قالت مجلة التايم الأمريكية، إنه من بين جميع القوى السياسية، التى ظهرت فى مصر فى أعقاب سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك، بما فيها حركات الشباب والأحزاب العلمانية واليساريون وبقايا الحزب الوطنى، فإن جماعة الإخوان المسلمين تبدو أنها أفضل القوى فهماً لكيفية نجاح الديمقراطية.
وترى المجلة أنه برغم تأخر الإخوان خلف حركات الشباب الليبرالية فى الاحتجاجات التى أدت إلى سقوط النظام، إلا أنهم لم يستغرقوا وقتاً طويلاً فى الإعداد لمرحلة ما بعد مبارك.. ورغم عدم تحديد موعد للانتخابات البرلمانية، وإن كانت متوقعة فى سبتمبر المقبل، إلا أن الإخوان يخوضون حملتهم بنشاط فى القاهرة وفى جميع أنحاء البلاد.. فى حين أن حركة الشباب على الجانب الآخر تبدو غير قادرة على الخروج عن نمط الاحتجاج.
وشبهت الصحيفة الوضع فى مصر بعد الثورة بما شهدته العراق بعد سقوط صدام حسين عام 2003، حيث تفاجأ الكثير من المحللين الغربيين بالسهولة التى تكيفت بها الحركات الدينية مع الديمقراطية التعددية، حيث سارعت الجماعات الشيعية على وجه التحديد إلى تنظيم نفسها فى أحزاب سياسية وتشكيل تحالفات قبل الانتخابات.. وتمكنت هذه الجماعات التى طالما ساد افتراض أنها تعارض الديمقراطية أيديولوجياً من إظهار قدرتها على التكيف ببراعة، بينما تراجعت الأحزاب الليبرالية التى أمضى قادتها عقود فى المنفى فى دول غربية ديمقراطية وبدا أنهم لا يفهمون كيف تعمل الديمقراطية مثل إياد علاوى وأحمد الجلبى.
وتشير التايم إلى أن الفجوة التى بدأت بين الإخوان والقوى الليبرالية خاصة حركات الشباب مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية لم تغلق بعد.. حيث سعى الكثير من الليبراليين إلى تقويض نتائج الاستفتاء بفرض إجراء إصلاحات قبل الانتخابات، ويجادل بطلهم، أى محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الدستور لا يمكن أن ينتظر حتى يتم انتخاب نواب الشعب.. ويتفق معه الشباب الذين يهددون بالعودة إلى التحرير ما لم يتم تحقيق مطالبهم.
وهذا الجدال يجعل الليبراليين خاسرين وبعيدين عن الديمقراطية، حيث يتهمهم منتقدوهم بأنهم يحاولون شراء الوقت.. فتأجيل الانتخابات يمنحهم مزيداً من الوقت لترتيب أنفسهم للحاق بالإخوان.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الليبراليين فى العراق استغرقوا سنوات حتى يتمكنوا من اللحاق بالأحزاب الدينية فى التنظيم ومهارات تدشين الحملات.. وفى الانتخابات الأخيرة تمكن علاوى أخيراً من الفوز بأكبر عدد من المقاعد بعد تحالفات، لكنه انهزم بعد مساومات ما بعد الانتخابات.. وما لم يكن الليبراليون فى مصر حذرين، فإن مصيرًا مشابهًا ينتظرهم.
--
Source: http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=439633
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق