قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجمعة مخازن أسلحة تابعة لكتائب العقيد معمر القذافي قرب مدينة الزنتان غربي ليبيا، في حين تتواصل معارك كر وفر بين الثوار وتلك الكتائب في كل من البريقة شرقا ومصراتة غربا.
فقد نقلت وكالة رويترز عن أحد السكان يدعى عبد الرحمن قوله عبر الهاتف إن ضربات الناتو أصابت مخازن أسلحة تابعة لقوات القذافي تقع على مسافة 15 كيلومترا جنوب شرق الزنتان.
وأوضح أنهم سمعوا في البداية الطائرات ثم أحصوا حوالي 14 انفجارا، مضيفا أن بعض الناس استخدم نظارات مكبرة ورأوا مباني تحترق.
صمود مصراتة
في هذه الأثناء تمكن الثوار الليبيون من صد هجوم عنيف شنته كتائب القذافي على عدة مداخل لمدينة مصراتة المحاصرة منذ أسابيع وأفشلوا محاولتها التقدم صوب منطقة أقزير المأهولة بالسكان.
ونقلت رويترز عبر الهاتف عن المتحدث باسم الثوار حسن المصراتي قوله إن الثوار تصدوا لهجوم من ناحية الشرق وأن الكتائب دُحِرت بعد معارك شوارع عنيفة أجبرت السكان على الفرار من المنطقة.
وأضاف المتحدث أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وأنها تجري في مناطق مأهولة بالسكان، مؤكدا أن الثوار يحاولون عرقلة إمدادات قوات القذافي لتخفيف حصارهاعلى المدينة.
وقال مقاتلون في صفوف الثوار إنهم يحرزون كل يوم تقدما على حساب كتائب القذافي وإنهم استعادوا السيطرة على عدة مبان كان يستخدمها قناصة، وأغلقوا شارع طرابلس وهو الشارع الرئيسي في المدينة الذي كانت الكتائب تسيطر عليه.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر طبية أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب عشرة آخرون في معارك الجمعة.
من جهته قال عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة 17 فبراير سعدون المصراتي، إن الكتائب لا تزال موجودة في وسط المدينة رغم أن الثوار ألحقوا بها الكثير من الهزائم وأجبروها أحيانا على الانسحاب إلى أطراف المدينة.
وأضاف في اتصال مع الجزيرة أن العديد من المباني في المناطق التي تركز فيها القتال أصبحت مهجورة، بعدما فر عنها سكانها الذين يستخدمهم "مرتزقة" القذافي دروعا بشرية ورهائن ويحاول الثوار جاهدين تحريرهم.
وقد أفادت رويترز نقلا عن ناشط في مدينة مصراتة أنّ سكّان المدينة يتجمّعون, كلّ خمس أسر في منزل واحد في الأحياء الآمنة.
كل خمس أسر في مصراتة يتجمعون في منزل واحد في الأحياء الآمنة (الجزيرة-أرشيف) |
في الوقت نفسه أكدت فاليري أموس -مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية- أن الوضع في مصراتة "أصبح كارثيا"، وأن المدينة تحتاج إلى مساعدات عاجلة.
وقالت إن مئات الأشخاص في المدينة قتلوا وجرحوا، في حين يعاني بقية سكان المدينة –البالغ عددهم نحو ثلاثمائة ألف نسمة- من نقص في المياه والغذاء والدواء.
وفي هذا الإطار نقلت الوكالة الألمانية عن مصدر بالاتحاد الأوروبي رفض ذكر اسمه أن الاتحاد يجهز لإطلاق بعثة إنسانية عسكرية لمصراتة في غضون أيام، مشيرا إلى أن دعوة الأمم المتحدة للبعثة التي هي شرط مسبق لإرسالها باتت وشيكة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد عبر من قبل عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في مصراتة التي تعيش دون إمدادات طبية وبلا مياه ولا كهرباء وسط استمرار القتال، وقد حذر القائد العسكري للثوار عبد الفتاح يونس الخميس من أن "مصراتة تتعرض للإبادة".
وفي السياق ذاته نقلت وكالة أسوشيتد برس عن الناطقة باسم الناتو أُوانا لونغسكو قولها إن الحلف يحاول أن يجد طريقة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات القذافي على مصراتة وأنه يناقش الأمر مع الدول غير الأعضاء فيه المشاركة في قوات التحالف الدولي.
من جهة أخرى قال محققون تابعون للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان إنهم سيزورون ليبيا هذا الشهر للبدء في التحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها القوات الموالية للقذافي.
ثوار يتحصنون أمام المدخل الغربي لأجدابيا (رويترز) |
في غضون ذلك لا يزال القتال دائرا في بلدتي البريقة وأجدابيا مع اتجاه الموقف العسكري بشكل عام إلى الجمود حيث يحقق كل طرف تقدما لا يلبث أن يتراجع عنه إلى ما وراء خطوطه الآمنة.
وبحسب وكالة رويترز فإن الثوار فروا الجمعة من المنطقة الغربية من أجدابيا أمام القصف المدفعي لقوات القذافي دون أي مؤشر على تقدم تلك القوات.
ونقلت الوكالة عن الطبيب بمستشفى أجدابيا أحمد اقناشي، قوله إن نحو ستة من الثوار أصيبوا في مناوشات على بعد 20 كيلومترا في ناحية الغرب.
وقال مراسل الجزيرة إن الثوار يسيطرون على عشرين كيلومترا على الطريق بين البريقة وأجدابيا.
وكانت أجدابيا قد تعرضت الخميس لقصف مدفعي مكثف من كتائب القذافي من ثلاث جهات مما دفع بعض سكان المدينة للفرار منها، ورغم ذلك فقد أكد مراسل الجزيرة أن الثوار يسيطرون على المدينة بشكل كامل وأنهم تحصنوا فيها استعدادا للدفاع عنها بعدما وصلت إليهم تعزيزات جديدة.
اعتذار الناتو
أعرب الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن، يوم الجمعة عن أسفه الشديد لسقوط قتلى بالقصف الذي خلف يوم الخميس خمسة قتلى وعشرين جريحا من الثوار قرب مدينة البريقة، وأكد أن الحلف يبذل جهده لتفادي وقوع قتلى مدنيين " |
وقال راسموسن "هذا حادث مؤسف جدا، وأنا آسف بشدة لسقوط قتلى"، مشيرا إلى أن استخدام الثوار للدبابات كان وراء هذا الخطأ حيث اعتاد الناتو رؤية كتائب القذافي تستخدمها لمواجهة المدنيين.
وقد أكد هذا الأمر الأدميرال رَسِل هاردينغ، نائب قائد عمليات حلف الناتو في ليبيا الذي قال في مؤتمر صحفي في مقر قيادة الحلف في نابولي بجنوب إيطاليا إن الحلف لم يكن على علم بأن قوات الثوار تستخدم الدبابات.
وأضاف أن الوضع في المنطقة لا يزال متغيرا والدبابات وغيرها من الآليات تتحرك باتجاهات مختلفة، مما يصعّب تمييز الجهة التي تستخدمها.
وكانت طائرات الحلف قد شنت يوم الجمعة الماضي هجوما قال إنه عن طريق الخطأ في نفس المنطقة على موقع للثوار، مما أسفر عن مقتل 13 منهم وإصابة 11 آخرين.
--
Source: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/2AFDEA96-CF08-4CE0-868F-FABE187A81D2.htm
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق