق دورها حاليا، وإن الناتو لم يطلب منها استئناف الغارات الجوية.
ومع ذلك شددت واشنطن على أنها "لم تتخلَّ إطلاقا عن العملية"، وعلى أنها تضع قدراتها تحت التصرف في حال الضرورة.
وكان وزير خارجية السويد كارل بيلدت صريحا في تأكيده على حيوية الدور الأميركي حين قال "فلنكن واقعيين. كونُ الولايات المتحدة تخلت عن الجزء النشط من العملية الجوية كان له أثر كبير على مجريات النزاع".
القتلى المدنيون
ويتحدث نظام القذافي عن مدنيين يقتلون في غارات الناتو، كما حدث الاثنين في بلدة ككلة جنوبي طرابلس حسبما ذكره أمس التلفزيون الليبي، وهو ما نفاه الحلف.
وتحدثت المعارضة من جهتها على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيها علي العيساوي عن 10 آلاف شخص قتلوا بنيران الكتائب.
وقال العيساوي إن هناك 30 ألف جريح في ليبيا، ربعهم مصاب إصابات قد تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى 20 ألف مفقود يشتبه في أنهم يوجدون في سجون القذافي.
وقد طلب المجلس من الدول التي اعترفت به تسليح الثوار لمواجهة هجمات الكتائب.
--
Source: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/968AC11F-F1AC-41A1-A8C5-9877191B6976.htm
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق