نظم المركز الإعلامى التابع للسفارة الفلسطينية بالقاهرة اليوم، ندوة عن "الدولة الفلسطينية فى أروقة الأحزاب السياسية" والتى حاضر فيها الدكتور منصور عبد الوهاب الباحث والمحلل السياسى فى شؤون الصراع العربى الإسرائيلى والأستاذ بكلية الألسن جامعة عين شمس.
وقال الدكتور منصور عبد الوهاب إنه فى هذا الوقت يوجد فكر جديد يحكم الصراع العربى الإسرائيلى، نظرا لأن عناصر القوة فى العالم العربى أصبحت معدومة، كما أن التمزق العربى وميل الكثير من العرب إلى أمريكا أصبح الآن يصب فى الصالح الإسرائيلى، التى تنظر إلى هذه المرحلة كمرحلة ذهبية بالنسبة إليها، لترتكب المجازر بحق الفلسطينيين دون أى اعتبار للأمة العربية، التى لا تملك إلا الشجب والاستنكار إذا حدث.
وأضاف عبد الوهاب، بالنسبة للأحزاب الإسرائيلية رغم اختلاف استراتيجياتها وأفكارها إلا أنها تتفق جميعاً على شىء واحد وهو أمن إسرائيل، كما أنها جميعا تتفق على أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون منزوعة السلاح، وأن تظل غزة والضفة فى انشقاق مستمر، وهذا ما يعنى أن تصير الدولة الفلسطينية مجرد إدارة دولة تتبع إسرائيل، بالإضافة إلى أن هذه الأحزاب تتفق على أن الدولة الفلسطينية لا تقوم على حدود 67 نظرا لوجود بعض المناطق الإستراتيجية، ووفرة المياه فى بعض المناطق الواقعة داخل هذه الحدود.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتقد أن غزة هى أرض إسرائيلية خالصة، كما أنها متخوفة للغاية من العرب داخل الخط الأخضر نظرا لتنامى أعدادهم بصورة ملحوظة، وهو ما كشفت عنه دراسة أكاديمية جاءت نتيجتها أنه فى عام 2050 ربما يستطيع العرب أن يشكلوا كيانا كبيرا داخل إسرائيل وأن يستطيعوا الفوز بتشكيل حكومة أو رئاسة الكنيست أو ربما على أقل تقدير أن يصبح لهم تمثيل كبير فى الكنيست يضع إسرائيل فى مواقف حرجة.
وعن أسباب توقف مشروع الدولة الفلسطينية وعدم قيامها حتى الآن، عزا الخبير السياسى ذلك إلى الظروف الداخلية الفلسطينية الفلسطينية وانقسامهم، والدور العربى والإقليمى الضعيف والمتهاون إلى أبعد الحدود، وضمن ذلك روسيا، بالإضافة إلى تبعية أوروبا لأمريكا الحاضنة والحليفة الغير تقليدية دائما بالنسبة لإسرائيل التى لم يكن يحلم "بن جوريون" بوضع عربى متخاذل إلى هذا الحد، كما نوه إلى أن موقف جامعة الدول العربية لم يتسم بالشجاعة فى كثير من مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وأنها هى والعرب لم يقدموا إلا الدعم الكلامى، فلابد الآن من إعادة هيكلة الجامعة العربية بعد الثورات، لتصبح الجامعة قوة ذات تأثير وتمثيل حقيقى.
وعلق عن الانقسام الفلسطينى الأخير وأنه لم يحدث إلا بعد أن انقسم العرب أنفسهم فكان هذا مدعاة لانقسامهم وتفرقهم، وأن ما حدث بين فتح وحماس فى 2007 كان بالنسبة للفلسطينيين أشد وأنكى مما عانوه من إسرائيل، إذ أن الدم الفلسطينى الذى سقط بأيد فلسطينية أيضاً سيحاسب الله عليه المتسبب والمشارك فى ذلك، بالإضافة إلى أن التاريخ لا يرحم، مستشهداً بإسرائيل وأحزابها التى رغم ما بينهم من اختلاف لا يمكن أن تنقسم، وهى تعمل وفقا لأدوات ومحددات وأهداف تجعلها تنحى أى خلاف جانبا.
وقال الدكتور منصور عبد الوهاب إن الأحزاب الإسرائيلية تتفق على مجملات من الأحداث والسيناريوهات ومنها تفويض الحكومة فى قضية الأسرى الفلسطينيين الذين يقدرون الآن بحوالى 11 ألف أسير، وهم يرون أن هؤلاء الأسرى بمثابة العرض الجاهز للفلسطينيين ولسان حالهم "ماذا سيقدم الفلسطينيون لنا كى نفرج عن أسراهم".
كما توقع فى خلال الـ 20 سنة القادمة أن تحكم الأحزاب اليمينية المتشددة إسرائيل وأن المستقبل سيكون لهم خاصة فى ظل الفتور والضعف من جانب الأحزاب اليسارية، بالإضافة إلى أن الثورات العربية والحراك الشعبى سيكون مقلقا بالنسبة للإسرائيليين.
وعن الثورات العربية التى شهدتها بعض الدول العربية، قال " إن هذه الثورات إذا نجحت فى خلق أنظمة جديدة سيكون هذا فى صالح القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأنظمة السابقة كانت "وبالاً" على القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية، مستهجناً موقف دول الخليج التى تقف بكل قواها من أجل إفشال الثورات العربية وهذا أثر بشكل كبير على القضية إذا أن هذه الدول كانت تستطيع تقديم المزيد للفلسطينيين لما لها من علاقات بالخارج ولما تمتلكه من فائض مالى كبير.
ورأى أن الضغط العربى والدولى على إسرائيل، هو الحل للقضية الفلسطينية ولا بد أن تكون هناك خطوات فعلية وجادة من قبل الدول العربية وشعوبها والارتقاء بذلك إلى استدعاء السفراء وسحبهم نزولاً على الإرادة الشعبية للجماهير العربية، حينها ستفكر إسرائيل ألف مرة قبل أن تفكر فى أى عمل ضد فلسطين.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=410925
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق