أكد الدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن موجة الثورات التى اندلعت فى العالم العربى من تونس وامتدت إلى مصر والأردن واليمن والبحرين، أكدت حاجة تل أبيب إلى تطوير توجهات محددة حيال هذه الثورات، وتبلور تصور عام مفاده أن إسرائيل تعارض التحول الديمقراطى فى مصر والعالم العربى انطلاقا من قلقها من حالة عدم استقرار كبيرة تتوجه ضدها فى نهاية المطاف، حيث إن هناك تصورا لدى صانعى القرار فى إسرائيل بأن هناك قوى معادية للديمقراطية فى العالم العربى تأمل فى استغلال الانتخابات من أجل الاستيلاء على الحكم مثل (الإخوان المسلمون فى مصر).
وأضاف: لذلك فإن الانتخابات التى تضمن التزام مسبق فى العالم كما يرى الكتاب والمحللون السياسيون الإسرائيليون بالديمقراطية والسلام يمكن أن تفضى إلى نتائج هى العكس تماما مما يتوقعه الغرب، حيث نجحت انتخابات المجلس التشريعى الفلسطينى فى عام 2006 لفوز حركة حماس.
وأشار فهمى إلى أن تل أبيب كانت تنظر للحركات السياسية العربية الصاعدة وخاصة مصر والتى طالبت بالتغيير السياسى إلى نوع من التعالى وطغيان فكرة القصور المجتمعى العربى عن الفعل الإيجابى، حيث كانت ترى تلك الحركات العربية فى منظور الفكر الإسرائيلى ليست إلا حركات إما "إرهابية" أو "رجعية" أو "يسارية متطرفة" إلا أن نجحت الثورة المصرية وأسقطت نظام الرئيس السابق، حسنى مبارك، وأفشلت تلك النظرة الإسرائيلية.
وأوضح فهمى خلال الجلسة الثانية لندوة "مستقبل الأوضاع فى المنطقة العربية فى ضوء الثورات العربية" التى نظمها المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بالورقة تحت عنوان "التوجهات الإسرائيلية إزاء الثورة المصرية" أن أغلب ما كتبه الباحثين الإسرائيليين فى مراكز أبحاثهم أو التحليلات السياسية بأن لن تحدث أى ثورات عربية، كما استبعدوا انتشارها فى بقية الدول.
وأكد فهمى أن هناك ثمة قلق إسرائيلى آخر يتمثل فى احتمال استفادة الإسلاميين من التغيير لأنهم الأكثر تنظيما، وخبرة فى العلاقة مع المجتمع بفعل ملكيتهم للجمعيات والمستشفيات النوادى.
وعن الموقف الإسرائيلى تجاه ثورة 25 يناير، أوضح الخبير الاستراتيجى على أنه مع انطلاق الشرارة الأولى لانطلاق الثورة لم تبن إسرائيل أية مواقف محددة وبدت التوقعات أقرب فى الحقيقة إلى الأمنيات وطمأنة النفس بنظام مبارك مستقر وقادر على مواجهة تحدى الثورة دون أى التفات إلى الديمقراطية.
ومع الأسبوع الثانى للثورة، خاضت إسرائيل حملة سياسية وإعلامية واسعة للدفاع عمه تحت شعار الاستقرار أهم من الديمقراطية ومصالح إسرائيل والغرب لها الأولوية على أى أمر أخر مع التباهى بأن تل أبيب ليست فقط واحة الديمقراطية، وأنما أيضا واحة الاستقرار فى إقليم عربى مضطرب، ومن جهة أخرى تتنكر لثورة شعبية وجماهيرية تطالب بالديمقراطية والحرية وحق الشعوب فى تقرير مصيرها.
وأكد فهمى أن الحقيقة أثبتت تطورات الأحداث فى الثورة المصرية ، الفشل الاستخبارى الإسرائيلى الذريع، فى القدرة على قراءة الوضع السياسى والأمنى فى الدولة العربية الكبرى والأهم بالنسبة لإسرائيل، وهو ما أكده نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى والمسئول عن ملف المخابرات "دان ميرودور".
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=394036
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق