معتصمون في وسط حمص بعد مقتل متظاهرين على يد قوات الأمن (رويترز) |
سقط عدد من القتلى والجرحى في حمص وسط سوريا عندما فتحت قوات الأمن النار على محتجين خلال الليل في ساحة "الساعة الجديدة" في المدينة، وذلك في وقت حملت فيه السلطات السورية مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية مسؤولية ما يجري في مدينتي حمص وبانياس.
وتحدث ناشطون حقوقيون وشهود عن إطلاق القوات السورية النار بشكل مكثف على المعتصمين الذين رددوا هتافات تطالب بالحرية والوحدة والوطنية ونبذ الطائفية.
وقال الناشط الحقوقي عمر أدلبي للجزيرة إن إطلاق نار كثيف على المتظاهرين, وإن هناك "مجزرة". كما قال شاهد عيان من حمص يدعى أبو عصام للجزيرة نت إن الاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة عن المدينة, وإن إطلاق النار كان يتم بشكل مباشر على المتظاهرين.
وتحدث أبو عصام عن حالة من "الرعب" تسود حمص, مشيرا إلى أنباء عن انتشار الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد لفض الاعتصام. وتحدث شهود للجزيرة عن سقوط أربعة قتلى وعشرات المصابين.
كما قال ناشط حقوقي لرويترز إن قوات الأمن خاطبت المحتجين في الساحة عبر مكبر للصوت طالبة منهم الرحيل ثم أطلقت النار.
وكانت مدينة حمص قد شيعت أمس الضحايا الذين تعرضوا لإطلاق نار أثناء الاحتجاجات. كما شيعت بلدة تلبيسة القريبة ثمانية من ضحاياها، وبينهم العميد عبدو خضر التلاوي وولداه وابن شقيقه الذين سقطوا برصاص قناصة.
وقال شهود عيان ليونايتد برس إنترناشيونال إن الآلاف من أبناء حمص والبلدات القريبة اعتصموا في المنطقة الممتدة من الساعة القديمة إلى الساعة الحديثة وسط المدينة.
أسلحة قالت السلطات السورية إنها كانت في طريقها لسوريا عبر معبر التنف مع العراق (الفرنسية-أرشيف) |
وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان إن "مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية من قتل لعناصر الجيش والشرطة والمدنيين والاعتداء على الممتلكات العامة وقطع الطرقات العامة والدولية، إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولا سيما في مدينتي حمص وبانياس".
وذكر البيان أن بعضا من هؤلاء دعا علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات سلفية, على حد نص البيان.
وأشار البيان إلى أن "ما قامت به هذه المجموعات المسلحة يشكل جريمة بشعة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات", وشدد على أنه "لن يتم التساهل مع النشاطات الإرهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بأمن الوطن وتنشر الإرهاب".
وفي هذا السياق، أعلن مصدر رسمي مقتل ثلاثة ضباط في الجيش السوري أحدهم مع عدد من أفراد عائلته بيد "مجموعات مجرمة مسلحة" في حمص.
وذكرت المصادر أن "مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه (...) قتلت الأطفال وحاميهم بدم بارد".
وأضافت أن "غريزة الغاب لديهم لم تكتف بإطلاق النار على الأبرياء بل لجؤوا إلى تقطيع الأوصال وتشويه الأوجه".
كما أعلنت مقتل ضابطين آخرين هما "العقيد معين محلا والرائد إياد حرفوش" اللذان "استشهدا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات الإجرامية المسلحة".
تحقيق مستقل
ولكن المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي دانت في بيان لها بأقسى العبارات جرائم قتل المتظاهرين سلميا في سوريا، عبرت عن أسفها لاستمرار السلطات السورية في تحميل أطراف مجهولة مسؤولية استخدامها الأسلحة النارية في مواجهة المتظاهرين المحتجين سلميا، "في محاولة مرفوضة للتنصل من مسؤولياتها القانونية في حماية مواطنيها، ومحاولة التنصل كذلك من المسؤولية الجنائية عن قتل الشهداء من المتظاهرين".
وطالبت المنظمة، ومقرها القاهرة، بإجراء تحقيق قضائي مستقل في هذه الجرائم على نحو يكفل الشفافية والعلانية في التحقيقات ويضمن محاسبة مرتكبيها والمسؤولين عنها أياً كانت مواقعهم.
كما طالبت بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين وسجناء الرأي، والوفاء بالوعود والتعهدات بوقف العمل بقانون الطوارئ فورا، وإتاحة الحق في التظاهر والاحتجاج السلمي دون قيود، وإطلاق حوار وطني جاد لتلبية المطالب المشروعة في الإصلاح السياسي والحرية والكرامة.
--
Source: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/61DDFD7B-C501-4D66-AE41-7DBE218E8CBA.htm
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق