تباينت ردود الفعل على الصعيدين الرسمي أو الشعبي على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول التطورات في الشرق الأوسط الذي طرح فيه رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة في المنطقة.
وكانت أبرز ردود الفعل من الجانب الإسرائيلي الذي رفض فكرة الانسحاب إلى حدود 1967 التي تطرق إليها الرئيس الأمريكي في خطابه فقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن إلى الالتزام "بالضمانات" التي قدمها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن عام 2004 إلى اسرائيل بهذا الصدد.
وقال نتنياهو في بيان " قابلية الدولة الفلسطينية للحياة يجب ألا تكون على حساب اسرائيل".
من جانبها رحبت السلطة الفلسطينية بخطاب أوباما واستنكرت في الوقت ذاته الرفض الإسرائيلي واعتبرته "ضربة قوية لجهود الرئيس أوباما لدفع عملية السلام".
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن نتانياهو " يرفض أي اساس عملي وفعلي لسلام حقيقي في الشرق الاوسط".
فيما ردت حركة حماس على مقترحات أوباما بشأن السلام في الشرق الأوسط بالتأكيد على أنها لن تعترف بإسرائيل "بأي حال من الأحوال".
واهم
من جانبها وصفت الحكومة الليبية الرئيس الامريكي باراك أوباما بأنه واهم بعد أن طالب الزعيم الليبي معمر القذافي في خطابه بترك السلطة.
وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم ان اوباما ما زال واهما ويصدق الاكاذيب التي تنشرها حكومته واعلامه في شتى انحاء العالم مضيفا ان اوباما ليس هو من يقرر بقاء القذافي او رحيله وانما الشعب الليبي هو الذي يقرر ذلك.
وفي بنغازي معقل المعارضة الليبية، رحبت المعارضة بالخطاب الأمريكي ولكن الترحيب كان مشوبا بالحذر.
وقال المتحدث باسم المعارضة " الخطاب خطوة إلى الأمام، لم يتضمن الخطاب اعتراف رسمي بالمعارضة ممثلا شرعيا ولكن الاعتراف بشرعية ومصداقية المجلس هي مجرد خطوة للاعتراف الكامل".
رسالة واضحة
وفي بريطانيا رحب وزير الخارجية وليام هيغ بخطاب أوباما وبدعوته لانسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 واعتبر ثورة التغيير في الشرق الأوسط "تحديا غير مسبوق" أمام العالم.
وقال هيغ " أرحب بحرارة بخطاب أوباما الذي كشف أهمية الاستجابة للتطورات التاريخية التي تحدث في الشرق الأوسط".
وأضاف " حجم التحدي غير مسبوق ويجب أن تتوافق استجابتنا للتغيرات مع تطلعات العشوب في هذه المنطقة".
وتعليقا على خطاب أوباما قال توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط إن أوباما بعث رسالة واضحة في خطابه أن الغرب يدين القمع في سورية ولكن سيكون مستعدا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد إذا أراد قيادة عملية الإصلاح في البلاد.
وأشار بلير أن هناك مؤشرات على ان الرئيس السوري على استعداد للتعامل مع عملية التغيير في بلاده.
تلميع صورة
وعلى صعيد ردود الفعل الشعبية أثار خطاب أوباما أصداء كبيرة في الشارع المصري ونقلت وكالة رويترز عن حسن نافعة استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة قوله إن الخطاب " كان بليغا جدا ومليئا بالأمل وكان هناك التزام حقيقي بالتحول الديمقراطي في العالم العربي لكننا سمعنا الكثير من الخطابات الجميلة من اوباما من قبل ولم نعد نعرف الان ما اذا كان يستطيع تحقيق ما يقول".
وأشار إلى أن اوباما غض الطرف عن دول الخليج الحليفة للولايات المتحدة في كلمته.
ربما لا توجد هناك انتفاضة لكن ذلك لا يعني انه لا يجب ان يتحدث عن الديمقراطية في هذه الدول."
وأضاف انه سعيد بالالتزام الاقتصادي بمساعدة مصر لكنه ما زال قلقا لان كثيرا من المساعدات الامريكية السابقة جاءت مع "تصور امريكي خالص لكيفية أداء الاعمال او كيفية ادارة البلاد."
ويقول محسن السحراوي الذي يعمل مستشارا للتسويق في القاهرة إنه "في محاولة لتلميع صورته الملطخة أمام الشعب العربي يقدم اوباما كلمات جوفاء لا تحمل الكثير من المعنى للعالم الشجاع الجديد".
وأضاف "سيكون على أوباما بذل المزيد إذا كان سيقدم دعما حقيقيا لحقوق الانسان في المنطقة وللتحولات السلمية نحو الديمقراطية".
وعود
أما جماعة الإخوان المسلمين في مصر فقد اعتبرت على لسان القيادي البارز عصام العريان الخطاب مخيبا للآمال.
وقال العريان إن الخطاب "لايحمل الجديد والاستراتيجية الامريكية كما هي، هناك غطاء أمريكي للرؤساء الطغاة كما هو في سوريا واليمن والبحرين".
وأضاف " الوعود الامريكية مجرد وعود لا يوجد قرار حاسم بالانسحاب الفوري من العراق او افغانستان".
ويشارك زهير العرجي عضو البرلمان العراقي العريان الرأي ويقول " إن الإدارة الأمريكية يجب توازن في سياساتها ونحن ننتقد صمتها على ما يحدث في البحرين".
وأضاف العرجي " نأمل أن تكون هناك سياسة واضحة لدعم الشعوب في الدول التي شهدت تغيرات مثل مصر وتونس والعراق والشعوب في الدول التي تسعى للتغيير مثل سورية وليبيا".
--
Source: http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/05/110519_obama_reax_.shtml
~
Manage subscription | Powered by rssforward.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق